بعث فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى برقية عزاء ومواساة في وفاة الشيخ صالح علي بن علي الرويشان بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن.
بعد شهور طويلة من القتال العنيف والمجازر والدمار، اضطر العدو الصهيوني إلى الانسحاب من محور نتساريم مُجدداً في إطار صفقة مع المقاومة الفلسطينية، وباتت المفارقة أن الموقع الذي كان يُنظر إليه داخل حكومة نتنياهو كرمز لعودة الاستيطان والسيطرة، أصبح اليوم عنوانا للهزيمة العسكرية.
نظمت الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع قطاع المغتربين بوزارة الخارجية والمغتربين اليوم اللقاء الافتراضي الأول مع ممثلي الجاليات اليمنية والمغتربين في الخارج عبر تقنية الزوم بهدف التعريف بالمزايا والحوافز والتسهيلات التي يقدمها قانون الاستثمار رقم (3) لعام 2025م.
بفهم عميق لطبيعة المرحلة التي تمر بها الأمة العربية والإسلامية، قدم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له بالذكرى السنوية للشهيد القائد، شرحاً عميقاً ومفصلاً وعرضاً متكاملاً للواقع المأساوي للأمة العربية والإسلامية حالياً.
ذلك الواقع الناتج عن جملة من العوامل والأسباب لعل أبرزها وصول الأمة إلى مرحلة التدجين الكامل بسبب عملية مبرمجة ومقصودة من وكالات الاستخبارات الأمريكية والصهيونية والأوروبية الغربية التي عملت لسنوات في الواقع العربي والإسلامي بأريحية كاملة حتى استطاعت إيجاد أنظمة تحكم الواقع العربي والإسلامي برؤية أمريكية وصهيونية وغربية، تأتمر بما يملى عليها من خارج الحدود حتى وصلت إلى الارتماء بأحضان أمريكا والصهاينة بهرولتها نحو التطبيع المذل الذي يمكن أن يوصف بأنه قد قضى على القضية الفلسطينية وسنوات من النضال العربي المشروع لاستعادة الأرض المغتصبة في فلسطين المحتلة..
والأدهى والأمرّ من ذلك أن الأنظمة العربية تعاملت مع القضية الفلسطينية بملكية أكثر من الملك، وذهبت بعيداً في علاقتها مع كيان الاحتلال متماهية معه ومع مشروعه الاستعماري بغفلة أو بدونها.
إن هذه الحالة التي وصلت إليها الأنظمة العربية والإسلامية ليست وليدة اللحظة بل هي حصيلة عمل استخباراتي دؤوب لمجموعة من وكالات الاستخبارات (أمريكية وصهيونية وأوروبية غربية) حتى أنها درست الواقع العربي والإسلامي ونفسيات السكان ووضعت برامجها التدميرية وفقا لذلك، ووصلت إلى حد أنها خلقت كيانات هزيلة من السكان أشبه ما تكون بكائنات غرائزية ليس إلا.
لقد بات الواقع المأساوي للأنظمة العربية والإسلامية مدعاة للسخرية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وعدم قدرتها على اتخاذ قرار وطني مستقل يحمي سيادتها وشخصيتها الدولية، وهذا الأمر انعكس على قناعات المواطنين ووجهات نظرهم ومستوى تفكيرهم وتعاملهم اليومي، الأمر الذي يؤكد الحالة المأساوية الخبيثة التي عملت وكالات الاستخبارات على تجسيدها وتعميقها في الواقع العربي والإسلامي.
والشيء المؤكد وما تبينه المرحلة الحالية التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية، نستطيع القول إن عمر هذه الأنظمة الافتراضي قد انتهى منذ زمن، وإن بقائها أصبح كارثة وطنية وإنسانية.. أنظمة تمتلك من الثروات والموارد ما يؤهلها إذا وجدت القيادة والإرادة الوطنية لإحداث تنمية حقيقية وشاملة بكوادر وطنية إن أحسن بناءها، بناءً وطنياً سليماً، والتحرر من الحالة الغرائزية التي يعيشون فيها حاليا.
أدرك السيد عبدالملك الحوثي هذا الواقع وحلله تحليلاً دقيقاً وتحدث عنه بإسهاب وبمرارة القائد الذي هاله هذا الوضع الكارثي الذي وصلت إليه الأمة العربية والإسلامية.