حكومة التغيير والبناء تقيم فعالية احتفالية بالعيد الـ 10 لثورة الـ 21 من سبتمبر المجيدةصنعاء - سبأ: نظمت حكومة التغيير والبناء، اليوم، فعالية احتفائية بالعيد العاشر لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة. وألقى عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، كلمة بالمناسبة نقل في مستهلها تحيات وتهاني فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، وتبريكاته إلى الجميع بهذه المناسبة. وتوجه بالتهاني إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي قاد هذه الثورة المظفرة قبل عشر سنوات وسار بها لتحقيق تطلعات أبناء الشعب في الحرية والاستقلال، موضحا أن المسار الوطني لثورة الـ 21 من سبتمبر كان الرد العملي على تشكيك الأعداء بها وبنهجها ومسارها الوطني. ولفت إلى أن هذه الثورة لو لم تك ثورة كما يدّعي أعدائها لما تشكل تحالف قوامه 18 دولة لضربها في مهدها، منوهاً بالطريق المغاير الذي اختارته هذه الثورة المتمثل في طريق الجهاد والمقاومة من أجل قضية محددة هي قضية الأمة ومقاومة المشروع الصهيوني. وأكدّ الدكتور بن حبتور أن الثورات الحقيقية ليس تمنيات أو أقوال وخطابات فضفاضة بل أفعال يشهدها الجميع اليوم. وتطرق إلى فكر السيد القائد الذي يركز على الجوانب الوطنية والإنسانية والأخلاقية لليمن وشعبه العزيز ليرّسخ تجربة متميزة على مستوى الإقليم، مشيراً إلى أن الجرائم التي ترتكب بحق الأشقاء الفلسطينيين واحدة من المحطات في مسار مواجهة الكيان والمشروع الصهيوني الذي هو في جوهره وحقيقته حلف شمال الأطلسي. وأفاد بأن دول هذا الحلف توّظف قدراتها المادية والعسكرية والاستخباراتية والإعلامية لكي يظل هذا الكيان واحتلاله للأراضي الفلسطينية المقدسة مستمرًا أكثر فترة ممكنة. وقال عضو السياسي الأعلى "إننا نحارب اليوم العالم المرتبط بالكيان الصهيوني ومشروعه القذر والذي ينبغي أن تسخّر جلّ الإمكانات المتاحة لمحور المقاومة لمواجهة مخططاته العدائية الإجرامية". بدوره ألقى رئيس مجلس الوزراء، أحمد غالب الرهوي، كلمة في الفعالية التي حضرها رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، هنأ في مستهلها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وفخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس والشعب اليمني الحر الأبي بحلول العيد العاشر لهذه الثورة المظفرة. وأشار إلى أن هذه الذكرى تأتي بعد عقد من الزمن والتفاف جماهير الشعب اليمني حول مبادئ وأهداف وقيم هذه الثورة التي اجتثت تحالف المال والعسكر. وقال :"أنبلج نور هذه الثورة الجديدة التي أرادت إصلاح الاعوجاج الذي علق بثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر"، مضيفاً "نحتفي بالذكرى العاشرة وقد حققت الثورة بقيادة السيد القائد، الهدف الأهم الذي قامت من أجله، وهو تحقيق الارادة الحرة و استقلال القرار الوطني و إنهاء الوصاية الخارجية ". وتابع الرهوي "أثبتت هذه الثورة صدقها ووفائها ومجدها وبأنها إلى جانب هذا الشعب العظيم الذي يتدافع إلى ساحات العزة والشرف رفضا للظلم والطغيان حاملا راية العدل ومجسدًا صدق الفعل في نصرة المستضعفين". وأشاد بمستوى التطور الذي تشهده القوات المسلحة وتصنيعها الحربي والذي كان أحد شواهده الصاروخ فرط صوتي الذي ضرب أحد الأهداف الحيوية بقلب "يافا" المحتلة (تل ابيب)، متجاوزا