موجة غضب عالمية من ارتكاب الكيان الصهيوني "مجزرة خيمة الصحفيين" بغزة


https://www.saba.ye/ar/news3532642.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
موجة غضب عالمية من ارتكاب الكيان الصهيوني
[11/ أغسطس/2025]
صنعاء – سبأ:

ثمة إجماع عالمي بأن استهداف الكيان الإسرائيلي للصحفيين في قطاع غزة بالقتل أو الإصابة، لايهدف سوى لإخفاء وطمس حقيقة الجرائم المستمرة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من 22 شهراً.

وأثارت جريمة الكيان الصهيوني باغتياله في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، ستة صحفيين في خيمتهم أمام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، موجة غضب عالمية إزاء استمرار الكيان الصهيوني ارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية، بما في ذلك استهداف من ينقلون الحقائق.

والصحفيون الستة الشهداء هم: مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل، فضلا عن محمد الخالدي الذي توفي صباح الاثنين متأثرا بجراحه.

ومع اغتيال الصحفيين الستة ترتفع حصيلة الإعلاميين الذين قتلتهم "إسرائيل" إلى 238 منذ بداية الإبادة الجماعية التي ترتكبها بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر2023، وفق المكتب الإعلامي بغزة.

وشهد العالم، اليوم الاثنين، موجة إدانات وانتقادات واسعة من عديد من المنظمات والهيئات العالمية والدول إزاء هذه الجريمة الصهيونية لجيش الكيان، والتي استهدفت الحقيقة وعيونها وصوتها، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، و ضربة لحرية الصحافة.

انتهاك للقانون الإنساني الدولي

بينما أدانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قتل الجيش الإسرائيلي 6 صحفيين فلسطينيين بقصف خيمتهم بمدينة غزة، اعتبرت ذلك "انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي".

وقالت المفوضية الأممية، عبر منصة "إكس”: "يجب على "إسرائيل" احترام وحماية جميع المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم الصحفيون".

ودعت إلى إتاحة وصول فوري وآمن ودون عوائق لجميع الصحفيين من وسائل الإعلامية العالمية إلى قطاع غزة.

ضربة لحرية الصحافة

فيما اعتبرت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة، حاجة لحبيب، قتل "إسرائيل" الصحفيين في غزة، بمن فيهم "أنس الشريف"، ضربة مباشرة لحرية الصحافة.

وأدانت لحبيب على حسابها عبر منصة "إكس" مقتل 6 صحفيين، بينهم 4 من قناة "الجزيرة".

وقالت لحبيب: "أصبنا بالفزع لمقتل صحفيي قناة الجزيرة في غزة، بمن فيهم المراسل أنس الشريف".

وشددت المسؤولة الأوروبية على ضرورة حماية المدنيين والصحافة بشكل دائم.

تحقيق مستقل ونزيه

بدوره أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مقتل صحفيين فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي على مدينة غزة شمالي القطاع المحاصر، ودعا إلى إجراء تحقيق "مستقل ونزيه" بهذا الشأن.

جاءت الإدانة على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في جنيف، قال فيه إن "عمليات القتل الأخيرة تبرز المخاطر الجسيمة التي يواصل الصحفيون مواجهتها أثناء تغطية هذا الصراع المستمر" لأكثر من 22 شهرا.

قتل الصحفيين عمداً

فيما أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، أن جيش الكيان الإسرائيلي يقتل الصحفيين عمداً، مشددة على أنه "يجب ألا يكون الصحفيون هدفا في أي حال من الأحوال، لكن القوات الإسرائيلية قتلت العشرات منهم عمدا".

ولفتت إل أنه "في حين تواصل "إسرائيل" حظر دخول الصحفيين إلى غزة، يلعب الصحفيون الفلسطينيون دورا لا غنى عنه في توثيق الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد الفلسطينيين وتغطيتها".

ودعت "رايتس ووتش" الكيان الإسرائيلي إلى وقف ارتكاب "الفظائع" في قطاع غزة، "بدلا من قتل الأصوات التي تغطيها".

وأضافت أن "القتل السافر بحق الصحفيين الفلسطينيين أنس الشريف و محمد قريقع و4 إعلاميين آخرين يسلط الضوء على الخطر الذي لا يُعقَل والذي يواجهه الصحفيون الفلسطينيون في غزة".

وأشارت إلى أن ذلك "يسلط الضوء أيضا على تجاهل الجيش الإسرائيلي التام لحياة المدنيين" في قطاع غزة.

استهداف عيون وصوت غزة

منظمة العفو الدولية، الاثنين، اعتبرت قتل "اسرائيل" المتعمد للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، استهداف لـ"عيون وصوت غزة".

وقالت المنظمة، في بيان، إن "أنس الشريف وزملاءه كانوا عيون وصوت غزة. ورغم تجويعهم وإرهاقهم والتهديد بقتلهم، ورغم ألمهم الكبير، استمرّوا في مراسلتهم الشجاعة من الخطوط الأمامية".

وأكدت أنه "لم يسبق لأي نزاع في التاريخ الحديث أن حصد هذا العدد الكبير من الأرواح في صفوف الصحفيين، مقارنة مع الإبادة الجماعية ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزة".

ودعت إلى "إجراء تحقيق مستقلّ ومحايد في قتل الصحفيين الفلسطينيين، وتحقيق العدالة وتعويض عائلاتهم".

وشددت "العفو الدولية" على "وجوب تحرّك الدول بسرعة الآن، لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل" في قطاع غزة.

