واشنطن-سبأ:
تجتاح كوارث تغير المناخ مناطق شاسعة حول العالم بشكل متكرر أكثر من أي وقت مضى، بما في ذلك انتشار الحرائق ونفوق الحيوانات واختفاء مساحات خضراء داعمة للحياة.
وتوصل باحثو جامعة ستانفورد في دارسة نشرت في " ساينس ألرت" الى خطة مثيرة، باستخدام أحدث البيانات المتاحة، تتمثل في تحديد كيف يمكن لنحو 143 دولة حول العالم، أن تتحول إلى الطاقة النظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2050.
ولا يمكن لهذه الخطة أن تسهم فقط بتحقيق الاستقرار في درجات الحرارة العالمية المتزايدة بشكل خطير، ولكن أيضا تقليل عدد الوفيات الناجمة عن التلوث، البالغة 7 ملايين وفاة كل عام، وخلق ملايين فرص العمل.
وستتطلب الخطة استثمارات ضخمة تبلغ زهاء 73 تريليون دولار أمريكي. ولكن حسابات الباحثين تظهر أن الوظائف والمدخرات التي ستكسبها، تساهم في تغطية قيمة هذا المبلغ في أقل من 7 سنوات.
وتتضمن الخطة تحويل جميع قطاعات الطاقة، بما في ذلك الكهرباء والنقل والصناعة والزراعة وصيد الأسماك والغابات، للعمل بالكامل مع الطاقة المتجددة.
وهذه التقنيات متوفرة بالفعل وموثوقة وتستجيب بشكل أسرع بكثير من الغاز الطبيعي، لذلك فهي أرخص بالفعل. وليست هناك حاجة أيضا إلى الطاقة النووية التي تستغرق من 10 إلى 19 عاما بين التخطيط والتشغيل، وكذلك الوقود الحيوي الذي يتسبب في تلوث الهواء أكثر، أو اختراع تقنيات جديدة.
ووجد الفريق أن كهربة جميع قطاعات الطاقة يجعل الطلب عليها أكثر مرونة، وأن توليفة الطاقة المتجددة والتخزين مناسبة أكثر، لتلبية هذه المرونة من نظامنا الحالي.
وكتب الباحثون في تقريرهم أن هذه الخطة "تخلق 28.6 مليون وظيفة بدوام كامل على المدى الطويل.
وحسبوا أن الصلب والخرسانة اللازمين يتطلبان زهاء 0.914% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية. ولكن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الخرسانة من شأنه أن يقلل هذا.
ومع وجود خطط بهذا الحجم الكبير، هناك الكثير من أوجه عدم اليقين، وبعض التناقضات في قواعد البيانات. ويأخذ الفريق هذه العوامل في الاعتبار من خلال وضع نماذج متعددة للسيناريوهات بمستويات مختلفة من التكاليف والأضرار المناخية.
ويؤكد معدو التقرير على أنه أثناء تنفيذ مثل هذا التحول في الطاقة، من المهم أيضا التصدي في وقت واحد للانبعاثات القادمة من مصادر أخرى، مثل الأسمدة وإزالة الغابات.
وتبين أن أكثر من 60 دولة أصدرت بالفعل قوانين للانتقال إلى الكهرباء المتجددة، بنسبة 100% بين عامي 2020 و 2050.
ويتفق ما لا يقل عن 11 مجموعة بحث مستقلة، على أن هذا النوع من الانتقال ممكن، بمن فيهم باحثا الطاقة مارك دايسندورف وبن إليستون، من جامعة نيو ساوث ويلز، أستراليا.