كافة منظومات الرادار والدفاع الجوي ليس للعدو الإسرائيلي فحسب بل والخادمة له في مسار طريقه من اليمن وصولا إلى هدفه المحدد. واعتبر رئيس مجلس الوزراء ذلك تأكيدًا واضحًا على أن اليمن يسير في طريق امتلاك أسباب القوة في مواجهة الأعداء ويشير إلى أن القادم سيكون أعظم. وعبّر عن مشاعر الحزن التي تعم الجميع بسبب استمرار المجازر اليومية للعدو الإسرائيلي بحق أبناء غزة وكذا الحدث الذي تعرض له الأشقاء في لبنان جراء الهجوم الذي تسبب بإصابة الكثير من الأشقاء من أبناء هذا الشعب العزيز. وترحم الرهوي على أرواح الشهداء اليمنيين والفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من شهداء محور المقاومة، سائلاً الله الشفاء للمصابين، معبرا عن التقدير العالي لجميع القيادات والمسؤولين والمواطنين الذين شاركوا الحكومة احتفائها بهذه المناسبة الوطنية المهمة. من جهته، اعتبر وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، ثورة ٢١ سبتمبر امتداداً حقيقياً لتاريخ اليمن العظيم المناهض لكل عوامل الاستلاب والتبعية والخضوع والمتطلع إلى الحرية والاستقلال والحياة العزيزة والكريمة .. مشيراً إلى أن صفحات التاريخ مليئة بالشواهد التي سطر من خلالها أبناء اليمن في الشمال والجنوب أروع صور التضحية والثورة ضد مظاهر الظلم والاستبداد والفساد والتبعية. وقال :"إن ما بين الأمس واليوم ترابط وامتداد ثوري صنعة أبطال اليمن بأهداف إنسانية ومنطلقات حضارية تتعالى على عوامل الطمس والتغييب والاختزال في فئة معينة أو منطقة جغرافية محددة وهاهي ثورة 21 من سبتمبر المجيدة تتوشح بوشاح الوحدة اليمنية الخالدة وتهتف بلسان كل مظلوم وترفع راية الانتصار لمظلومية الإنسان وقضايا الأمة المصيرية". وأضاف" ومهما كانت العواقب والتحديات فهي ثورة الإنسان والتاريخ والحضارة والقيم ثورة الحرية والاستقلال التي كسرت على اعتابها قيود التبعية والتدخلات الخارجية وتهاوت أمام انتصاراتها كل مؤامرات الغرب الاستكباري ومشاريعه في اليمن والمنطقة وتطهر اليمن بها من كل مرتزق وعميل وخائن". وأكد الوزير اليافعي أن ثورة 21 من سبتمبر المجيدة سترغم العالم كل العالم والعرب على وجه التحديد إلى النظر إليها على أنها الثورة الملهمة للتحرر من قيود التبعية والخضوع للهيمنة الخارجية والتدخلات الاستكبارية. ولفت إلى أن هذه الثورة هي الوحيدة التي رفضت الخضوع والتبعية للشرق والغرب وتعالت بكل عزة واقتدار على الاغراءات، ودفع الشعب اليمني ضريبة الانتصار والحرية والاستقلال باهظة من أجلها حيث تعرض لعدوان أمريكي، سعودي مدعوم بتحالف دولي انتقاما لانتصار ثورة الـ 21 من سبتمبر. جددّ التأكيد على أن ما يميز الثورة اليمنية هو بُعدها القومي والإنساني، وأبرز الشواهد على ذلك الدفاع عن المقدسات الإسلامية وحمل راية قضية الأمة المركزية المتمثلة في القضية الفلسطينية. وأضاف وزير الثقافة والسياحة :"وها هي المواقف التاريخية الخالدة التي شيدتها القيادة الثورية والسياسية والعسكرية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقطاع غزة ضد العنجهية والعدوان الإسرائيلي ظاهرة للعيان وبشكل لم يشهد التاريخ له مثيلا وهذا الموقف الإنساني والديني والقومي يعتبر من أبرز منجزات هذه الثورة المجيدة". وتطرق إلى أن هذه الثورة استطاعت أن تؤسس لوعي مقاوم ومتحرر من كل قيود التبعية