قمة العشرين.. ضبابية تجاه مستقبل التكتل في ظل تعنت ترامب


https://www.saba.ye/ar/news540776.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
قمة العشرين.. ضبابية تجاه مستقبل التكتل في ظل تعنت ترامب
[30/ يونيو/2019]
أوساكا - سبأ :


خرجت قمة مجموعة العشرين في ختام أعمالها في مدينة أوساكا اليابانية بنتائج غير مرضية بالنسبة لخبراء الاقتصاد والمتابعين للحركة الاقتصادية العالمية حيث حذرت كريستين لاغارد مدير عام صندوق النقد الدولي من أن الاقتصاد العالمي يواجه "موقفا صعبا" بسبب النزاعات التجارية وحثت صناع القرار في المجموعة على خفض الرسوم الجمركية والعقبات الأخرى أمام التجارة.

وقالت لاغارد في بيان السبت " فيما نرحب باستئناف محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، فان الرسوم التي فرضت بالفعل تكبح الاقتصاد العالمي بينما تحمل القضايا التي لم تحسم الكثير من الضبابية تجاه المستقبل".

وأدى تحرك الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحادي واتساع الخلافات حول مسائل تتراوح من التجارة إلى التغير المناخي، خلال قمة العشرين في اليابان، إلى إثارة الشكوك مرة جديدة حول جدوى مجموعة تشكلت بالأساس لتقديم رد موحد على أزمات العالم.

وصدر في ختام أعمال القمة التي استمرت يومين بيان مشترك لم يتضمن تعهدا بمحاربة الحمائية للسنة الثانية على التوالي، على الرغم من أن رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي كان يأمل في استخدام القمة لمحاربة الحمائية في مختلف أنحاء العالم.

وبدون استخدام كلمة الحمائية، قال الزعماء في البيان السبت: "نحن نسعى جاهدين لخلق بيئة حرة ونزيهة وغير تمييزية وشفافة وقابلة للتنبؤ بها ومستقرة في قطاعي الاستثمار والتجارة ولإبقاء أسواقنا مفتوحة". وأضاف البيان أن التجارة الدولية والاستثمار "محركات مهمة للنمو والإنتاجية والابتكار وخلق فرص العمل والتنمية".

 وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن "مجموعة العشرين باتت اليوم فعليا  أقرب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تسمح لصانعي القرار بالالتقاء في اجتماعات ثنائية وتبادل وجهات النظر حول الملفات الهامة"، معتبرا أن مجموعة العشرين "ليست مفيدة بما يكفي" وداعيا إلى "بحث جماعي" حول هذا الموضوع.

وبصورة عامة، باتت مجموعة العشرين، التي تمثل أكثر من 85% من إجمالي الناتج الداخلي العالمي وثلثي سكان العالم، تجد صعوبة في السنوات الأخيرة في الدعوة إلى وحدة الصف والتنديد بالحمائية في المبادلات  التجارية في بياناتها الختامية.

ولكن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أخفى انزعاجه وأكد أن ثمة الكثير من الأمور المشتركة بين قادة مجموعة العشرين من بينها الاعتراف المشترك بحاجة المجموعة لأن تظل المحرك الرئيسي للنمو العالمي. وعند صياغة بيان القمة حرصت اليابان التي ترأس الاجتماع على إيجاد أرضية مشتركة بين الولايات المتحدة التي تعارض لغة التنديد بالحماية التجارية والدول الأخرى التي تسعى لتحذير أقوى ضد التوتر التجاري.

كما لم تتمكن القمة من التوصل إلى أرضية مشتركة بشأن ملف المناخ، حيث أعرب رئيس الوزراء الياباني آبي الذي رأس الاجتماع عن رغبته للمشاركين بأن يوحدوا صفوفهم في جهود مواجهة قضايا البيئة، من بينها تغير المناخ. غير أنه مع انسحاب الولايات المتحدة في ظل حكم ترامب من اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، "تعيد الدول الأعضاء في مجموعة الـ19 التأكيد على التزامها بتنفيذه بشكل كامل، حسب البيان.

وهزت التبعات واسعة النطاق للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسواق واختبرت عزيمة أعضاء المجموعة إزاء توحيد جبهتهم لتفادي كساد عالمي. واتفقت الولايات المتحدة والصين على استئناف محادثات التجارة ما يعطي بعض الأمل في إمكانية تسوية أكبر اقتصادين في العالم للنزاع المرير بينهما.

ولم يكن لقمة العشرين أن تمر بدون أن تتطرق إلى بعض ملفات العالم العربي الشائكة. فقد طالب رجب طيب أردوغان بشكل مباشر ولي العهد السعودي بضرورة الكشف عن قتلة جمال خاشقجي، فيما دافع الرئيس الأمريكي عن محمد بن سلمان وقال إنه لا يظن أن ولي العهد كان على علم بما حدث للصحافي السعودي.

وفي الملف السوري بدا التعاون والتنسيق الأمريكي الروسي أكثر وضوحا من أي وقت مضى، وفقا لما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فقد أكد خلال القمة دعم بلاده لمؤسسات ليببا الوطنية في إشارة إلى خليفة حفتر.

ومع ذلك كان الأبرز خلال قمة العشرين في اليابان هو ما جرى على هامش القمة من لقاءات ثنائية بين قادة الدول الأعضاء وما أسفرت عن ذلك من اتفاقات ثنائية على هامش القمة فقد اتفق الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب السبت على استئناف المفاوضات التجارية بين بلديهما، في وقت أعلنت بكين أن واشنطن وافقت على عدم فرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها، وفق وسائل إعلام صينية رسمية.

كما توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق ضخم للتبادل الحر مع دول ميركوسور (البرازيل والأرجنتين والأوروغواي والباراغواي)،. غير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اشترك موافقة البرازيل على اتفاقية المناخ من أجل تنفيذ الاتفاق التجاري.

وسيسمح الاتفاق التجاري بالتبادل التجاري الحر بين دول الاتحاد ودول أمريكا اللاتينية المعنية به، خاصة في مجال اللحوم الأمر الذي من المتوقع أن يثير قلق المزارعين الفرنسيين.

وقد رحب الرئيس الفرنسي من جهته، بالتوصل إلى هذه الاتفاق ولكنه في الوقت نفسه أعرب  عن "الحذر" إزاء متابعة تنفيذه.

وسيتيح هذا الاتفاق إدخال نحو مئة ألف طن من لحم البقر من دول أمريكا اللاتينية الأربع من دون فرض رسوم جمركية عليها.

سبأ