صنعاء-سبأ: تقرير / جميل القشم
جسد مستشفى 22 مايو في مديرية همدان بمحافظة صنعاء، قيم العطاء بتحقيق انجازات واسعة جوهرها علاقة متبادلة بين من ينشدون الدواء ومن يقدمونه.
ومثلت التحديات حافزاً معنوياً لمواكبة متطلبات تقديم الخدمة الطبية وتغطية احتياجات المترددين على المستشفى الذي يغطي قرابة مليون نسمة من أبناء مناطق محافظة صنعاء والمحافظات المجاورة.
ورغم شح الامكانات سعت إدارة المستشفى إلى تلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى وإدخال خدمات جديدة وتحقيق نقلة نوعية في تنفيذ مشاريع التوسعة وتطوير خدمات التشخيص والمعاينة.
تجلت عناوين العطاء في تحقيق انجازات الأداء خلال العام الماضي، بإنشاء أقسام جديدة، وإعادة تأهيل وترميم أقسام المستشفى، وتزويدها بأحدث الأجهزة، لمواكبة معايير الجودة في الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية، بتكلفة مليون و141 ألفاً و691 دولاراً.
تحققت للمستشفى في طي هذا المشروع ثماراً ملموسة من خلال توسعة قسم العناية المركّزة، وزيادة سعته السريرية من 15 إلى 30 سريراً، منها عشرة أسِرة خاصة بعزل أمراض الجهاز التنفسي الحاد، بالاضافة إلى تأهيل قسم الأشعة وتزويده بجهاز 'ديجتال' متطور لتشخيص الحالات المرضية.
كما تمت إعادة تأهيل العيادات الخارجية، وافتتاح عيادة القلب، وتزويدها بجهاز تلفزيون (إيكو)، وتأهيل وتجهيز قسم العمليات الجراحية وفق معايير الجودة ومكافحه العدوى المطلوبة، وتزويده بأحدث التجهيزات الطبية ومناظير الجراحة العامة، ولأول مرة يشهد المستشفى عمليات التجميل، وجراحة الأطفال، والوجه والفكين.
وشملت الانجازات، إجراء أكثر من أربعة آلاف عملية جراحية موزعة على مناظير الأذن والأنف والحنجرة، والمسالك البولية، والجراحة العامة، وجراحة الأطفال، والعظام، والمخ والأعصاب، والتجميل، والأوعية الدموية، والوجه والفكين.
وشهد مبنى الطوارئ التوليدية القديم أعمال تأهيل وترميم وتجهيز، وافتتاح قسم رقود باطنية للنساء بسعة 12 سريراً، كما تم تجهيز وافتتاح صالتي عمليات لقسم الطوارئ التوليدية الشاملة بما فيها غرفة الإفاقة، وتوفير كادر طبي متخصص في أمراض النساء والولادة، وذلك لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وأسهم مشروع التطوير والتحديث، في تأمين الأوكسجين للحالات المرضية، حيث تم إنشاء محطة بقدرة إنتاجية 100 أسطوانة يومياً، وبناء هنجر، وتوفير جهاز، ومنظِّمات شبكة الأكسجين المركزي.
وتم أيضاً افتتاح قسم التعقيم المركزي، وترميم وتأهيل مبنى مركز الأسنان ومعمله الخاص، وتوفير كُرسِيَين مزودَين بالتجهيزات.
وتضمن المشروع تأهيل وترميم مخازن المستشفى، وتقسيمها بحسب المعايير الطبية المطلوبة لسلامة حفظ وتخزين الأدوية، والمستلزمات الطبية، والتجهيزات، وربطه بالنظام الشبكي الإلكتروني، إلى جانب استكمال تجهيز وتشطيب شقتين في مبنى سكن المستشفى.
بالإضافة إلى تأهيل قاعة التدريب والتأهيل، وتجهيز صالة للاجتماعات، ومعمل خاص بالمطِّهرات والمنظِّفات، وتنفيذ أعمال ترميم وتأهيل حوش المستشفى، وشبكه دورة المياه والصرف الصحي، وعمل هنجر خاص بورشة الصيانة العامة والطبية، وصيانة الأجهزة والمعدات، وكذا توفير مولد كهربائي بقدرة 200 كيلو وات، ومنظومة طاقة شمسية بقدرة 70 كيلو وات.
