عواصم -سبأ: تقرير / نسيم محمد الرضاء
"نحن لسنا أبطال، نحن نقوم بوظيفتنا فقط، والآن هو أكثر وقت يحتاجنا الناس فيه" بكلمات مقتضبة عبرت احدى الطبيبات، عن دور أخصائي الرعاية الصحية والاطباء في مواجهة فيروس كورونا الذي يوصف بالوباء ،والجائحة، وقيامة الأرض الصغرى.
وأضافت مديرة قسم" طب الطوارئ العالمي في جامعة إيموري الأمريكية "آنا يافي "لموقع CNN"قد لا يكون عامة الناس على دراية بواقع الرعاية الصحية فهناك أشخاصًا يعملون بلا كلل على مدار الساعة لتقديم الدعم المنقذ للحياة".
وفي الوقت الذي يخوض العالم حربا "شرسة" ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ، يواجه العاملون في الرعاية الصحية والأطباء مخاطر العدوى بالفيروس ليصبحوا فريسة سهلة "للموت "،ومنذ أسابيع تتوالى الأخبار السيئة، عن سقوط العديد منهم، في معركتهم على الخط الأمامي لمواجهة كورونا الفيروس" القاتل" الذي التهم حياة مئات الالاف من" البشر" و"الأزمة الأكثر تحديا التي واجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية". بحسب وصف الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتأثير الفيروس التاجي.
وتتسائل هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن مستوى الرعاية المقدمة من الحكومات لما بات يعرف"بالجيش الأبيض"وهم الأطباء والممرضين، وجميع العاملين في القطاعات الصحية في أنحاء العالم، الذين يخوضوا حربا بلاهوادة مع الفيروس الذي تجاوز ضحاياه 2 مليون و207 ألف و730 مصاب حتى يوم الجمعة بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".
ففي إيطاليا، الدولة التي تعتبر من الدول الأكثر تضررا من انتشار الفيروس، قال اتحاد نقابات الأطباء الإثنين 30 مارس، إن عدد الوفيات بين الأطباء الإيطاليين، المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ارتفع إلى 63 طبيبا ، مشيرا إلى أن حوالي 8.538 عاملاً في مجال الصحة مصابون بالوباء ، وفي إسبانيا أفادت بيانات رسمية بأن عدد حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا بين الأطقم الطبية وصل إلى 4 آلاف حالة ما يعادل 13.6 % من المصابين بفيروس كورونا في البلاد، حسب تقديرات حكومية.
وأعلنت النقابة العامة للأطباء المصريين، إصابة 43 طبيبا بفيروس كورونا المستجد ، وفي إيران ، حصد الفيروس أرواح 37 طبيبا وممرضا على الأقل، منذ الإعلان رسميا عن ظهوره في البلاد في 19 فبراير الماضي، بحسب رئيس جامعة العلوم الطبية في مدينة" قم" محمد رضا قدير، الذي أكد أن 170 طبيبا وممرضاً اصيبوا بالعدوى.
فيما اعلنت الصين، البؤرة الأولى التي انطلق منها الوباء، حصيلة رسمية بلغت ست وفيات بين الأطباء، ومنهم طبيب توفي بأزمة قلبية بعد عمله 10 أيام متواصلة في خدمة المرضى وشهدت الفلبين وفاة تسعة أطباء متأثرين بالفيروس.
في حين يقاتل الاطباء العرب والمسلمين في الصفوف الأمامية لمواجهة كورنا في مختلف دول العالم ووفق وكالة الأنباء التركية " TR" أن الأزمة الحالية التي تعصف بالعالم اجمع ستغير من أنحياز الأفراد تجاه المجتمعات والأديان المختلفة ، وهو ما سيغير من الصورة النمطية السلبية والتي غالبا ما يحاول الغرب توظيفها لإطلاق الأحكام المسبقة بحق المسلمين في العالم الغربي ".
حيث قدمت وزارة الخارجية البريطانية في تغريدة على حسابها في “تويتر” التعازي بوفاة 3 اطباء سودانيان وعراقي كانوا من اوائل من ضحوا بحياتهم لأجل الآخرين ووصفتهم الخارجية البريطانية بـ" الجنود المجهولين ، مشيدة بدور الأطباء العرب في التصدي إلى جانب الكادر الطبي البريطاني لفيروس “كورونا”.
