الحوثي وحامد يفتتحان قاعة الشهيد القائد بالحديدة بفعالية وأكبر معرض بذكرى استشهاده
الحديدة - سبأ:
دشن عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد ونائب رئيس حكومة تصريف الأعمال للشؤون الاقتصادية - وزير المالية الدكتور رشيد أبو لحوم، أولى مراسم إحياء الفعاليات بقاعة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بمدينة الحديدة، وافتتحوا أكبر معرض بذكرى استشهاده.
وفي التدشين والافتتاح، بحضور وزراء الإعلام بحكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي والتربية والتعليم يحيى بدرالدين الحوثي والتعليم العالي حسين حازب، عبر مدير مكتب رئاسة الجمهورية حامد، عن خالص التعازي لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي وأبناء وأسرة الشهيد القائد والشعب اليمني والأمة بذكرى استشهاده.
واعتبر استشهاد السيد حسين القائد الاستثنائي فاجعة وخسارة على الأمة، واستهدافاً للحق والمشروع القرآني التنويري التصحيحي الواقعي والحضاري والأخلاقي الجامع الذي قدمه مشروعاً عملياً لإنقاذ الأمة وانتشالها من مستنقع الذلة وإخراجها من طغيان الهيمنة الأمريكية والضعف والضياع الذي وصلت اليه في مرحلة حساسة وحرجة من تاريخها.
وتطرق حامد إلى دور الشهيد القائد الذي برز كصوت للحق في تلك المرحلة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر التي خططت لها أمريكا وعملت على إدارتها الصهيونية بذريعة احتلال الشعوب وشن الحرب على العراق وأفغانستان وقتل الملايين من أبناء الأمة وانتهاك الأعراض وارتكاب أفظع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.
وقال "وأمام ذلك الواقع المأساوي والاستهداف الممنهج والحرب التي يرعد فيها الأمريكي ويجول للتدخل في شؤون البلدان، يقابله صمت إسلامي وعجز واستسلام في مرحلة سكتت فيها الأصوات وغابت عنها الحلول وخيم الصمت، كان الشهيد القائد آنذاك هو رجل المرحلة الذي حطم جدار الصمت وبدّد ظلمات الخوف وقدم الحل العملي في زمن غابت فيه الحلول وبرز في الميدان مجاهداً صارخاً في وجه المستكبرين، بهتاف الحرية وشعار البراءة من أعداء الله".
ونوه بالمشروع العملي القرآني للشهيد القائد الذي جاهد وتحرك به ومن خلاله بنى أمة قرآنية، على أساس معرفة الله والثقة به وتصحيح المفاهيم والثقافات المغلوطة، كمشروع حياة فيه خلاص ونجاه للأمة من واقعها المظلم.
ولفت مدير مكتب الرئاسة إلى القيم والمبادئ التي حملها الشهيد القائد في الدعوة لتصحيح وضع الأمة والعودة إلى الله والقرآن الكريم لتحقيق عزتها وفلاحها والخروج من براثن الوصاية والتبعية للأمريكي والصهيوني والخنوع لليهود والنصارى وعدم تولي أعداء الله.
وتطرق "إلى عظمة المسيرة القرآنية، وكيف بدأ مشروعها في نطاق محدود وسط تحديات وحملات وحروب تضليل، وكيف صارت واتسع مداها وأصبحت تمثل أمة بعد أن انتصرت على أعدائها في أشد وأنكى الظروف والتعقيدات التي واجهتها وصولاً إلى مرحلة مواجهة العدوان السعودي الإماراتي حتى صار لها وزنها وحجمها وقوتها وهيبتها بما تحمله من قضايا وأهداف في الانتصار لدين الله".
وتابع "لقد تجلت الحقائق بعد أن مارس أعداء الأمة واليمن كل الكذب والتزييف بحق هذا المشروع الصادح بالقرآن وشعار الحق والبراءة من اليهود وأعداء الاسلام، تجلّى اليوم بهذا الموقف التاريخي الاستثنائي الذي يقوده قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ومعه كل أحرار الشعب اليمني في مناصرة الاشقاء الفلسطينيين ومواجهة أمريكا وبريطانيا".
ولفت حامد إلى ما حققه مشروع الشهيد القائد من مكاسب كبيرة في مسار الأهداف التي جاهد في سبيلها وقدّم حياته ثمناً لها لتنوير الأمة بالمخاطر التي تتربص بها، مبيناً أن موقف اليمن الداعم والمساند للشعب الفلسطيني مقابل خذلان وتنصل الأنظمة العربية خير دليل على صوابية المشروع واستمراره في مناهضة قوى الاستكبار العالمية.
وقال "لقد أثبتت الوقائع والأحداث ومستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة وتخاذل حكام العرب، أن المخرج من هذا الواقع والنفق المظلم، هو المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد كمنهج حقيقي في الانتصار على جبابرة الظلم والطغيان مهما كانت العدة والعتاد وفارق الامكانات والتسليح".
