الحديدة تشهد مسيرات جماهيرية كبرى إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام


https://www.saba.ye/ar/news3519678.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
الحديدة تشهد مسيرات جماهيرية كبرى إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام
[20/ يوليو/2025]

الحديدة - سبأ:

شهدت محافظة الحديدة، اليوم، مسيرات جماهيرية كبرى في ثلاث ساحات مركزية، إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام، للعام 1447هـ، تحت شعار "بصيرة وجهاد".

وامتلأت ساحات شارع الميناء لمربع مدينة الحديدة، والحسينية لمربع المديريات الجنوبية، وباجل لمربع المديريات الشرقية، بالحشود الغفيرة، التي توافدت من مختلف المديريات، في تجسيد حي لروح الثورة ومستوى الوعي الشعبي المستمر بمظلومية الإمام زيد، ومواقفه في مقارعة الظلم والطغيان وتعزيز حالة التعبئة والصمود في مواجهة قوى الطغاة والاستكبار.

وتقدم مسيرات مربع مدينة الحديدة المحافظ عبدالله عطيفي ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكلاء المحافظة محمد حليصي ومحمد النهاري وعلي كباري والمسؤولين، وسط شعارات الحرية والتضحية والثبات، واللافتات المعبرة عن مقاصد ثورة الإمام زيد، الداعية إلى كسر الخنوع وكشف زيف الطغيان.

ورفع المشاركون أعلام اليمن وفلسطين ورايات العزة وشعارات الثورة والبراءة من أعداء الله، مؤكدين السير على نهج الإمام زيد في مقارعة الظالمين، والتمسك بالهوية الإيمانية، ورفض مشاريع الهيمنة والاستكبار العالمي، كما جددوا البيعة لأعلام الهدى وسيد الشهداء الحسين بن علي عليهم السلام.

وشددت الجماهير المشاركة على أن الاقتداء بالإمام زيد يمثل عامل وحدة وجمع للأمة، فهو حامل مشروع إحياء الإسلام الصحيح، وداعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في وجه الانحرافات التي سادت في عصور الاستبداد السياسي والديني.

وأكد المشاركون أن الإمام زيد خرج حليفا للقرآن، مدفوعا بمسؤوليته الدينية، ومؤمنا بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، فانطلق بثورته رغم قلة الناصر وشدة المواجهة، فدوى صوته في وجدان الأمة كما دوى صوت الإمام الحسين في كربلاء.

وبين المشاركون في المسيرات أن المواقف الثورية لأحفاد الرسول لا تزال حاضرة في وجدان الأمة، واليمن اليوم يجسد هذا النهج عمليا، في صموده وثورته وجهاده ضد قوى العدوان، رغم الحصار والجراح، مؤكدين أن مسيرة الشهداء لا يمكن أن تتوقف.

واعتبرت الحشود أن ثورة الإمام زيد تمثل بوصلة للمستضعفين، ومنارا لكل حر، وهو ما يتجلى اليوم في موقف الشعب اليمني المشرف في مناهضة الظلم الصهيوني، ونصرة القضية الفلسطينية، ومساندة المجاهدين في غزة بكل الوسائل الممكنة.

وأشارت إلى أن موقف الشعب اليمني في دعم فلسطين والقدس والمقاومة، يستند إلى قيم راسخة في التاريخ الإسلامي، استلهمها من نهج الإمام زيد وأهل البيت، ويعبر عن مشروع مقاومة ممتد عبر الزمان، لا تحكمه الحسابات السياسية أو موازين القوى.

ولفت المشاركون إلى أن العمليات البطولية للقوات المسلحة اليمنية في استهداف سفن العدو الصهيوني، والمشاركة في الدفاع عن غزة عبر البحر، إنما هي امتداد مباشر لنهج الإمام زيد في مقارعة الباطل والانتصار للمظلومين.