واوضحت الجمعية الطبية السورية الأمريكية" SAMS"في منشور لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فخرها باعضائها المتفانين المتواجدين في الخطوط الأمامية لمكافحة جائحة كورونا وعددهم 1500 طبيب واخصائي صحي من السوريين ووصفتهم "بالشجعان" الذين يقدموا الرعاية الصحية في جميع انحاء الولايات المتحدةالامريكية وخارجها بعد ان بلغ عدد الاطباء السوريين الذين قضوا ضحايا الفيروس اربعة في ايطاليا و9 في اسبانيا وثلاثة في بريطانية واثنان في فرنسا.
و بحسب مصادر وكالة انباء تركيا بلغ عدد وفيات الاطباء العرب 25 طبيباً كان دورهم الإنساني متميزا لكونهم كانوا متطوعين لمساعدة مرضى (كورونا)، ولم يكونوا مجبربن على هذا العمل الانساني ”.
وهو ما شجع “ وزارة الخارجية الأمريكية الطلب من كافة العاملين بالقطاع الطبي بما فيهم الدول العربية والإسلامية، بالتقدم لأي سفارة أو قنصلية أمريكية للحصول على تأشيرة دخول لأمريكا والحصول على عقود عمل”.
وتتسابق مواقع التواصل الاجتماعي في نشر صور للاطباء الذين يطلق عليهم "محاربي كورونا" وهم يسابقون الوقت لأنقاذ الارواح وتداول مغردون عبر العالم صورا تبين ظهور ندوب وتقرحات على وجوه المسعفين والممرضين، بسبب ارتداء الأقنعة الطبية بشكل دائم.
ونشر موقع قناة روسيا اليوم مجموعة من الصور للأطباء والطواقم الطبية في المستشفيات الذين ظهر عليهم أثار التعب والإرهاق جراء التعامل مع المرضى المصابين بالفيروس حيث افترش الأطباء الأرض في المختبرات والمستشفيات، والبعض منهم ناموا على الكراسي للحصول على قسط بسيط من النوم بعد "عمل شاق."
وواصل "الجيش الأبيض" دوره الأنساني بعد أن رفع الأطباء في حملة توعية عالمية عن الفيروس القاتل شعار " لاوقت للنوم " "ونحن تركنا منازلنا لأجلكم فابقوا في منازلكم لأجلنا".
ونشر موقع "CNN" صورة للممرضة "كاو شان"، التي حفرت الكمامة على وجهها ندوب واضحة بعد العمل في جناح العزل في مستشفى جينينتان في ووهان، المخصص لمرضى فيروس كورونا. واضاف الموقع انها كانت تنام في السيارة لمدة 23 ليلة لتجنب التسبب في مخاطر فيروسية للآخرين، ولتوفير وقت التنقل ، وأعطت غرفتها المخصصة في الفنادق القريبة للزملاء".
وبحسب صحيفة "الصن" البريطانية، قررت الممرضة "دانيل شمول" (35 عامًا) أن تروي قصتها أمام الكاميرا في غرفتها بالفندق بعدما ظلت تبكي لمدة ساعة كاملة ".
وتقول "شمول"، أظل طوال اليوم صامتة، وأتحمل هذه الأعمال والمشاهد دون أن اتحدث مع أحد ؛ فكل مَن حولي يعيشون المعاناة نفسها، واشعر بالأسى والحزن لما يعانونه".
وتضيف إنها قررت بث رسالتها؛ لأن الناس يجب أن تعرف ما تعانيه الأطقم الطبية. مؤكدة أنها لن تتخلى عن عملها الذي تحبه، ودورها الذي عليها القيام به.
وتتابع " دخلتُ غرفة المرضى فوجدتُهم موتى" وانفجرت بالبكاء في حالة انهيار تام" ، مؤكدة أن ما تواجهه الأطقم الطبية من إصابات وموت وإبلاغ أهالي الضحايا أصبح أمر يفوق "طاقة البشر" امام "تسونامي "كورونا الذي يمتحن" الأرض."
