اختتمت على ملعب الظرافي في أمانة العاصمة، اليوم بطولة المدارس الصيفية لمنتخبات مديريات الأمانة، نظمها مكتب الشباب والرياضة بالأمانة في إطار أنشطة الدورات الصيفية للعام 1446ھ.
صنعاء - سبأ : صدر مؤخرا عن الهيئة العامة للآثار المتاحف، العدد 17 من مجلة ريدان المحكمة، تضم بين دفتيها مجموعة من الدراسات والأبحاث الآثارية عن مدن الجوف.
وأوضح رئيس الهيئة عباد الهيال في افتتاحية العدد أن الهيئة تمضي بخطى وئيدة في سبيل جمع مصادر التاريخ اليماني القديم ودراستها وفي مقدمتها النقوش المكتوبة بخطي المسند والزبور.
وقال:" نهدف من هذه الأبحاث والدراسات أن ننهج منهاجاً واضحاً يصل بنا إلى قراءة سليمة نصحح بها تاريخنا أو نقوّض ما ليس له أساس متين، وقد سبقتنا إلى ذلك أقسام التاريخ والآثار في الجامعات اليمنية وعلى رأسها جامعة صنعاء، وهذا الجهد منا ومن جامعاتنا هو جهد حديث العهد فقد سبقنا المستشرقون الغربيون الذين جمعوا نقوشنا منذ عقود طويلة لكننا لم نطلع على كل ما كتبوه ولا ندري عما كتموه!".
وأضاف الهيال :"كنا قد فتحنا ملف مَحْرم بـِلقِيس المعروف في النقوش باسم معبد (أ و م) فدرسنا زهاء 150 نقشاً ووثقنا بالصور نقوشاً أُخر كان قد درسها باحثون منذ سنوات طويلة بلا صور، وكنا قد درسنا تلك النقوش وفق ذكر المُلُوك فيها، ثم توافرت لنا صور نقوش بحوزة ورثة عبد الملك السياني وبحوزة محمد الذماري أكثرها من بلاد الجوف؛ من مدنه وممالكه القديمة: نشّان ونشق وقرناو ويثل، فكان أن استعنا بالله وعزمنا على دراستها وفق ذكر هاتيك المدن والممالك".
وأوضح أن باحثي الهيئة وجدوا في هذه النقوش مادة مكنتهم من معرفة مُلوك مدن الجوف معرفة أوسع كما في قائمة ملوك نشّان، ومنهم من يُذكر هنا للمرة الأولى، ووجدوا أيضا ملكاً سبئياً يرد اسمه للمرة الأولى، كما مكنتهم النقوش من الوقوف على جوانب من علاقة هذه المدن بملوك سبأ، وعلى وجوه من أنشطة أهل تلك المدن الدينية والاقتصادية والاجتماعية.
وأفاد رئيس الهيئة بأن النقوش الزبورية التي بلغت عشرة آلاف عُود فتحت الباب واسعاً للتعرف على وجوه شتى من الحياة الاجتماعية لليمانين القدماء، وكان مصدرها مدن وادي الجوف خاصة الخربة السوداء المعروفة قديماً باسم نشّان.
وقال "وجدنا في هذه النقوش مفردات جديدة أو ورد ذكرها وروداً نادراً، وقد جاءت هنا في سياقات أكثر وضوحاً، ولا ينفي هذا أن منها مفردات ما زال تفسيرها قلقاً وتتطلب مزيدا من النقاش للوصول إلى المعنى الدقيق".
وحسب الهيال فإن "مضامين نقوش الجوف وما ظهر من مآثر تلك المدن وما وصل من آثاره أو تم رؤيته في داخل اليمن أو في خارجه تدل على مدن حضرية كان أهلها يمارسون أنواعاً من الأنشطة فكيف لو قُدّر للهيئة الكشف عن مدينة كاملة من هذه المدن!"
وذكر أنه تم تأمين هذه المدن حفاظا عليها وهي معين والسوداء والبيضاء.. آملا أن يتم تأمين بقية المدن والمواقع رغم صعوبة ذلك نتيجة اتساع بلاد الجوف وكثرة مآثرها، الأمر الذي يتطلب من الأهالي استشعار أهمية الآثار كشواهد تاريخية.