تدخل واشنطن عسكريًا مع العدو الصهيوني ضد إيران.. إلى أين؟صنعاء – سبأ: مَن يُجيد قراءة القرار الأمريكي عبر عقود لن يجد فارقًا أو اختلافًا جوهريًا بين المفاعيل والأهداف التي تسند هذا القرار. فهذا القرار مازال في طياته استعماري استكباري في استهداف من يقف أمام مشاريعه الامبريالية. إسرائيل بلاشك مشروع أمريكي بامتياز، حتى وإن كان صناعة غربية في مبناه، إلا أن معناه وفحواه مازال يستند إلى أمريكا؛ فسلاحه أمريكي ومستشاروه أمريكيون، ومؤسسات صناعة قراره تحظى بدعم أمريكي في أي اتجاه ذهبت إليه، وقبل ذلك وبعده من يحرسه، منذ نشأته، هي واشنطن. وبينما صار العدو الإسرائيلي يترنح بعد أيام من الضربات الصاروخية والمركبة السديدة؛ قرأت واشنطن وأدركت جيدًا أن استمرار هذا الضرب الصاروخي سيتسبب تدريجيًا في استهداف أهم قدرات العدو الصهيوني ، وبالتالي استنزاف إمكاناته، التي تسند هيمنته في المنطقة؛ فاضطر الأمريكي بعد أربعة أيام من الاستهداف الإيراني المتواصل إلى التهديد باستهداف إيران والدخول في الحرب مع إسرائيل، على الرغم من أنه كان بإمكانه أن يستمر ،كعادته، في تقديم دعم لامحدود من السلاح والذخائر، لكنه عرف أن هذا لن يجدي نفعا؛ أو هكذا يصور له العدو الإسرائيلي المسألة من أجل جر واشنطن إلى حلبة الحرب في المنطقة. والعدو الإسرائيلي بهكذا استدراج ينقذ نفسه، وينتقل بالحرب من مرحلة إلى مرحلة جديدة تكون فيها المواجهة بين واشنطن وطهران؛ ويكون العدو الإسرائيلي بذلك قد تجاوز الهجمات الإيرانية القاتلة، ومن خلفها الهزيمة الحتمية، وفي نفس الوقت يدخل المنطقة في مأزق حرب لن تتوقف عند إيران والولايات المتحدة. ليس هناك سوى دخول واشنطن الحرب بشكل مباشر لإنقاذ العدو الإسرائيلي من نزيف الخسائر اليومي؛ فالخصم هنا هي إيران التي تمتلك ترسانة صاروخية تفوق في قدرتها ما تحققه المقاتلات الإسرائيلية في استهدافها للداخل الإيراني. الصواريخ الإيرانية تصل إلى أهدافها في بضع دقائق وربما أكثر قليلا، وهي ذات قدرة تدميرية عالية جدا، ويمكنها تجاوز منظومة الدفاع الجوي، ويمكن لايران خلال دقائق إطلاق عشرات بل مئات الصواريخ على أهداف عديدة تفشل معها منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية؛ بينما المقاتلات الإسرائيلية تحتاج إلى زمن وتموين كبير للوصول إلى الجغرافيا الإيرانية، وقد لا تتجاوز الدفاعات الجوية؛ ولا تحقق في النتائج إلا نسبة ضئيلة مما تحققه الصواريخ الايرانية. يعكس تهديد واشنطن طبيعة القرار الأمريكي؛ وخلفيته وعلاقته بإسرائيل على وجه الخصوص، ومدى هيمنة اليهود على القرار الأمريكي حتى لو كان القرار في محصلته ضد أمريكا. فإسرائيل نمت وترعرعت تحت المظلة الأمريكية إن جاز التوصيف، وما يرتكبه الكيان في غزة يتم بغطاء أمريكي؛ ولا يمكن نسيان تصريحات ترامب عن إعادة استثمار قطاع غزة وتهجير سكانها؛ فهو حديث يشي أن القاتل واحد. حتى لو سلطنا الضوء على مجازر المجوعين فيما تُعرف بمراكز توزيع المساعدات، فسنجد أنها تحت اشراف شركة إسرائيلية أمريكية، أي أن سلاح كل الجرائم الإسرائيلية هو أمريكي وغطاء كل التجاوزات الصهيونية هو أمريكي. مما سبق نخلص إلى الولايات المتحدة بتهديدها بالدخول في الحرب ضد إيران لم تأت بجديد ، لكنها هذه المرة تجاوزت حسابات المؤسسات الامريكية نفسها ، التي تقف وراء صنع القرار، وهو ما يمكن قراءته من خلال ردود أفعال بعض أعضاء الكونغرس، وآخرها السيناتور يتم كين، الذي قال: لا يمكن أن نخاطر بحياة الأمريكيين في مهمة حمقاء. السؤال: هل يفعلها الكونجرس هذه المرة ويحول بين ترامب والمخاطرة بأمريكا في مستنقع الكيان الاسرائيلي؟! ![]() |
|