مخرجات الأداء :
انعكست مخرجات الأداء وتلك المشاريع في استفادة 456 ألفاً و151 حالة من الخدمات الطبية التي قدمها المستشفى خلال العام 2021م .
وأوضح تقرير صادر عن المستشفى، أن عدد المستفيدين من خدمات الأقسام التشخيصية 239 ألفا و309 حالات، والعيادات الخارجية 93 ألفا و837 حالة، والطوارئ العامة 64 ألفا و997 حالة، والمجارحه ستة آلاف و997 حالة.
كما استفادت 233 ألفا و352 حالة من خدمات الرعاية الصحية الأولية، فيما استفادت ثلاثة آلاف و80 امرأة من خدمات الولادة الطبيعية وإجراء ألف و941 عملية ولادة قيصرية، وكذا اجراء أربعة آلاف و230 عملية جراحية في المستشفى .
وحسب التقرير، قدم مركز الغسيل الكلوي خدماته لتسعة آلاف و196 مريضا، في حين استفادت ألف و105 حالات من خدمات العناية المركزة، وستة آلاف و699 حالة من قسم الرقود، وألف و27 حالة من خدمات الحضانة.
ملامح الانجاز :
أفاد مدير المستشفى، الدكتور عدنان الشرعبي، بأن من ضمن الإنجازات التي تحققت زيادة السعة السريرية من 103 إلى 190 سريراً، وإجراء عمليات جراحية بالمنظار، وتوفير التجهيزات للمشاريع التي شملتها التوسعة والترميم والتأهيل.
ولفت إلى تفعيل خدمات الطوارئ العامة، لاستقبال الحالات المرضية وزيادة السعة السريرية بأقسام الطوارئ العامة، والولادة، والعناية المركزة، والأطفال، ورعاية الخدج، والعمليات والجراحة، وكذا مضاعفة الكادر الفني للمناوبات بالأقسام بما يضمن استمرار العمل على مدار الـ24 ساعة.
وأشار الدكتور الشرعبي، إلى ما تحقق للمستشفى في مجال مكافحة العدوى، وحصوله على المرتبة الأولى على مستوى الجمهورية للعام 2019م، مبيناً أنه تم افتتاح قسم خاص، وتكثيف جهود التوعية والتدريب، وسياسات مكافحة العدوى، وتطبيق أنظمة فرز النفايات.
وأوضح أن من أبرز النجاحات ترفيع المستشفى من محوري إلى عام، وحصوله على الترتيب الأول على مستوى الجمهورية من بين المستشفيات العامة في التقييم الوزاري للعام الماضي، وتقديم خدمات تدريب واجراء الاختبارات التطبيقية للطلاب والطالبات الملتحقين بالكليات الطبية والمعاهد المتخصصة.
وفيما يتعلق بخدمات المترددين على المستشفى، أشار الدكتور الشرعبي إلى تزايد الحالات بواقع ألف و600 حالة يومياً، مبيناً أن مركز الغسيل الكلوي يقدم جلسات الغسيل مجانا لنحو 110 مرضى، بشكل منتظم إلى جانب الحالات اليومية الطارئة من عدّة محافظات، يصل عددها إلى خمس حالات.
مواجهة التحديات :
وتطرق مدير المستشفى إلى التحديات التي تواجه سير العمل نتيجة تداعيات العدوان والحصار وأبرزها شح الامكانات وانعكاساتها في توفير الأدوية للأمراض المزمنة، وقِطع غيار الأجهزة الطبية، وأزمة توفير الوقود من فترة إلى أخرى.
كما لفت إلى حاجة المستشفى للمزيد من الدعم والتدخلات الطارئة لمواجهة تزايد الاقبال خصوصاً على خدمات الأقسام المجانية للأمومة والطفولة..مبينا أن المستشفى بات يستقبل ثلاثة أضعاف الحالات المدعومة.
وذكر الدكتور الشرعبي، أنه سيتم خلال هذا العام توفير وتشغيل جهاز أشعة مقطعية وجهاز القسطرة القلبية..منوها باهتمام وزارة الصحة، وتعاون قيادة المحافظة ومكتب الصحة في متابعة رفد المستشفى بالتجهيزات، وتنسيق دعم مشاريع الصيانة والتأهيل.
وأكد أن المستشفى يعول كثيرا على الاستجابة للاحتياجات الملحة لتجاوز المعوقات الراهنة وضمان استمرارية تعزيز كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى في ظل تحديات المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن.
