صنعاء - سبأ :
أكدت صحيفة الثورة، أن عربدة العدوان الأمريكي وتصعيد غاراته على المدن اليمنية، وما يرافق ذلك من تضخيم إعلامي في فضائيات السعودية والإمارات، لن يغير شيئا في واقع المواجهة ومسار معركة أبطال القوات المسلحة سواء في مارب أو غيرها.
وأشارت الثورة في افتتاحيتها اليوم، إلى التصعيد العدواني الأخير في فضائيات السعودية والإمارات المأخوذ بالنشوة والفانتازيا، وتجدد عناوين أخبار الغارات والقصف في مخيلة المهزومين اللاهثين وراء وعود الشيطان الأكبر وأمنياته في تحقيق أي انتصار ولو كان متواضعاً في اللحظة الأخيرة، لعله يعيد إليهم الأنفاس تعويضاً عما خسروه في الحرب التي تشير المعطيات أن نهايتها ستكون لصالح الشعب اليمني العظيم.
أوضحت أن رفع منسوب العربدة العدوانية في أجواء المدن اليمنية بالتزامن مع تقهقر حشود المرتزقة والعملاء في جبهات مارب والساحل الغربي لا ينفصل عن مخرجات اجتماعات البحرين، ولا عن المحاولات الأمريكية لتجميل الصورة المهزومة في أفغانستان بقصد ترميمها في الحرب العدوانية على اليمن، ولا تنفصل أيضاً عن استماتة منظومة العدوان حول خسارتها لمأرب وخلق مشهد بعيد عنها، ومحاولة تطويق التداعيات السياسية والاستراتيجية لانتصار الشعب اليمني في هذه المعركة بهدف تثبيت تموضعات جديدة للمرتزقة وخلق بؤر جديدة بدلاً عن مارب.
وقالت الصحيفة" إن تحرير مدينة مارب سيَحْدث وسيسجل اليمنيون انتصاراً عظيماً بحجم يفيض عن كل ما يقال في التحليلات والخطابات، باعتبار ذلك نقطة تحول في مسار مواجهة العدوان الأمريكي التحالفي، وهذا الإنجاز المستحق لن تؤثر فيه عربدة منفلتة ولن تعدل فيه عدوانية متأصلة داخل تحالف العدوان، ولن يكون تحرير مارب انعطافاً ميدانياً فحسب، بل إنجازا يرسم آفاقاً جديدة سياسياً واستراتيجياً ويقلبَ المعادلات، ويضع حداً كبيراً لهؤلاء المجرمين المعتدين".
وأكدت أن التصعيد العدواني وهيستيريا الغارات الوحشية التي استهدفت المدنيين في صنعاء والحديدة وصعدة ومأرب خلال الأيام الماضية، لا يحتاج جهدا لإثبات أنه صدر من الأصلاء لا من الوكلاء في العدوان على اليمن، وتحديدا من الإدارة الأمريكية التي من الواضح أنها رفعت من منسوب شهيتها لمزيد من القتل والتدمير.
وبينت أن هذا التصعيد جاء بعد لقاءات وزير الدفاع الأمريكي وتصريحاته في المنامة التي أراد من خلالها تطمين الأتباع في المنطقة، وبمزيد من التهديدات الموجهة ضد إيران في السياق السياسي والإعلامي، وبمزيد من التصعيد العسكري وتشديد الحصار على اليمن في السياق العسكري، بما في ذلك إعادة صفقات الأسلحة إلى السعودية التي كان بايدن قد أعلن وقفها وإنهاءها.
وبحسب الصحيفة فإن "الإدارة الأمريكية، قد أعادت تفعيل دوائر التسخين والتصعيد إلى سابق عهدها، واعتبرت زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة، ووصول المبعوث ليندر كينغ إلى عدن، وتصعيد الغارات، وفتح الجبهات غرباً وشرقاً ومن الجنوب بحشود المرتزقة الذين ينفق عليهم النظامان الإماراتي والسعودي، وتصعيد نبرة التصريحات الأمريكية والتهديدات الفارغة، وإعادة تسيير صفقات السلاح، رسائل تحشيد لتصعيد العدوان على اليمن".