وأوضح مدير مكتب الرئاسة أن اليمنيين اليوم وبعد أكثر من 22 عاماً من انطلاق المشروع يتوّجون مواقف العزة والكرامة لنصرة فلسطين، بعمليات بطولية نوعية ومواقف عملية تصدح في مختلف المحافظات بمسيرات استثنائية وحملات مقاطعة المنتجات الاسرائيلية الأمريكية وترسيخ الوعي تجاه العدو الحقيقي للأمة والدعوة لتحرك أحرار الشعوب لنصرة فلسطين المحتلة بالمال والسلاح والمقاتلين.
وفي الفعالية التي حضرها عدد من محافظي المحافظات وقيادات عسكرية، رحب محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، بالحضور المهيب لقيادة الدولة في الفعالية وافتتاح أكبر معرض في قاعة الشهيد القائد التي تم تدشين العمل بها اليوم تتويجاً لهذه الذكرى.
ولفت إلى أن تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني وموقف القيادة وخياراتها العملية في زمن الذل والتطبيع، تمثل صورة حقيقة لمشروع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ورؤيته الثاقبة التي جاهد من أجلها وأعلن في سبيلها البراءة في وجه المستكبرين وسلك درب الحرية والانتصار لقضايا الأمة.
وأوضح أن الدروس العملية التي يوجهها اليمنيون للعدو الأمريكي البريطاني الصهيوني في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني، رغم التحديات والاعتداءات، فضحت زيف العملاء من أعداء المسيرة وما دأبوا عليه خلال سنوات من وتضليل وافتراء وزيف، مؤكداً أن مشروع الشهيد القائد باق ما بقي الزمن بما يحقق مصلحة الأمة وعزتها واستقلالها.
وبين محافظ الحديدة، أن موقف الشعب اليمني ينطلق من مشروع الشهيد القائد في تصحيح مسار وضع الأمة ومواجهة الأنظمة العميلة التي تتبنى نفس الموقف الإسرائيلي المعادي للمجاهدين في فلسطين ولبنان وكل دول محور المقاومة.
عقب الفعالية التي حضرها أعضاء من مجلسي النواب والشورى ووكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة وقيادات ومشايخ وشخصيات اجتماعية، افتتح عضو السياسي الأعلى محمد الحوثي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية ونائب رئيس حكومة تصريف الأعمال للشؤون الاقتصادية ومعهم الوزراء وقيادة محافظة الحديدة، معرض الشهيد القائد الذي تضمن العديد من المجسمات والصور والبيانات والرسوم واللوحات المعبرة.
واطلعوا على المعرض، وما شمله من تقسيمات متنوعة وواسعة بمسميات ومضامين متعددة تحاكي مسيرة حياة ومشروع الشهيد القائد والدور الذي قام به وكرس نفسه في سبيل تعزيز الوعي بالمفاهيم والرؤى القرآنية تجاه واقع الأمة.
وأبرزت أجنحة المعرض بشكل ابداعي، الجانب المشرق لمشروع المسيرة والارهاصات والحروب التي تعرض لها وثمار النصر والنجاح.
كما اطلعوا على مجسمات خاصة بالعدوان السعودي الإماراتي على اليمن التي احتوت على أرقام للضحايا والغارات وتوثيق أبرز الجرائم والمجازر التي راح ضحيتها الآلاف من اليمنيين في مختلف المحافظات، وكذا مجسمات الصمود والتصنيع العسكري وإنجازات القيادة، ورسوم وبيانات عن أبرز التداعيات ودور قائد الثورة وحكمته في مواكبتها وصولا للموقف الداعم للشعب الفلسطيني.
وتم الاطلاع على ما تضمنه المعرض من صور ومجسمات للعديد من الأحداث في العالم التي كان للجانب الأمريكي والصهيوني الدور البارز في ارتكاب الجرائم على امتداد الحربين العالمية الأولى والثانية وما تعرضت له الشعوب والعديد من البلدان من انتهاكات سافرة وقتل وتشريد للإنسان الذي ترفع الولايات المتحدة شعارات حماية حقوقه.
وعبر محمد علي الحوثي عن الفخر والاعتزاز بهذا العمل النوعي الاستثنائي تجسيداً لمآثر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ومشروعه الذي يتجسد اليوم في مختلف مناحي حياة ومواقف الشعب اليمني بما فيها نصرة فلسطين المحتلة.
واعتبر تدشين وافتتاح معرض الشهيد القائد بهذه القاعة التي تم استكمال تجهيزها في مدينة الحديدة، ترسيخاً لهوية مشروعه الذي حمل أهدافه على عاتقه حتى ارتقى شهيدا وتتويجاً لثمار ما تحقق لليمن من عزة في التحرر من الارتهان والعمالة وإفشال المخططات التآمرية والسعي لمناصرة قضايا الأمة وتوحيد كلمتها وتوجيه الكراهية صوب أعدائها.
فيما أثنى الوزراء المشاركون في الافتتاح على جهود استكمال الأعمال والترتيبات الخاصة بقاعة الشهيد القائد، وما تضمنه المعرض المتزامن مع إحياء ذكرى استشهاده، من تميز وشمولية كجزء من واجبات الهوية والاستحقاق تجاه ما قدمه شهيد الأمة من تضحيات بمشروع نهضوي إيماني.