وأكدت الحشود أن اليمن، بقيادته وجيشه، يضرب اليوم المثل الأعلى في الصمود والنصرة، وهو يواجه العدوان والحصار منذ عشرة أعوام، ويصنع نصرا مشهودا لصالح الأمة، بينما تتنصل كثير من الأنظمة عن نصرة فلسطين.

وأوضح أبناء حارس البحر الأحمر أن زخم احياء ذكرى الإمام زيد عليه السلام يعبر عن وعي جماهيري متجدد، ويشكل حافزا للمضي قدما في درب التحرر والتغيير، واستعادة كرامة الأمة، التي مزقتها سياسات التبعية والارتهان للغرب.

وشددوا على أن البصيرة التي انطلق منها الإمام زيد، لا تزال تضيء طريق الثائرين اليوم، وأن تكرار مشاهد التضحية والتحدي في فلسطين واليمن ولبنان، يجسد وحدة المعركة، وتكامل الجبهات، في وجه المشروع الصهيوني الأمريكي.

وعدت الحشود، إحياء ذكرى الإمام زيد فرصة لترسيخ مفاهيم الجهاد في سبيل الله، على علم وبصيرة، كما فعل الإمام زيد، وأن طريق التحرير لا يمكن أن يعبد بالخطابات، بل بالدماء والمواقف الصلبة، كما يفعل أحرار غزة والضفة.

وأُلقيت خلال المسيرات عدد من الكلمات، تناولت في مجملها أهمية استلهام الدروس من سيرة الإمام زيد عليه السلام، وتجديد الوعي الجمعي لدى أبناء الأمة بمخاطر الانحراف والجمود والتبعية، داعية إلى تحويل الذكرى إلى محطة للتحشيد والتعبئة العامة في مواجهة الطغاة.

وأكدت أن الإمام زيد لم يكن خارجا على سلطان، بل كان صاحب مشروع إحيائي جامع، استنهض الأمة من سباتها، ودفعها لتحمل مسؤوليتها الدينية والسياسية في وجه الظلم، وأن كل صرخة حر في وجه المستكبرين اليوم إنما هي امتداد لصرخته الخالدة "والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت".

وأوضحت الكلمات، أن الصمت العربي الرسمي تجاه ما يجري في فلسطين، وتواطؤ الأنظمة العميلة مع العدو الصهيوني، يقابله موقف مشرف من الشعب اليمني رغم معاناته من العدوان والحصار، إذ تترجم مواقفه العملية من خلال استهداف السفن والموانئ الصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، دعما للمقاومة في غزة والضفة.

ولفتت إلى أن ذكرى الإمام زيد عليه السلام، تأتي هذا العام وغزة تنزف جراحا، فيما تواصل القوات المسلحة اليمنية توجيه ضرباتها الدقيقة إلى العمق الصهيوني، في مشهد تاريخي يبرهن أن مشروع آل محمد لا يزال حيا في وجدان الشعوب، وأن الثورة الزيدية لا تزال تثمر عزة ونصرا وتضحيات على امتداد الزمان والمكان.

ودعت إلى استشعار المسؤولية تجاه الدين والأمة، والاقتداء بالإمام زيد في نهجه وأخلاقه وتحركه وجهاده في سبيل الله، منبها من خطورة قلة الوعي وتأثيره في خداع الناس، وتسهيل الطريق أمام الطغاة والمستكبرين للسيطرة على الأمة.

وأكدت، أن اليمنيين يسيرون اليوم على نهج الإمام علي والإمام الحسين والإمام زيد في مناهضتهم لظلم أعداء الأمة، وتجسيد المسار الذي سار عليه حليف القرآن، والتذكير برموز الأمة ومآثرهم في إعلاء راية الإسلام.

وخلصت الكلمات الى أن الدين الإسلامي يعد منارة حق وهداية ونظام عدل ودولة تقيم شرع الله وتصون الحقوق إلى يوم القيامة، ما يتطلب من الجميع التزود بقيم الإسلام الصحيحة، والسير على نهج أهل البيت وسيرتهم العطرة.