الأطراف المبتورة.. مأساةٌ صامتةٌ تضاف لجرائم الإبادة والتجويع الصهيونيةغزة - سبأ : حلقة مخفيّة من سياسة العقاب الجماعي، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، فالقتل والتجويع ليس وحده من يلاحق الفلسطينيين، بل "حياة مبتورةٌ" تُفرض قسرًا على الآلاف منهم، في جريمة ستظل تلطخ جبين الإنسانية الصامتة. في شوارع غزة ومخيماتها، يمكن رؤية آثار هذه الجريمة بوضوح: أطفال يتنقلون على عكازات، وشباب فقدوا القدرة على العمل، وأسر تواجه صدمة دائمة لفقد أحبائها أو أطرافهم. وفقاً لـ"فلسطين أونلاين" ينتظر آلاف الجرحى المجوعين في طابور قد يمتد لعقود أمام المرفق الطبي الوحيد المتخصص في زراعة الأطراف الصناعية والذي لا يستطيع إنتاج أكثر من 150 طرفًا صناعيًا سنويًا. منذ السابع من أكتوبر 2023، تتكشف جريمة جديدة تضاف إلى سجل القتل والتجويع الذي يمارسه العدو الإسرائيلي، والتي تطال عشرات الآلاف من الجرحى من المدنيين، الذين فقدوا أطرافهم ومعظمهم من الأطفال والنساء. وتكشف ارقام صادمة لمأساة بتر الأطراف حجم الجريمة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية وتواطؤ غربي وصمت عربي وإقليمي مريب. ووفقاً لتقارير غير نهائية حتى هذا التاريخ، ارتفعت حالات البتر بأكثر من 225%، مسجلة ما يزيد على 6500 حالة جديدة. يقول مدير مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية شمال القطاع، الدكتور أحمد نعيم، أن هناك الكثير من هذه الحالات فقدت أطرافها نتيجة القصف المباشر على المنازل ومراكز الإيواء وحتى خيام النازحين. ويضيف نعيم أن نقص الكوادر، واستنفاد المخزون الطبي، وشح الوقود، كلها تحديات تضع حياة المصابين على المحك، رغم محاولات المستشفى الوحيد المتخصص لزيادة طاقة الإنتاجية إلى 500 طرف في حال انتهت ظروف الحصار و الإبادة والتجويع. هذا التصاعد المأساوي في حالات البتر يقابله حصار كاملٌ يفرضه العدو الإسرائيلي يمنع إدخال المواد الأساسية لصناعة الأطراف الصناعية ناهيك عن الأدوية و المستلزمات الطبية العادية والغذاء. ![]() |
|