توجهات نحو زراعة البن بدلاً عن القات بمحافظة صنعاء - الحيمة الداخلية نموذجصنعاء- سبأ : تشهد محافظة صنعاء توجهاً ملحوظًا للنهوض بالقطاع الزراعي في عموم مديريات المحافظة. وتؤكد المؤشرات رغبة حكومة التغيير والبناء ممثلة بالجهات ذات العلاقة والمجتمع في إحداث ثورة في زراعة وإنتاج أنواع من المحاصيل الزراعية النقدية في عدد من المناطق الملائمة، يأتي البن في مقدمتها. مديرية الحيمة الداخلية، إحدى مديريات محافظة صنعاء، المشهورة بزراعة مختلف المحاصيل، وفي مقدمتها البن والتوسع في زراعة هذا المحصول النقدي المهم لما يشكله من مصدر رزق للعديد من الأسر، بالرغم من الصعوبات التي تواجه المزارعون. ونتيجة للوعي المتنامي في أوساط المزارعين في المديرية حول زراعة وإنتاج المحاصيل النقدية، وعائداتها الأوفر، بادر عدد من المزارعين للتحول إلى زراعة اللوز والبن بدلًا عن القات، خصوصاً في المناطق الباردة المناسبة لزراعة اللوز والمناطق ذات المناخ المعتدل المناسبة لزراعة البن بأنواعه المختلفة. تضافر الجهود تحقيق النجاح والنهوض بالقطاع الزراعي، رغبة جماعية ترافقها خطوات عملية يمكن ملاحظتها من خلال اهتمام قيادة السلطة المحلية في المحافظة ودورها في توجيه الإمكانات إلى المسارات الصحيحة. حيث يؤكد محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي، أهمية النهوض بالقطاع الزراعي والاهتمام به بشقيه الزراعي والحيواني، ترجمة لموجهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وتوجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير مهدي المشاط، وبرنامج حكومة التغيير والبناء في إطار التوجهات الصادقة لتحقيق اكتفاء ذاتي وتنمية مستدامة حقيقية. وأشار إلى الدعم الذي تقدمه السلطة المحلية عبر جمعيات القطاعات التعاونية التنموية الزراعية متعددة الأغراض الممتدة في كافة عزل ومديريات المحافظة، للنهوض بالتنمية المحلية وفي مقدمتها القطاع الزراعي والحيواني. ودعا المحافظ الهادي إلى استنهاض القدرات الشابة خصوصًا في المجتمعات الريفية واستغلال طاقاتها وإبداعاتها بما يحقق للوطن نهضة شاملة في كل المجالات. الحيمة الداخلية نموذج خاض المزارعون من أهالي قرية هجرة العين في عزلة بني السياغ بمديرية الحيمة الداخلية قبل فترة زمنية قصيرة تجربة جزئية تمثلت في اقتلاع بعض أشجار القات واستبدالها بأشجار البُن، حتى غدت حقولهم خليطًا يجمع بين البن والقات. وبعد صبر ورعاية، وصل أهالي المنطقة إلى يقين، بالمقارنة بين المحصولين في أن البن هو الكنز الذي يجب الاهتمام به والتوسع في زراعته، والتفكير جديًا باقتلاع شجرة القات نهائيًا، وغرس البن بديلاً عنها. توسع التجربة كانت المبادرة الأولى للمزارع عبدالله قاضي السياغي باستئصال شجرة القات نهائيًا من حقله الذي تزيد مساحته عن أكثر من 25 لبنة، حيث انطلق بجدية لتهيئة الأرض زراعيًا، بدءًا باقتلاع أشجار القات التي كانت تملأ الحقل ، طوال فترة سادت فيها تجارته، وكسدت ما دونه من المحاصيل النقدية والغذائية الرئيسية. يؤكد المزارع السياغي وأقاربه أن اهتمام الدولة حاليًا بالإنتاج المحلي بهدف تقليص فاتورة الاستيراد من أهم العوامل المحفزة للمزارعين في زارعة البن بدلاً عن القات. وطالبوا الجهات ذات العلاقة بتشجيع هذه التوجهات ودعم المزارعين بشتلات البن وتفعيل الزراعة البينية، وتوفير مصادر دائمة للمياه من خلال بناء السدود والحواجز المائية للاستفادة من مياه الأمطار والعيون الجارية في تنمية زراعة البن. رئيس جمعية عزلة بني السياغ التنموية هاشم الشامي، أوضح أن العزلة تتميز بزراعة البن واللوز منذ عهد الأجداد ولكن ثمة خطر يهدد إنتاجها ويقلل من محصولها السنوي، شيئاً فشيئًا وهي الآفات التي تغزو أشجار اللوز والبن وتحولها إلى حطب وخشب مسنَّدة، ما جعل المزارعين يتجهون إلى زراعة أشجار القات المقاومة للآفات والظروف المناخية القاسية. وشدد على ضرورة تشجيع ودعم مبادرة المزارعين في اقتلاع أشجار القات واستبدالها بأشجار البن واللوز من خلال توفير المياه عبر بناء السدود والحواجز، وهو الأمر الذي يتطلب التدخل الفوري من الجهات ذات العلاقة بتقديم الدعمين العلاجي لمكافحة الآفات، والمادي للاستفادة من مياه الأمطار ونحوها. واعتبر الشامي، توجهات المزارعين في العزلة لقلع شجرة القات وغرس البن بدلاً عنها، دليلاً على ارتفاع مستوى الوعي في المجتمع المحلي، الذي استفاد من معطيات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التنموية. وفي ظل تحديات العدوان والحصار، يتطلع المزارعون لتطوير زراعة البن وتحسين إنتاجه وتسويقه، ودعم الجهود الهادفة التوسع في زراعة هذا المحصول النقدي المهم، بما يعود بالنفع على المزارعين ودعم الاقتصاد الوطني. ![]() |
|