والانهزامية والوصاية وتفضح كل المؤامرات في اليمن والمنطقة لتكون قبلة لكل أحرار العالم وملهمة لهم وجعلت من اليمن اليوم وثورته المباركة عنواناً لكل الأمة العربية والإسلامية ومفخرة لكل أحرار العالم ومنارة للانتصار لكل المظلومين في كل مكان في أرجاء المعمورة. واختتم الوزير اليافعي كلمته بالقول "تكمن أهمية الاحتفال بثورة ٢١ سبتمبر بأنها لم تأت عبثاً ولم تكن فكرة إقصاء أو تهميش لأي طرف سياسي بل أسهمت ثلاثية القهر الاجتماعي، والفساد المؤسسي، والسياسة الخارجية المرتهنة للوصايا الغربية، إلى جانب فشل ثورة 11 من فبراير ٢٠١١م من تقديم الحلول الجذرية لتلك الثلاثية المتراكمة منذ عقود الاستغلال والحرمان في دفع مجاميع الشعب اليمني بمختلف شرائحه ومكوناته الاجتماعية والسياسية إلى الثورة والخروج الجماهيري الى الشوارع". بدوره عد المفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبدالباري الشميري، أن ثورة ٢١ سبتمبر لحظة تاريخية تتجسد فيها معاني العزة والكرامة باعتبارها تصحيح لمسار الثورات السابقة .. مشيرا إلى أن هذه الثورة حررت الوطن من كل أشكال الوصاية الخارجية ومن صيغ الضعف والارتهان. وأكد أن المستقبل لا يمكن أن يبنى إلا بالإرادة الحرة والاستقلالية الكاملة .. وقال "هذه الثورة تعيد للشعب اليمني مكانته واعتباره وتحمل في طياتها مشروعاً وطنياً خالصاً ينبع من إرادة اليمنيين". وأضاف "أن ذكرى الثورة هذا العام تأتي متزامنة مع مناسبة مهمة في تاريخ الأمة الإسلامية ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم" .. لافتاص إلى أن هذا التزامن يحمل في طياته رمزية كبيرة ويضفي على الاحتفالات طابعاً روحانياً حيث يجتمع في هذه الأيام معنى الثورة على الظلم والاستبداد مع معنى الرسالة النبوية التي جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور وتؤسس لمبادئ العدل والمساواة. وبين اللواء الشميري أن التقاء الثورة مع هذه المناسبة العظيمة يعكس امتداد تلك الرسالة الخالدة التي بدأها النبي الكريم وهي رسالة الحرية والعدالة ومحاربة الفساد والظلم بكافة أشكاله .. مؤكداً على الموقف الثابت والمبدئي مع مظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب. وأوضح أن الثورة اليمنية هي صوت لكل مظلوم وصرخة لكل من ينشد الحرية والعدالة .. معتبراً القضية الفلسطينية رمزاً للحرية والعدالة ومعركة من أجل الإنسانية. وتناول مفتش عام القوات المسلحة، حالة التقاعس الدولية تجاه الحق الفلسطيني وكيف أن الثورة اليمنية تقف بكل فخر ووضوح مع القضية الفلسطينية في وقت اختارت فيه أغلب الدول الصمت بل والتواطؤ والتآمر ضد الشعب الفلسطيني. ووجه تحية اجلال وإكبار لأبطال القوات المسلحة والمرابطين في ميادين البطولة والفداء ومواقع الشرف والكرامة دفاعاً عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره وصد العدوان على اليمن .. مشيداً بالصمود الأسطوري في مواجهة العدوان وبالانتصارات في مختلف الجبهات. تخلل الحفل بحضور رؤساء وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية وعدد من المناضلين والثوار والرموز الوطنية، ومشايخ وشخصيات اجتماعية وقيادات عسكرية وأمنية، قصيدة للشاعر بديع الزمان السلطان، ولوحة فنية ممزوجة بالفلكلور الشعبي لفرقة الأصالة والمعاصرة بقيادة الفنان علي المحمدي عبرت عن الابتهاج بالمناسبة. |
|