النزاع بين الهند وباكستان.. على بُعد خطوة من حرب نوويةصنعاء – سبأ : تقرير: فاطمة الهمداني عاد فتيل الصراع الكشميري بين الهند وباكستان للاشتعال ليتصدر الواجهة بعد هدنة دامت 26 عاما، ويثير المخاوف من اندلاع حرب نووية بين البلدين الجارين. في 23 أبريل الماضي 2025، وقعت أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين إثر هجوم إرهابي في وادي بايساران بكشمير، أسفر عن مقتل 25 سائحًا ومواطن محلي واحد وإصابة أكثر من 20 آخرين. اتهمت الهند باكستان بدعم الإرهاب عبر الحدود، وبدأت عمليات طرد دبلوماسي وتعليق التأشيرات وإغلاق الحدود والانسحاب من معاهدة مياه نهر السند بينما أنكرت باكستان هذه الاتهامات وردت بطرد دبلوماسي وتعليق التأشيرات وقيود تجارية وإغلاق المجال الجوي والمعابر الحدودية. كما حثت لجنة مجلس الوزراء الهندي للأمن "سي سي أس" المواطنين الهنود بشدة على تجنب السفر إلى باكستان، ودعت الموجودين حاليًا في البلاد إلى العودة في أقرب فرصة. هذا التصعيد كان كافيا لمسارعة الأمم المتحدة على حث الهند وباكستان إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" بعد يومين من تصاعد التوترات بين البلدين. وتصاعدت التوترات بين الهند وباكستان بعد أن زعم مسؤول باكستاني رفيع المستوى، صباح يوم الأربعاء المنصرم أن لديه "معلومات استخباراتية موثوقة" تفيد بأن نيودلهي ستشن هجومًا عسكريًا ضد إسلام آباد خلال اليومين المقبلين. الأسبوع الماضي، استعرضت كل من نيودلهي وإسلام آباد قوتهما العسكرية، حيث أسقطت باكستان طائرة هندية مُسيّرة استُخدمت لأغراض "التجسس" في منطقة كشمير المتنازع عليها الثلاثاء الماضي وفقًا لمصادر أمنية باكستانية لشبكة " سي إن إن ". وقبل يومين، أعلنت البحرية الهندية أنها نفذت ضربات صاروخية تجريبية "لإعادة التحقق من جاهزية المنصات والأنظمة والطواقم لشن هجوم دقيق بعيد المدى وإثبات ذلك. كما تصاعدت التوترات على طول خط السيطرة، وجرى تبادل إطلاق النار على طول الحدود المتنازع عليها لـ5 ليالٍ متتالية . وأثارت كل ذلك ردود أفعال دولية كان في مقدمتها دعوة وزير الخارجية الامريكية ماركو روبيو الهند وباكستان إلى خفض التصعيد والتوتر. ومن جانبها، حثت الصين، التي تدعي أيضًا السيطرة على جزء من كشمير، والتي تقربت من باكستان في السنوات الأخيرة، على ضبط النفس. محللون سياسيون "لم يستبعدوا نشوب حرب نووية على إثر هذا النزاع ما لم يتدخل المجتمع الدولي في ضبط إيقاع هذا الصراع وعودة المياه إلى مجاريها، خاصة وأن النزاع بين الهند وباكستان له جذور تاريخية تعود الى اربعينيات القرن الماضي". "وكان آخر صراع جرى بين الهند وباكستان عام 1999 في حين بدأ الصراع بين الدولتين على منطقة كشمير، والذي يعتبر صراعا إقليميا بعد تقسيم الهند في عام 1947، كجزء من تداعيات الحرب العالمية الثانية". ووقع النزاع بين الهند وباكستان حول كشمير ثلاثَ مرّات، ويشمل صراعات الحروب الهنديّة - الباكستانيّة في عاميْ 1947م و1965م، وحرب كارجل في عام 1999م. وقد تناوشت الدولتان كثيرًا حول السيطرة على نهر سياتشين الجليديّ. في عام 1998، أجرت الدولتان تجارب نووية، واليوم لا تزالان في حالة نزاع مسلح كامن في منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، التي انضم زعيمها الهندوسي إلى الهند التي ساعدته عسكريا ضد التمرد المدعوم باكستانيا. وأدى ذلك إلى اندلاع الحرب الهندية الباكستانية الأولى، وتقسيم المنطقة بين البلدين بعد شهور قليلة من الاستقلال. وتقول الهند إنّ ولاية جامو وكشمير كلها مُلكٌ لها، ومنذ عام 2010 تحكم هي ما يقارب 43 بالمائة من المنطقة، إذ تسيطر على جامو، ووادي كشمير، ولاداخ، ونهر سياتشين الجليديّ. وتنازع باكستان التي تحكم حوالي 37 بالمائة من جامو وكشمير أو ما يُعرَف بـ آزاد كشمير "كشمير الحُرّة" وجلجت بالتستان، فيما تدعي الهند أنه ملكها. يخلص مراقبون إلى أنه "بعد سبعة عقود من النزاع بين الهند وباكستان تبقى كشمير بؤرة توتر دائم بين البلدين لا يمكن كبح جماحها ما لم يتم الفصل في تقرير مصير كشمير الذي جعل من البلدين على بعد طلقة واحدة من جر العالم إلى كارثة وحرب نووية ". ![]() |
|