صنعاء -سبأ- تقرير: جميل القشم
عكست الاحتفالات غير المسبوقة التي شهدتها محافظة صنعاء بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام، صوراً مشرقة عن تجسيد المحبة والولاء والانتماء إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
إذ سجل أبناء المحافظة كغيرهم من أبناء المحافظات حضورا لافتاً في إحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة من خلال تنظيم الفعاليات والمهرجانات والأمسيات والندوات وغيرها من المظاهر الاحتفالية الإيمانية المحمدية، مجسدين سلوكه وأخلاقه ومبادئه.
ومثّل التفاعل والزخم على المستويين الرسمي والشعبي في مركز المحافظة و16 مديرية للاحتفال بذكرى مولد خير البرية، مشهدا عظيما لأحفاد الأنصار.
زخم احتفالات أبناء صنعاء بهذه المناسبة حمل الكثير من الرسائل والمعاني، تجلت في حملات واسعة لتزيين المنازل والمباني والمنشآت والمدارس والساحات بالألوان الخضراء .
وسبق المهرجان الفرائحي الأكبر بذكرى ميلاد النور، استعدادات مكثفة شملت مختلف القطاعات والمؤسسات وسباق على مستوى المديريات ترتيبا وتنظيما هو الأوسع بما يليق بعظمة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، رغم تحديات العدوان والحصار.
كما نفذت حملات نظافة وتركيب العبارات واللافتات المعبرة عن الفرح والابتهاج بمولد سيد البشرية، التي اعتلت واجهات المباني والمؤسسات، أما اللوحات الضوئية بتشكيلاتها الرائعة فقد ملأت القلوب عشقا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحيت روح المحبة والولاء له.
واتسمت محافظة صنعاء بكافة مديرياتها منذ منتصف شهر صفر الماضي، بأجواء مليئة بالفرح، حيث أقيمت في مركز المحافظة والمديريات نحو 680 فعالية وأمسية ومهرجاناً وأنشطة ثقافية تأكيداً على عظمة المناسبة وما يحتله الرسول الأعظم من مكانة في قلوب اليمنيين.
ورغم الظروف الصعبة، قدم القطاع التربوي وكافة مدارس المحافظة، أنموذجا في الإصرار على إحياء ذكرى المولد النبوي، بفعاليات وأنشطة تنوعت بين محاضرات وندوات وإذاعات مدرسية، لتكريس وغرس القيم والأخلاق العظيمة التي جاء بها رسول الله في نفوس الأجيال وتجسيد الهوية الإيمانية والارتباط الوثيق بالنبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وتبنى القطاع النسائي في المكتب الإشرافي بالمحافظة والهيئة النسائية الثقافية العامة، سلسلة فعاليات وأنشطة تميزت بالتنوع والمشاركة الواسعة في إحياء الفعاليات ومجالس الذكر العطرة لسرد السيرة الزكية ومعاني الرسالة المحمدية ابتهاجاً بذكرى مولده صلى الله عليه وآله.
وفي الثاني عشر من ربيع الأول، تدفقت سيول بشرية وحشود غير مسبوقة من مختلف مديريات المحافظة إلى ساحة الاحتفال في ميدان السبعين، حاملة اللوحات والشعارات المعبرة عن الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية.
وجسد أبناء محافظة صنعاء باحتشادهم في الفعالية المركزية، الارتباط برسول الإنسانية والاقتداء به قولا وعملا في رسالة إيمانية يمانية قوية بأن اليمنيين هم أهل الإيمان والمدد وعنوان العزة والبأس.
وبالتزامن مع ذلك سير أبناء مديريات محافظة صنعاء، قوافل المدد المالية والغذائية والطبية التي سبقت الفعالية المركزية وبعدها بما يقارب 350 مليون ريال تعزيزا لدورهم في المشاركة لصناعة النصر.
وأشاد محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي، بتفاعل ومشاركة أبناء المحافظة في إحياء هذه المناسبة، وإعادة الوهج المسلوب لذكرى ميلاد رسول الله وتعزيز الوعي بمكانة الرسول الأكرم والتعريف بسيرته العطرة.
وقال "برهن الحضور المهيب لأبناء محافظة صنعاء سواء في الفعالية المركزية أو الاحتفالات التي سبقتها، على أصالة أبناء اليمن وحرصهم على إعطاء هذه المناسبة ما تستحقه من الإجلال والتعظيم".
واعتبر احتشاد أبناء المحافظة في ساحات الاحتفاء التي تقاطر إليها أحفاد الفاتحين من كل حدب وصوب، ترجمة حقيقية لمشاعر أبناء اليمن تجاه الرسول الكريم.
ووصف المحافظ الهادي، تلك الحشود المليونية بأنها صورة صادحة بالعشق الأزلي الذي يكنه يمن الأنصار للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولفت إلى أن زخم الاحتفال بذكرى مولد الرسول الكريم عكس الحب والوفاء له واقتفاء أثره في كل شؤون الحياة على الرغم من أن الشعب اليمني يعيش ظروفاً صعبة ويتعرض لعدوان ظالم وحصار جائر، إلا أنه ظل صامدا صابراً مستمدا قوته وإرادته الصلبة من دينه الإسلامي الحنيف الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وكيل أول المحافظة حميد عاصم، أشار إلى أن الحراك الكبير الذي شهدته محافظة صنعاء في إحياء ذكری مولد خير المرسلين، حمل معان ودلالات عن مدى حب اليمنيين لرسول الأمة والاقتداء بأخلاقه، والسير على نهجه في مقارعة الظلم والطغيان.
وأوضح أن الاحتفال غير المشهود هذا العام بذكرى مولد النبي الأكرم مثل محطة تعبوية لميلاد أمة قوية محصنة بالإيمان والهوية الإيمانية، وشاهدا على صمود الشعب اليمني وثباته رغم المآسي التي خلفها العدوان والحصار.
من جانبه وصف مديرا مكتبي التربية والتعليم بالمحافظة هادي عمار والإرشاد صالح ناجي، الاحتفالات التي أقيمت بالمناسبة في مختلف مديريات المحافظة، بأنها لوحة صمود لترسيخ معاني العزة وإظهار البهجة والفرح وتجديد الولاء للرسول صلى الله عليه وسلم.
وتتويجا للصمود وتوالي الانتصارات، أظهر تفاعل محافظة صنعاء ومديرياتها في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، مستوى الارتباط الوثيق بالرسول الأعظم، في مناسبة تعد محطة تربوية للتأسي بفضائل النبي والاقتداء بنهجه خصوصا والشعب اليمني يخوض معركة مصيرية في مواجهة قوى العدوان دفاعا عن العزة والكرامة.