تمهيد لمذبحة كبرى

أما المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فأكد أن هذه الجريمة تأتي في إطار سياسة ممنهجة "إسرائيلية" تهدف إلى إسكات شهود الحقيقة التي سعى مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، بنيامين نتنياهو، لإنكارها في مؤتمره الصحفي قبل ساعات من الجريمة.

ولفت المرصد إلى أن هذه الجريمة جاءت بعد ساعات من مؤتمر المجرم نتنياهو الذي حرض فيه على وسائل الإعلام، وتحدث عن نيته المضي في جريمة السيطرة على غزة، ما يعني بوضوح قراره بإنهاء الأصوات التي تكشف الحقيقة للعالم.

واعتبر "الأورومتوسطي" إعلان الكيان الصهيوني مسؤوليته عن اغتيال الصحفي أنس الشريف، انعكاس للمستوى الخطير الذي وصل إليه هذا الكيان واستهتاره بالقوانين الدولية، وتعبير صارخ عن نتائج الإفلات من العقاب الناجمة عن سياسة الدعم والصمت التي يمارسها المجتمع الدولي الذي يسكت ويمرر مثل هذه الجريمة.

محاولة لطمس الحقائق

بدورها حثت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، المحكمة الجنائية الدولية على تسريع إجراءات التحقيق والملاحقة القضائية بحق المسؤولين السياسيين والعسكريين في دولة العدو، الذين أصدروا الأوامر أو شاركوا في استهداف الصحفيين.

وأشارت إلى أن هؤلاء الصحفيين، لا سيما الصحفي أنس الشريف، كانوا قد تعرضوا في السابق لحملات تحريض و تهديدات مباشرة بالقتل من قبل سلطات العدو الصهيوني، بسبب دورهم في توثيق وفضح جرائم الإبادة الجماعية، والتجويع الممنهج، وسائر الانتهاكات الجسيمة، التي ترتكبها قوات العدو بحق المدنيين في قطاع غزة، ما يعكس النية الإجرامية المبيّتة لهذا العدو المجرم.

ودعت "حشد" الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف إلى الوفاء بالتزاماتها، وممارسة ولايتها القضائية لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة، باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

واعتبرت أن ارتفاع عدد الصحفيين الذين قتلهم جيش الكيان الإسرائيلي خلال جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بغزة إلى 237 صحفيًا وصحفية، تأكيد على إصرار سلطات العدو على استهداف الشهود ومنع التغطية الإعلامية المستقلة، في محاولة لطمس الحقائق، والتغطية على جرائمها، بما في ذلك جريمة إعادة احتلال قطاع غزة وشيكة.

وشددت "حشد" على ضرورة توفير حماية دولية عاجلة للصحفيين ووسائل الإعلام في غزة، وتمكينهم من أداء واجبهم المهني في تغطية الأحداث ونقل الحقائق للعالم.

محاسبة قادة الكيان

فيما وصف الاتحاد الدولي للصحفيين استهداف هؤلاء الصحفيين بـ "الدموي الذي لم يراعِ حرمة الصحافة ولا التزامات القانون الدولي بحماية الصحفيين".

وأشار الأمين العام للاتحاد الدولي، أنطوني بيلانجي، في بيان، إلى أنه "في 24 يوليو، اتهم المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" باللغة العربية، أنس الشريف بالانتماء إلى الجناح العسكري لحركة حماس. وبعد ثلاثة أسابيع فقط من هذا الاتهام، قُتل أنس الشريف وطاقم قناة الجزيرة الإعلامي بأكمله في غزة، في استهداف دموي لم يراعِ حرمة الصحافة ولا التزامات القانون الدولي بحماية الصحفيين".

وأكد أن "الاستهداف المتعمد للصحفيين جريمة حرب، ويجب محاسبة القادة "الإسرائيليين" على أفعالهم الشنيعة”.

وقال: "يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دعم اتفاقية مُلزِمة على مستوى الأمم المتحدة تحمي الصحفيين وتضمن مساءلة مرتكبي الجرائم ضدهم".

وطالب الاتحاد الدولي للصحفيين، المجتمع الدولي، وبخاصة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالتحرك الفوري والحاسم لاعتماد اتفاقية دولية ملزمة تضع حدًا لانتهاكات سلامة الصحفيين وتحميهم من الاستهداف المتعمد في مناطق النزاعات.

وذكر أنه منذ أكتوبر2023، جمع الاتحاد الدولي للصحفيين أدلة حول استهداف القوات "الإسرائيلية" للصحفيين الفلسطينيين بهدف تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وفي بريطانيا، أعربت الحكومة البريطانية عن قلقها البالغ إزاء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للصحفيين في قطاع غزة،

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في تصريح صحفي: "نشعر بقلق بالغ إزاء الاستهداف المتكرر للصحفيين في غزة، ويجب أن يكون الصحفيون قادرين على تغطية الأخبار بشكل مستقل دون خوف".

وشدد المتحدث على ضرورة ضمان "إسرائيل" ليتمكن الصحفيين من أداء عملهم بأمان، مؤكداً أن المراسلين الذين يغطون الصراعات يتمتعون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي.

حادث خطير ومقلق للغاية

أما وزارة الخارجية الألمانية، فأكدت أن "القتل المتعمد لستة صحفيين في غزة حادث خطير ومقلق للغاية".

وفيما أدان متحدث باسم الخارجية الألمانية بشدة استهداف الصحفيين في قطاع غزة، شدد على ضرورة إجراء تحقيق شامل وشفاف في الحادث، مطالباً بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن استهداف الصحفيين لضمان حماية الإعلاميين، وذلك وفقا لتصريحات إعلامية.