وأشارت إلى قيام الإدارة الأمريكية، بإعادة تدوير الزوايا والأدوار والمهام بين السعوديين والإماراتيين، إذ أعادت تفعيل مشاركة الطائرات الإماراتية في القصف وسجلت الأيام الماضية مشاركة إماراتية مكثفة في عمليات القصف على صنعاء والحديدة ومارب وغيرها، الأمر الذي يجعل الإمارات معرضة للرد والاستهداف من قبل القوات المسلحة التي توعدت العدوان برد مماثل على تصعيده.. مؤكدة أن الرد المشروع لليمن لن يقتصر هذه المرة على السعودية وحدها.
وبينت الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية قامت أيضاً بإعادة تذخير الطائرات السعودية بأسلحة مدمرة وفتاكة، وسمحت بإعادة صفقات الأسلحة بعدما أعلن "بايدن" إيقافها، كما قامت بإعادة هيكلة حشود الارتزاق والعمالة في الساحل الغربي بما يتناسب مع المهمات الجديدة، وتزامن ذلك التصعيد بإعادة تفعيل ما أقفل من غرف تنسيق بين فصائل المرتزقة التي تتصارع فيما بينها داخل المحافظات الجنوبية، ومحاولة الدفع باتفاق الرياض إلى خطوات متقدمة.
وأكدت أن تصعيد أمريكا محاولة لقطع خطوات القوات المسلحة في تحرير مدينة مأرب وتشتيت المعركة عنها، من خلال تفعيل أدوات العدوان والحرب من خلال العملاء والمرتزقة والإرهابيين، وكذا الطيران وإعادة قصف العاصمة صنعاء والحديدة وصعدة ومأرب وكل المحافظات، إضافة إلى العقوبات الإضافية على القيادات اليمنية، مرورا بكل أشكال الضغط والتهويلات والتهديدات الإعلامية الفارغة والهزيلة.
وقالت الصحيفة" إن مارب مدينةً ووادياً وسواهما من القرى والأرياف والمحافظات والمدن اليمنية ستعود وستتحرر، وسيندحر المعتدون عنها كما اندحروا في غيرها، كل عناوين معاركنا وحربنا المشروعة ومخرجاتها هي ذاتها تلك التي رسختها بطولات المجاهدين ووعدُ قائد الثورة بتحرير كل شبر من اليمن سيتحقق حتماً بعون الله".
وأضافت" إن على منظومة العدوان التي تتناوب في خطوات عدوانية للتخفيف من وطأة الهزائم التي باتت تلوح في الأفق بفضل الله، أن تدرك أن القوات المسلحة ماضية في تحرير كل شبر يمني قرب أو بعد من العاصمة صنعاء، لا يثنيها عن ذلك أي تهديد أو وعيد أو تأزيم وتصعيد هنا أو هناك".
واختتمت الصحيفة بالقول" على منظومة العدوان أن تدرك بأن كل تلك الجعجعة التي تصدرها في الفضائيات لن يكون لها أثر في الواقع، أما النظام الإماراتي فعليه أن يدرك أن ثمن الغارات سترتد عليه سريعاً.. وعلى النظام السعودي أن يتأكد بأن كل تصعيد سيقابله رد وتصعيد مماثل، ولعله اليوم مدعو لإعادة مشاهدة صور وفيديوهات الحرائق التي اشتعلت في “بقيق وخريص” في سبتمبر 2019م، ليدرك بأن ثمن التصعيد سيكون باهظاً وأن الحرب ليست قدرات عسكرية واستعراضات وعناوين ونشوة إعلامية، بل حرب إرادات، وشعبنا العظيم هو الأجدر بالفوز فيها بعون الله وبفضله".