واشنطن-سبـأ:
أغلقت مكاتب التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أبوابها بمعظم الولايات الأمريكية حيث تنافس المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، فيما تتواصل عملية فرز الأصوات في الانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء لتحديد الفائز فيها.
وبحسب توقعت وسائل الإعلام حتى الآن فإن ترامب فاز في 23 ولاية بينها الولايات البارزة فلوريدا وتكساس وأوهايو وانديانا وكنتاكي وميسوري وكلها ولايات فاز فيها في 2016،فيما فاز بايدن في 18 ولاية بينها ولايته ديلاوير وولايات كبرى مثل كاليفورنيا ونيويورك وكذلك العاصمة واشنطن. وذلك يعطي بايدن حتى الآن 224 صوتا في المجمع الانتخابي وترامب 213،ويتطلّب الفوز بالرئاسة الحصول على أصوات 270 من كبار الناخبين في هذا المجمع.
فلوريدا...الولاية الحاسمة
وأعلنت حملة دونالد ترامب في وقت لاحق، فوز المرشح الجمهوري في ولاية فلوريدا التي تُعتبر أساسية لإعادة انتخابه، في نتيجة لم تؤكدها وسائل الإعلام الأساسية في البلاد.
ووفقا لتقديرات أوردتها صحيفة نيويورك تايمز في الساعة (02:00 بتوقيت غرينيتش الأربعاء) استنادا إلى نتائج فرز 91% من الأصوات في فلوريدا، فقد حصل ترامب على 50,6% من الأصوات، مقابل 48,4 لمنافسه الديموقراطي جو بايدن.
وبذلك تكون لدى الرئيس فرصة بنسبة 95% للفوز بهذه الولاية.
وتبين لاحقا كذلك فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية في كاليفورنيا وواشنطن وأوريغون، الولايات الثلاث الديمقراطية تقليديا في غرب البلاد، وهو ما من شأنه أن يمنحه أصوات 74 من كبار الناخبين في المجمع الانتخابي، بحسب تقديرات أوردتها شبكتا "فوكس" و"سي إن إن".
وفجر الأربعاء، حصد المرشح الديمقراطي في المجموع أصوات 209 من كبار الناخبين، مقابل 115 لخصمه الجمهوري دونالد ترامب.بايدن يكشف موعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكشف المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جو بايدن أن نتائج الانتخابات قد لا تكون معروفة حتى صباح اليوم الأربعاء أو في وقت لاحق، لكنه متفائل بالنتائج.
وقال بايدن في بيان، اليوم الأربعاء، إنه واثق أن الحملة فازت في أريزونا ويشعر بالرضا تجاه ويسكونسن وميشيغان وبنسيلفانيا.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن مجموع الأصوات التي حصل عليها بايدن في المجمع الانتخابي بلغت 215 صوتا مقابل 136 لترامب.
وحسب مركز إديسون للأبحاث، بايدن يملك 205 من أصوات الناخبين وترامب 171 صوتا، وعلى المرشح الحصول على 270 صوتا للفوز بالرئاسة.
وكان ترامب رفض التعهد بقبول نتيجة الانتخابات، في سلوك غير مسبوق لرئيس منتهية ولايته.
وبدا ترامب كأنه يحاول تهدئة المخاوف من أنه قد يعلن فوزه قبل صدور النتائج الرسمية في الولايات المختلفة. فعندما سئل متى سيعلن فوزه، قال "عندما نكون قد حققنا النصر فقط".
وكان ترامب احتل المنصات وكثف تنقلاته الانتخابية في الأيام الأخيرة مراهنا على حماسة أنصاره الذين يشهدون تعبئة قصوى جراء حملة انتخابية اتسمت بحدة غير مسبوقة، لكي يسجلوا مفأجاة كما سبق وفعلوا العام 2016.
ويعول بايدن، الذي تمنحه نتائج استطلاعات الرأي الفوز منذ أشهر، على النفور الذي يثيره خصمه في صفوف جزء كبير من الناخبين، لكي يدخل البيت الأبيض رئيسا بعدما شغل منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما.
وقال مساء الإثنين في بيتسبرغ حيث باشر حملته قبل 18 شهرا "لدي شعور بأننا نتجه إلى فوز كبير".
وتوجه دونالد ترامب إلى المقر العام لحملة الحزب الجمهوري في أرلينغتون في آخر ظهور علني له في حملة طغت عليها جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة أكثر من 230 ألف شخص في الولايات المتحدة، فيما كانت بعض المدن متأهبة لاحتمال وقوع تجاوزات عنيفة، تعكس الولايات المتحدة صورة بلد منقسم إلى معسكرين متخاصمين انقطعت سبل التواصل بينهما.
فعلى مدى أشهر لوح دونالد ترامب بخطر وصول "يسار راديكالي" إلى السلطة عازم على تحويل أكبر اقتصاد في العالم إلى "فنزويلا على نطاق واسع". وقال الثلاثاء لمحطة "فوكس نيوز"، "في حال فوزهم سيتغير بلدنا إلى غير رجعة".
ويكثف الديمقراطيون وفي مقدمهم جو بايدن وباراك أوباما، تحذيراتهم من العواقب التي قد تكون مدمرة للمؤسسات الديمقراطية في حال فوز ترامب بولاية ثانية.
والمرشحان للانتخابات على طرفي نقيض...فمن جهة المرشح الجمهوري ترامب ملياردير من نيويورك وقطب عقارات سابق انتقل من تقديم برنامج لتلفزيون الواقع ليقتحم المعترك السياسي برسالة شعبوية تقوم على أساس "أمريكا أولا" ولا يزال يصر على أنه "دخيل" على السياسة رغم أنه أمضى أربع سنوات في البيت الأبيض.
ومن جهة أخرى المرشح الديمقراطي بايدن مخضرم في السياسة متحدر من الطبقة الوسطى. وقد أمضى 36 عاما عضوا في مجلس الشيوخ وثماني سنوات نائبا لأوباما، وهو يعد ببلسمة جراح البلاد إذا فاز في "المعركة من أجل روح الولايات المتحدة".
وقد فرض بايدن المعتدل نفسه في الانتخابات التمهيدية لحزبه مع رسالة بسيطة تقوم على إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب الذي اعتبره "أسوأ رئيس" في تاريخ الولايات المتحدة. وطوال الحملة الانتخابية، جعل من الاقتراع استفتاء على إدارة الرئيس الجمهوري لوباء كوفيد-19.
وقد لاحقت بقوة الأزمة الصحية هذه، الرئيس ترامب الذي سعى دائما إلى التخفيف من أهميتها وصولا إلى إصابته بالفيروس ودخوله المستشفى مطلع أكتوبر الماضي. وقد خرج بعدها ليقول "لقد شفيت وأصبح لدي مناعة".
وقد أنفق المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية مبالغ طائلة على حملاتهما الانتخابية، في بلد ضخم يسعى فيه كل مرشح إلى تكثيف دعايته السياسية لإقناع أكبر عدد من الناخبين.
وقد بلغت تكلفة حملة كل من دونالد ترامب وجو بايدن حوالي 1.3 مليار يورو. وتعد هذه الأرقام خيالية إذا ما تمت مقارنتها مع دول أخرى.
وكانت نسبة المشاركة ،بحسب توقعات وسائل الإعلام، مرتفعة جدا مع إدلاء نحو مئة مليون ناخب بأصواتهم بشكل مبكر أي أكثر من 70 % من إجمالي عدد المقترعين في 2016.
وكان الديمقراطيون شجعوا على التصويت المبكر بسبب وباء فيروس كورونا المتفشي في البلاد.