
صنعاء - سبأ :
أقيمت اليوم بصنعاء الفعالية التأبينية لفقيد اليمن الكبير المناضل علي صالح عُباد مقبل نائب رئيس مجلس النواب الأسبق، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الأسبق، نظمتها رئاسة مجلس الوزراء.
وفي الفعالية عبر عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي عن فخره واعتزازه بحضور هذه الفعالية التأبينية للقامة الوطنية السامقة مقبل، الذي عاش حياته حرا شجاعا وحكيما .
وقال " لقد نهج فقيدنا الكبير في حياته نهج البسطاء من الناس وانحاز إلى عامة الشعب رغم انحداره من أسرة ثرية".
وأضاف "كان الفقيد صاحب موقف ولديه صلابة وطنية وحدوية ثابتة وأيضا تواضع جم ".. مؤكداً أن ذكراه ستظل حية ولن تمت ونبراس عطاء لكل الأجيال.
وعدد الرهوي المواقف واللقاءات التي جمعته بالفقيد مقبل والتي تعبر عن روحه الوطنية الكبيرة ونظرته الحكيمة والثاقبة تجاه عدد من القضايا الوطنية آخرها موقفه من العدوان وإيثاره البقاء في وطنه وبين أهله حرا كريما.
ودعا الرهوي في سياق كلمته إلى تكاتف جهود كافة القوى السياسية في وجه العدوان باعتبارها القضية الرئيسة للشعب اليمني وقواه السياسية.
وقال "إن المجلس السياسي الأعلى مع كل جهد مخلص وخطوة صادقة يبذل من أجل خير هذا الوطن وفي ردع العدوان بكل إيمان وقوة".. مجددا في ختام كلمته التعازي الحارة لأسرة الفقيد مقبل وزملائه ومحبيه والوطن عامة.
وفي الفعالية التي حضرها عضو المجلس السياسي الأعلى عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني سلطان السامعي .. نوه رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، بالحضور النوعي للفعالية والذي يعبر عن مدى الحضور الكبير لهذه الشخصية الوطنية وقربها من جميع الأطياف السياسية والمشارب الفكرية.
وقال " نحن أمام تأبين هامة وطنية وقائد سياسي وإداري وتنظيمي، المفكر البارز في الجبهة القومية وأحد أعمدتها وشخصية وطنية ظلمت ولم تعط حقها الذي تستحقه عن جدارة" .
وأضاف " نريد أن نحيي فينا القيم والمٌثل الرائعة التي حملها مقبل وغيره من القادة الوطنيين الذين مثلوا أنموذجا في التضحية والانتصار للوطن في مختلف الظروف " .
وأردف " نريد أن نؤرخ لعظمائنا عبر إقامة المتاحف المتعددة وشخصياتنا الاستثنائية وتوثيق أعمالهم كفقيدنا علي صالح عُباد وذلك أسوة بغيرنا من المجتمعات التي أدركت القيمة الوطنية والإنسانية والأخلاقية لهكذا عمل ".
وتطرق رئيس الوزراء إلى ما يمر به الوطن اليوم من ظرف استثنائي معقد .. موضحا أن ما نعيشه هو لحظة انقسام أفقي ورأسي طالت آثاره نقاشات وحوارات الجميع حتى وصلت إلى منازلنا .
وقال " نحتاج إلى لحظة صفاء لكي نعود إلى الأفكار الوطنية الكبيرة التي حملها وفكر بها علي صالح عُباد وغيره من رموز اليمن" .
وأضاف " نريد من الساسة الذين غادروا الوطن في هذه الفترة الحرجة أن يقف ولو بكلمة أو همسة مع وطنه وإدانة الجرائم التي يرتكبها العدوان والاحتلال الإعرابي يوميا بحق أبناء وطنه وما يخلفانه من مآسي ودمار وأضرار بالغة بالمجتمع وقيمه الأصيلة خاصة في المحافظات والمناطق المحتلة" .
وبين الدكتور بن حبتور أن خلافات اليمنيين الراهنة سياسية ولذلك يمكن تأطيره للوصول إلى حل يخرج الوطن من وضعه الراهن الذي يزداد تدهورا أكثر فأكثر في ظل استمرار هذه الحالة .. مؤكداً أن أي عمل يأتي ممن ارتمى في حضن دول العدوان فهو مشكوك فيه ولا صله له بالمشروع الوطني وإن طبل المطبلون وهلّل المهللون .. سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته.
وفي الفعالية التأبينية التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع اللواء الركن جلال الرويشان ووزير الشباب والرياضة حسن زيد ومستشار الرئاسة عبدالعزيز الترب ورئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسّام وعضوا المكتب السياسي للحزب الاشتراكي يحيى الشامي ومحمد صالح المقالح وعدد من قيادات الحزب وجمع من زملاء ومحبي الفقيد .. ألقيت كلمة من قبل رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني يحيى منصور أبو إصبع.. نوه فيها بالروح الوطنية والوحدوية العالية لفقيد الوطن مقبل.
وقال" كان فقيدنا الكبير يقول أن الوحدة اليمنية بغض النظر عن شكلها مهمة جدا لليمن وبدونها ستذهب اليمن أدراج الرياح ".. مستحضرا عدد من مواقفه الإنسانية والوطنية.
وأكد أن الفقيد مقبل كان شخصية يمنية جامعة وتسامى عن المناصب وعلى الجميع التمثل بمثله والالتزام بها .. لافتا إلى أن السلام ثم السلام هو ما ينبغي أن يعمل الجميع من أجله.
وقال " أدعو اليمنيين إلى مصالحة وطنية شاملة جامعة نغادر بها مآسي الماضي والحاضر المؤلم الدامي ذلك أن الوطن يتسع للجميع إذا ما حضر القبول بالآخر المختلف ".
وأضاف " لماذا ندع الحرب تمزقنا ونحن قادرون اليوم قبل الغد لإطفاء لهيبها، فصناعة السلام هي الصناعة الحقيقة التي بدونها تضيع الشعوب وتضمحل الحضارات ".
وكان محافظ عدن طارق سلام أشار إلى أن الفقيد مقبل ينتمي إلى زمن القادة الاستثنائيين ومن رواد الكفاح ومثال للسياسي الحر والشريف .
وأوضح أنه ظل دوما محافظا على التناغم بين أقواله ومواقفه وأعماله ومقدما لوطنه ومصالحه العليا على ما عداها من المصالح .. منوها بإرادة الفقيد الوطنية القوية التي تجلت في مختلف المواقف والمنعطفات التي مر بها الوطن ومناصرته الكبيرة للمرأة ودعمه لتمكينها السياسي.
ودعا المحافظ سلام الجميع إلى توحيد المواقف والاصطفاف إلى جانب الوطن .. وقال " من المؤسف أن خمس سنوات من العدوان لم تثن بعض النخب عن العودة إلى جادة الصواب وإدراك فداحة ما ترتكبه بحق الوطن ".. مؤكداً أن الوقوف مع العدوان خيانة كبرى .
تخلل الفعالية كلمات مرثية للشاعر كريم سالم الحنكي.
سبـأ