عواصم- سبأ: عبدالله المراني
في مشهد معقد شهدته العاصمة الأفغانية كابول.. وقع انفجاران انتحاريان عند إحدى بوابات مطار كابول وخلفا عشرات القتلى والجرحى بينهم أمريكيين، وتشير الأنباء إلى وقوف (داعش) خلفها.. وسارعت حركة طالبان لإدانة الانفجارين وقالت إنهما وقعا في منطقة تحت سيطرة القوات الأمريكية، فيما ندد المجتمع الدولي بالهجوم ودعا لاجتماع أزمة.
ونقلت وسائل إعلام غربية، مساء اليوم، عن مصادر متعددة، القول: إن الهجوم الذي استهدف مطار العاصمة الأفغانية كابول أسفر عن مصرع 4 عسكريين أمريكيين على الأقل.
وأدانت حركة طالبان الهجومين اللذين وقعا خارج مطار كابول، وقالت إنهما وقعا في منطقة تحت سيطرة القوات الأميركية.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: إن جماعته "تدين بقوة" هجومي الخميس، وتولي اهتماما خاصا للأمن.. يعتقد أن الهجومين كانا من تدبير جماعة على صلة بتنظيم (داعش) في أفغانستان.
من جهتها قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم، إن "انفجارين على الأقل وقعا قرب مطار العاصمة الأفغانية كابول خلال عمليات إجلاء ضخمة تشوبها الفوضى، مما أسفر عن سقوط قتلى ومصابين بينهم جنود أمريكيون ومدنيون فيما وصفته بأنه "هجوم معقد".
وأفاد مسؤول في طالبان لوكالة الصحافة الفرنسية: إن انفجارا، يشتبه في أنه انتحاري، وقع خارج مطار كابول اليوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 بينهم أطفال وإصابة كثير من حرس طالبان.
فيما ذكر مسؤول أمريكي استنادا لمعلومات أولية أن ما يصل إلى 5 جنود أمركيين ربما أصيبوا من بينهم واحد على الأقل جروحه خطيرة.
وجاء هجوم اليوم بعد أن حذرت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من وجود تهديد من تنظيم (داعش) وحثوا الأفغان ومواطنيهم على مغادرة المنطقة.
وفي تحذير صدر مساء الأربعاء عن السفارة الأمريكية في كابول، نصحت الولايات المتحدة مواطنيها بتجنب التوجه لمطار كابول وقالت: من يقفون على أبوابه عليهم المغادرة على الفور بسبب مخاطر أمنية غير محددة.
وقال جون كيربي المتحدث الصحفي لـ(البنتاغون) اليوم: إن الانفجار الذي وقع عند بوابة آبي بمطار العاصمة الأفغانية كابول جاء نتيجة هجوم معقد وأسفر عن قتلى ومصابين.. مضيفاً إن انفجارا ثانيا على الأقل وقع قرب فندق البارون قرب البوابة.
وكتب كيربي في تغريدة على تويتر: "يمكننا أن نؤكد أن الانفجار عند بوابة آبي نجم عن هجوم معقد أسفر عن عدد من الضحايا الأمريكيين والمدنيين".
ووصفت السفارة الأمريكية في كابول الهجوم بأنه "انفجار ضخم" وقالت إن تقارير وردت عن تبادل لإطلاق النار.
وصرح مسؤول في البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن اطّلع على أمر الانفجار.
وذكر مصدر مطلع أن بايدن كان في اجتماع مع مسؤولين أمنيين لمناقشة الوضع في أفغانستان عندما وصلت الأنباء الأولى عن الانفجار.
وقال: إن واشنطن بصدد الخطوات الأخيرة لإنهاء وجودها العسكري الذي استمر 20 عاما في أفغانستان.. وتسابق الولايات المتحدة الزمن لإتمام عمليات الإجلاء الجوية للأمريكيين وبعض الأفغان من كابول قبل موعد نهائي لانسحابها العسكري الكامل بحلول 31 أغسطس.
وتأتي هذه التطورات قبيل أيام من الموعد النهائي للانسحاب الأمريكي، حيث يتصاعد القلق لدى آلاف الأفغان المستعدين للقيام بكل شيء للفرار من بلادهم التي سقطت في أيدي طالبان.
وأكد البيت الأبيض الأربعاء أنه تم إجلاء 82 ألفا و300 شخص بواسطة رحلات أمريكية وغربية من مطار كابول.
أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فاعتبرت أنه من الضروري أن يواصل المجتمع الدولي "الحوار مع طالبان" الذين عادوا إلى السلطة، للحفاظ على مكتسبات الأفغان في السنوات الأخيرة.
من جهتها نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن وزارة الصحة الأفغانية تأكيدها أن الهجوم خلف أكثر من 40 قتيلا و100 جريح.
وبالتزامن مع الانفجار الذي وقع في محيط مطار كابول، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة لإيرلندا أن الأوضاع في أفغانستان تدهورت بشدة.. مشيرا إلى أن السفير الفرنسي لم يبقى هناك لدواع أمنية.
وقال ماكرون اليوم: إن الأوضاع في أفغانستان تدهورت بشدة.. وذلك إثر الانفجار الذى يشتبه أنه ناجم عن هجوم انتحاري خارج مطار العاصمة الأفغانية كابول وأسفر عن مقتل 13 شخصا على الأقل.
وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع مايكل مارتن رئيس وزراء إيرلندا "نواجه وضعا بالغ التوتر" ودعا لتوخي الحذر.
ومن المقرر أن توقف باريس عمليات إجلاء الناس من أفغانستان اعتبارا من مساء غدا الجمعة، كما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس اليوم.
من جهتها أعلنت هولندا أنها ستوقف عمليات الإجلاء من مطار كابول اليوم بعدما طلبت منها القوات الأمريكية مغادرته قبل انسحابه منه المقرر رسميا 31 أغسطس.
وقال وزيرا الخارجية والدفاع الهولندي في رسالة للبرلمان إن "هولندا تبلغت اليوم من الولايات المتحدة أن عليها الرحيل وتنظم على الأرجح آخر الرحلات لاحقا خلال النهار".
بموازاة ذلك، نصحت لاهاي بتجنب التوجه إلى مطار كابول لدواع أمنية.
وأكدت وزيرتا الخارجية سيغريد كاغ والدفاع أنك بيلفلد: "إنها لحظة مؤلمة لأن هذا الأمر يعني، على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت أخيرا، أنه سيتم التخلي عن أشخاص من حقّهم أن يتم إجلاؤهم إلى هولندا".
وكانت بلجيكا قد أعلنت مساء الأربعاء أنها أوقفت عمليات الإجلاء من مطار كابول، وقال رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو في تغريدة على تويتر: إن "الحكومة الفدرالية اتخذت قرارا بإنهاء عمليات الإجلاء من مطار كابول في ضوء تطورات الوضع في أفغانستان".. مضيفاً إن القرار اتخذ "بالاتفاق مع الشركاء الأوروبيين" لبلاده.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن مسؤولين أمريكيين يتخوفون من إمكانية وقوع هجمات إرهابية جديدة في العاصمة الأفغانية كابول، بعد التفجيرين اللذين دويا اليوم في محيط مطار المدينة.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مصادر في الكونغرس تأكيدها أن "تفجيري كابل قد يكونان هجوما منسقا وجزءا من حادث متواصل وقد يقع هناك المزيد (من التفجيرات)".
وذكرت المصادر أن الخارجية الأمريكية طلبت من موظفي الكونغرس التوقف عن بعث رسائل تدعو الراغبين في مغادرة أفغانستان للقدوم إلى مطار كابول.
وتتحدث تقارير إعلامية عن مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة 60 آخرون جراء الهجوم الدموي.
واستبعد خبير عسكري مصري أن تكون حركة "طالبان" مسؤولة عن التفجيرين الانتحاريين في محيط مطار كابل اليوم، ورجح وقوف تنظيم "داعش" الإرهابي وراء التفجيرين.
وقال الخبير العسكري سمير راغب لـRT إن تنظيم "داعش ولاية خراسان" هو على الأرجح من نفذ التفجيرين، وذلك يعود لعدة أسباب في تقديره.
وأضاف: أولها أنه "من غير المنطقي أن تقوم طالبان بالتفجير وهي المستفيد الأول من اكتمال رحيل القوات الأجنبية".
ولفت في هذا الصدد إلى أن الحركة "لم تستهدف عملية الانسحاب على مدى أيام سابقة، وهي عملية حققت أهدافها دون تكاليف الصدام مع القوات الأمريكية".
وتابع راغب: إنه ورغم مسؤولية طالبان عن التعاون في تحقيق الأمن خارج المطار، إلا أن "التكدس البشري في محيط المطار يصعّب عملية التأمين".
وختم بالقول إن العمل الإرهابي حين يرتكبه "داعش" لا يمثل مفاجأة، بل كان مستغربا ألا يظهر "داعش" في دائرة الضوء بعمل إرهابي.
وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يعتقد أنه لأولى اللقطات من موقع الحادث.
وندد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بـ"الهجوم الإرهابي المروع" في محيط مطار كابول، وأعرب عن تعاطفه مع جميع من لحق بهم ضرر، وأحبائهم، جراء الهجوم.
وكتب ستولتنبرج على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي: "تظل الأولوية بالنسبة لنا هي إجلاء أكبر عدد من الناس إلى مكان آمن في أقرب وقت ممكن".
من جهته أعرب شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، عن "قلقه البالغ" بعد وقوع انفجار خارج مطار كابول.
وقال ميشيل في تغريدة على تويتر: "مشاعري الحزينة مع الضحايا وعائلاتهم يظل تأمين ممر آمن إلى المطار أمرا حيويا".
من جهته قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش أدان اليوم "الهجوم الإرهابي" الذي أوقع قتلى ومصابين مدنيين قرب مطار كابول في أفغانستان.
بدوره دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعد ظهر اليوم إلى اجتماع أزمة وزاري إثر الانفجار الذي وقع قرب مطار كابول حيث ينفذ الجيش البريطاني عمليات إجلاء، وفق المتحدث باسمه داونينغ ستريت.
وأعلن ستريت "أبلغ رئيس الوزراء بالوضع في مطار كابول وسيترأس اجتماع أزمة في وقت لاحق اليوم".
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة "لم نبلغ بوقوع أي ضحية في صفوف الجيش أو الحكومة البريطانيين في الانفجارين اللذين وقعا الخميس قرب مطار كابول".
وأضافت "تعمل القوات البريطانية بتعاون وثيق مع شركائنا لضمان الأمن وتوفير المساعدة الطبية".
