بدأت الحشود الجماهيرية في التوافد إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء وساحات المحافظات للمشاركة في مسيرات "ثابتون مع غزة وإيران ضد الإجرام الصهيوأمريكي".
بدأت، صباح اليوم الخميس، فعاليات اليوم الثاني من "منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2025"، حيث يناقش هذا العام موضوعا رئيسيا بعنوان "القيم المشتركة - أساس النمو في عالم متعدد الأقطاب".
شهدت مواجهة الأهلي المصري وبالميراس البرازيلي مساء أمس الخميس ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس العالم للأندية 2025 أحداثا مثيرة على المدرجات، أجبرت الشرطة على التدخل.
تفكيك خلايا الموساد في طهران.. اختراق معادٍ تحوّل إلى فرصة تفوق استخباراتي
صنعاء - سبأ: جميل القشم
في واحدة من أعقد المواجهات الأمنية التي خاضتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انتصار الثورة، تمكنت الأجهزة الأمنية من امتصاص اختراق استخباراتي شديد الخطورة، نفذته خلايا تجسس متعددة الجنسيات بقيادة الموساد الإسرائيلي، وتحويل هذا التحدي إلى فرصة أمنية نادرة لقلب المعادلة وكشف أدوات العدو في العمق الإيراني.
العملية التي كشف عنها مؤخرا لم تكن مواجهة عابرة، بل اشتباك استخباراتي معقد جرى التخطيط له على مدى سنوات، وشاركت فيه إلى جانب الموساد، أجهزة استخبارات أمريكية، وبريطانية، وفرنسية، وألمانية، إضافة إلى أطراف عربية وإسلامية، وقد جرى تفعيل هذه الشبكات في توقيت دقيق، بهدف تنفيذ عمليات تخريب واغتيال، ضمن تصعيد أمني منسق تزامن مع الهجمات العسكرية التي تعرضت لها طهران.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الخلايا التي تم إسقاطها كانت وصلت إلى مراحل متقدمة من التنفيذ، وجرى التعامل معها ضمن خطة أمنية متكاملة امتصت الصدمة، وأحبطت سلسلة من المخططات التخريبية ضد منشآت سيادية، ما مثل تحولا نوعيا في مسار المواجهة مع العدو الصهيوني.
يرى مراقبون، أن ما جرى لا يمكن قراءته بمعزل عن مسار طويل من المواجهة الصامتة، بدأ منذ أعوام، ومر بمحطات اغتيال ومحاولات اختراق، وصولا إلى هذا الفصل الذي كشف أوراقا كثيرة كانت تدار في الظل، فالاستخبارات المعادية، وخصوصا "الموساد"، لم تخسر فقط عناصرها، بل أحرقت ملفاتها وأسقطت شبكاتها، وتركت عملاءها يواجهون مصيرهم، في لحظة عبر فيها كثير من المحللين عن انهيار ميداني على مستوى الحرب الخفية.
وفي بعد ميداني متصل، برزت مؤشرات واضحة على تأثير هذا الإنجاز في بنية العدو، منها اختفاء إشارات الإنذار المبكر قبيل الضربات الإيرانية، فبعد أن كانت الأجهزة الصهيونية تتلقى إشعارات عبر الاتصالات الشخصية قبل العمليات بنصف ساعة، وتفعل صفارات الإنذار فور اقتراب الأهداف الجوية، تلاشت هذه الإشارات مؤخرا، وهو ما يرجح تجفيف طهران لمنابع التجسس التي كانت توصل المعلومات مسبقا إلى منظومات العدو الدفاعية.
وتُظهر هذه التطورات أن نجاح الأجهزة الإيرانية لم يقتصر على ضرب أدوات العدو، بل طال أنظمة الإنذار ذاتها، ما يجعل من المشهد الأمني في كيان العدو الصهيوني أكثر هشاشة مما يظهر في خطاباته الرسمية.
تشير تقارير غربية إلى أن تل أبيب تعيش حالة ارتباك داخلي، بعد خسارة ما تعتبره "العيون الداخلية" في طهران، والتي أسست عبرها عمليات نوعية في الماضي، بينها اغتيالات حساسة خلال فترات التصعيد، ومع انكشاف هذه الشبكات، تخسر استخبارات العدو قدرتها على المباغتة، وتعود طهران للسيطرة على المجال الأمني الداخلي بقبضة أقوى.
العملية الإيرانية جاءت ضمن مشهد إقليمي واسع، يتسم بتصعيد متبادل في أكثر من جبهة، ما يجعل من هذا التطور الأمني عاملا نوعيا يعزز موقع إيران في صياغة معادلة الردع المتعددة الأبعاد، خاصة في ظل انخراط قوى المقاومة من اليمن وفلسطين ولبنان في مواجهة مستمرة.
ويُجمع محللون على أن ما حدث ليس عملية أمنية معزولة، بل تتويج لمسار استباقي طويل، واختبار قاس تجاوزته طهران بنجاح، حيث تمكنت من نزع أقنعة قوى كبرى كانت تنشط في الخفاء، وتوجيه ضربة لمراكز التجنيد والتمويل والتخطيط في صميم المشروع الاستخباراتي الصهيوني.
وقد بات واضحا أن هذه الشبكات لم تكن خلايا منفردة، بل جزء من غرفة عمليات إقليمية مرتبطة مباشرة بأجهزة غربية، سعت طويلاً إلى اختراق النسيج الأمني الإيراني، واستخدمت أدوات تقنية وبشرية متطورة، بينها طائرات مسيرة، وعملاء تم زرعهم في مواقع متعددة داخل العاصمة طهران.
لم تكن البيئة الجغرافية لايران بعيدة عن هذه المعادلة، فتعقيد التضاريس وامتداد المساحة والرقعة السكانية منح العدو فرص تسلل متقدمة، إلا أن احترافية المتابعة الإيرانية أفشلت الرهان، وأحكمت الطوق على هذه الأدوات.
ويؤكد محللون أن تفكيك هذه الخلايا يمثل أكثر من إنجاز؛ إنه انتزاع لزمام المبادرة من يد العدو، وتثبيت لمعادلة جديدة يكون فيها الردع متعدد الأدوات: استخباراتي، عسكري، إعلامي، وسيبراني.