صنعاء تُغرق سفينتين وتنقل المعركة إلى عمق الإمداد البحري للعدو نصرةً لغزةصنعاء - سبأ: تقرير: جميل القشم في تصعيد نوعي متواصل، وسّعت القوات المسلحة اليمنية نطاق عملياتها البحرية، معلنة خلال يومين عن إغراق سفينتين تابعتين لشركات أجنبية تعاملت مع موانئ الكيان الصهيوني، في خطوة تمثل تحولًا نوعيًا في مسار المعركة المفتوحة دعمًا لغزة. توسُّع الرد اليمني البحري يمثل امتدادًا مباشرًا لتصاعد العدوان على غزة، حيث انتقلت صنعاء إلى مرحلة متقدمة من التصعيد، ودفعت بخط المواجهة إلى عمق البحر، محولة الممرات الملاحية المرتبطة بالاحتلال إلى مجال عملي مفتوح، ضمن إستراتيجية دقيقة تهدف إلى كسر الحصار وتخفيف الضغط عن الفلسطينيين في غزة. إغراق السفينة "ماجيك سيز" شكّل لحظة فاصلة في مسار الرد اليمني، حيث تحولت التحذيرات إلى فعل حاسم، وسُجلت العملية كأول ضربة بحرية مركزة تستهدف خطوط الدعم اللوجستي للعدو، الذي يواصل ارتكاب المجازر اليومية بحق المدنيين في غزة، ويعتمد على الممرات البحرية في تمويل عدوانه وإدامة حصاره. وبالزخم نفسه، تم إغراق السفينة "ETERNITY C" أثناء توجهها إلى ميناء أم الرشراش، بضربة مركزة نُفذت بصواريخ مجنحة وباليستية وزورق مسيّر، لترسخ الضربة الثانية خلال ساعات مبدأ الاستهداف المباشر لكل خط إمداد يخدم الاحتلال، ضمن مسار تصاعدي لا يكتفي بالتحذير، بل يثبت قدرة الرد وفاعليته في تعطيل الدعم اللوجستي للعدو. تصاعد هذه العمليات يأتي في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، ومع اتساع رقعة الإبادة، تزداد حِدة الموقف اليمني، الذي لا يكتفي بالإدانة أو التصريحات، بل يتقدم بالفعل العسكري المباشر، في مسار واضح لمساندة الفلسطينيين على مختلف الجبهات. البيانات الرسمية الصادرة عن القوات المسلحة ربطت بين استهداف السفن وبين استمرار العدوان والحصار المفروض على القطاع، وأكدت أن كل سفينة ترتبط بموانئ الاحتلال تدخل دائرة الاستهداف المشروع، وأن العمليات ستستمر حتى تتوقف المجازر وترتفع القيود عن القطاع المحاصر. تشير طبيعة العمليات وتسلسلها الزمني إلى أن القرار العسكري اليمني يُدار وفق خطة إستراتيجية واضحة، تبدأ برصد الأهداف، ثم توجيه التحذيرات، وتنتقل بعد ذلك إلى التنفيذ عند ثبوت المخالفة، في نموذج يعكس قدرة ميدانية منظمة تتفاعل مع تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة وتراجع المواقف الإقليمية والدولية. وفي مقابل هذا الأداء الميداني المنظم، تتكشف خريطة المواقف الدولية، حيث تستمر القوى الكبرى في توفير الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال، وتُسهم بشكل مباشر في إطالة أمد العدوان الصهيوني على غزة، بالتوازي مع صمت عربي واسع يوفّر هامشًا إضافيًا لتصعيد الجرائم. وفي هذا السياق، تتقدم الجبهة اليمنية كأحد المسارات العملية القليلة في المنطقة التي تبادر بالفعل، وتُسهم بوضوح في تقويض قدرات الاحتلال، انطلاقًا من التزام مبدئي ثابت تجاه فلسطين، وبمعزل عن أي حسابات مؤقتة أو اعتبارات توازن خارجي. وفي ظل هذا العجز الدولي والتواطؤ المكشوف، يتفاقم المشهد الإنساني في غزة ليبلغ مستويات غير مسبوقة، حيث يتعرض أكثر من مليونَي فلسطيني لحصار خانق واستهداف مباشر للبنية التحتية والمرافق الصحية والمدنية، في واحدة من أبشع الجرائم الجماعية الموثقة في التاريخ المعاصر، تنفذها آلة الحرب الصهيونية بلا توقف أو مساءلة. ويؤكد محللون أن صنعاء باتت تتصدر مشهد الفعل المباشر في مواجهة العدوان على غزة، من خلال عمليات ميدانية منظمة تدفع ثمنها الكيانات المرتبطة بالاحتلال، وتؤثر فعليًا في مساراته البحرية والتجارية، وتزيد من كلفة الحرب التي يشنها الكيان على القطاع دون توقف. وتتجلى هذه النتائج في مشاهد الإعلام الحربي، التي وثقت بدقة عملية إغراق السفينة "ماجيك سيز"، بما تحمله من احترافية في التنفيذ ووضوح في الهدف، إذ لم تعد الضربات اليمنية مجرد ردود فعل، بل أدوات استراتيجية تضرب مصالح العدو في العمق وتحمله أثمانًا متصاعدة على أكثر من مستوى. الإعلام العبري، في تغطيته، أظهر انزعاجًا متزايدًا من هذه العمليات، وحاول عزلها عن سياقها الحقيقي المرتبط بغزة، إلا أن التوثيق المصور، وتزامن الاستهداف مع المجازر، أعاد تأكيد العلاقة الوثيقة بين العمليات اليمنية ومواقف الدعم الشعبي للمقاومة الفلسطينية. الموقف اليمني لم يتغيَّر منذ بدء التصعيد، بل تدرّج من الضربات التحذيرية إلى الضربات الموجعة، وهو ما أدى إلى تعطيل فعلي لبعض خطوط الملاحة المرتبطة بالاحتلال، ووضع الشركات الدولية أمام معادلة جديدة: إما التوقف عن دعم العدو، أو الدخول في دائرة التهديد المباشر. ويرى متابعون سياسيون أن التأثيرات الميدانية لهذه العمليات لا تتوقف عند حدود البحر الأحمر، بل تمتد إلى الداخل الفلسطيني، حيث تمنح المقاومة في غزة سندًا ميدانيًا ومعنويًا قويًا، وتعيد توزيع الضغط على الاحتلال، وتشوش على استراتيجيته في إدارة المعركة. بمشهد إغراق السفن وتوسع الضربات البحرية، ترسم صنعاء مسارًا مختلفًا في دعم غزة، قائمًا على الفعل المباشر والتكلفة الميدانية، في وقت تتوارى فيه أنظمة النفط خلف مواقف رمادية، في رسالة عملية واضحة بأن زمن التخلي قد انتهى، وأن القضية الفلسطينية لا تزال تنجب من يدافع عنها بالفعل لا بالكلام، ومن يدفع من ميدانه الخاص كلفة النصرة دون انتظار إذن أو تفويض. ![]() |
|