دشن رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، اليوم الأعمال التحضيرية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، التي تنظمها الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم.
مسؤول أممي من غزة: ما يجري مجزرة تُنفذ ببطء والمجاعة تُستخدم كسلاح
غزة – سبأ:
حذّر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، جوناثان ويتال، من أنّ الوضع في قطاع غزة بلغ مرحلة "المجزرة البطيئة".
وقال ويتال، في مؤتمر صحفي عقده في غزة، مساء أمس الأحد، إن "المدنيين يُقتلون يوميا فقط لمحاولتهم الوصول إلى الغذاء، في ظل تجاهل تام للقانون الإنساني الدولي"، بحسب وكالة “قدس برس”.
وأضاف : "بينما تتجه أنظار العالم إلى أماكن أخرى، يُقتل الناس في غزة وهم يحاولون البقاء على قيد الحياة. مجرد محاولة الحصول على الطعام أصبحت بمثابة حكم بالإعدام".
وأشار إلى أنه "منذ رفع الحصار جزئياً قبل أكثر من شهر، قُتل ما يزيد على 400فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء".
وأكد أن "القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الحشود التي كانت تتجمع قرب مواقع توزيع المساعدات الأميركية-الإسرائيلية، والتي تقع في مناطق ذات طابع عسكري".
ولفت إلى أن "كثيرا من هؤلاء الضحايا سقطوا في أماكن تعذر على سيارات الإسعاف الوصول إليها، وسط أنباء عن وجود مفقودين يُرجح أنهم قتلوا".
وتحدث ويتال عن حادثة وقعت قبل أيام، قائلاً: "أطلقت دبابة تابعة للجيش "الإسرائيلي" النار على حشد من المواطنين الذين كانوا بانتظار وصول شاحنات مساعدات، ما أسفر عن استشهاد نحو 60 شخصا وإصابة المئات”.
وأوضح أن "بعض الجرحى سقطوا أيضا على يد عصابات مسلحة تنشط قرب مواقع الجيش الإسرائيلي"، مؤكدا أن "الجنود استهدفوا مرارا من يحاولون تأمين المساعدات".
وفيما يتعلق بالوضع الصحي، قال المسؤول الأممي إن "قطاع غزة يعيش انهيارا شبه كامل في منظومته الطبية"، مبيناً أن "المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئيا مثقلة بالأعباء وتتعرض للقصف المباشر وأوامر الإخلاء".
وأفاد بأن المستشفيات تُعاني من نقص حاد في الوقود، الذي يجري تقنينه بشكل صارم، محذراً من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى "مزيد من الوفيات العبثية القابلة للتجنّب".
وبخصوص أزمة المياه، أشار المسؤول الأممي إلى أن "الآبار نفد منها الوقود أو تقع في مناطق يصعب الوصول إليها، فيما تعاني الأنابيب من أضرار جسيمة تؤدي إلى هدر الكميات القليلة المتبقية".
وقال: "الأطفال يصطفون في طوابير طويلة بانتظار شاحنات مياه لا تصل في كثير من الأحيان".
وأوضح ويتال أن "مؤشرات المجاعة في غزة تتزايد"، مؤكدا أن "بيانات منظمة اليونيسف تظهر دخول أكثر من 110أطفال يوميا إلى المستشفيات منذ بداية العام الجاري لتلقي العلاج من سوء التغذية".
وأشار إلى أن "الكميات القليلة من الغذاء التي تدخل القطاع غالبا ما تُنهب من مؤخرة الشاحنات من قبل حشود الجوعى أو تُستولى عليها من قبل عصابات إجرامية".
وأكد رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، أن "الجوع يُستخدم كسلاح، وأن ما نشهده في غزة هو تهجير قسري، وقتل بطيء ممنهج لأناس لا يطلبون إلا البقاء على قيد الحياة".
وأضاف: "كل ما وصفته يمكن منعه بالكامل، لكن ما يحدث يشير إلى تصميم مسبق على محو حياة الفلسطينيين من غزة".
وقال إن "إسرائيل، بصفتها سلطة قائمة بالاحتلال، تتحمل مسؤوليات واضحة بموجب القانون الدولي، لكن الواقع على الأرض يظهر أنها لا تفي بأي من تلك الالتزامات"، مؤكداً "الحاجة إلى مساءلة واضحة عن الجرائم المرتكبة".
وتابع: "اليوم، ومن قلب غزة، أستطيع القول دون أدنى شك إن ما يُبذل من جهد لا يكفي، إذ تُقوّض حياة الفلسطينيين، وكل ما يضمن استمراريتها، على نحو منهجي أمام أعين العالم".
وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 55,908مواطناً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة و131,138 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.