
اسطنبول- سبأ:
بدأ ملايين من سكان إسطنبول الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد في إعادة انتخابات رئاسة البلدية التي باتت اختبارا للديمقراطية المتعثرة في تركيا.
وفي الانتخابات الأولى التي أجريت في 31 مارس الماضي ، حقق حزب الشعب الجمهوري المعارض انتصارا بفارق ضئيل على حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان في أكبر مدينة بتركيا في هزيمة انتخابية نادرة للرئيس في خضم مشاكل اقتصادية متزايدة.
لكن بعد أسابيع من طعون حزب العدالة والتنمية، ألغى المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا في مايو الماضي الانتخابات بسبب مخالفات. ووصفت المعارضة القرار بأنه ”انقلاب“ على الديمقراطية.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في جميع أنحاء اسطنبول في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) ويحق لنحو 10.56 مليون شخص التصويت في المدينة التي تشكل قرابة خُمس سكان تركيا البالغ عددهم 82 مليون نسمة. وينتهي التصويت في الساعة الخامسة مساء. وسيتم إعلان النتائج في المساء.
وقد تلقي خسارة ثانية لحزب العدالة والتنمية مزيدا من الضوء على ما وصفه مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة البلدية أكرم إمام أوغلو بأنه تبديد لمليارات الليرات في بلدية اسطنبول التي تبلغ ميزانيتها حوالي أربعة مليارات دولار.
ولتقليل الفارق الذي بلغ 13 ألف صوت في مارس ، أعاد حزب العدالة والتنمية توجيه رسالته لجذب الناخبين الأكراد، الذين يشكلون حوالي 15 في المئة من سكان المدينة البالغ عددهم 15 مليون نسمة.
وشهدت الحملة الانتخابية تحولا عندما حث الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد على البقاء محايدا في الانتخابات. واتهم حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يدعم إمام أوغلو، أردوغان بمحاولة تقسيم الأكراد.
وبعد أن خاض أردوغان حملة انتخابية شرسة قبل انتخابات مارس الماضي ، في استراتيجية يعتقد كثيرون من أعضاء حزب العدالة والتنمية أنها جاءت بنتائج عكسية، ظل أردوغان في البداية هادئا هذا الشهر. لكنه عاد الأسبوع الماضي إلى حملته بقوة واستهدف إمام أوغلو مباشرة وهدده باتخاذ إجراء قانوني ضده، مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كان حزب العدالة والتنمية سيقبل بهزيمة ثانية.
وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم إمام أوغلو على منافسه من حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم. وأشارت بعض الاستطلاعات إلى أنه متقدم بما يصل إلى تسع نقاط مئوية.
وأثار قرار إعادة الانتخابات انتقادات دولية واتهامات من المعارضة بتآكل سيادة القانون. وخرج سكان في عدد من المناطق إلى الشوارع وهم يقرعون الأواني احتجاجا على ذلك.
سبأ