بينما يترنح العدو الإسرائيلي في غزة.. صنعاء على أهبة الاستعداد لكل الاحتمالات


https://www.saba.ye/ar/news3513635.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
بينما يترنح العدو الإسرائيلي في غزة.. صنعاء على أهبة الاستعداد لكل الاحتمالات
[09/ يوليو/2025]

صنعاء- سبأ:

تُشكّل الجبهة اليمنية الداعمة لغزة اليوم إحدى أبرز الجبهات الفاعلة والمؤثرة في مواجهة العدوان الصهيوني، سيما مع تصاعد وحشية الاحتلال بحق المدنيين في غزة، الذين يواجهون ثلاثية الموت: القصف، والجوع، والمرض، في مشهد لا مثيل له في التاريخ المعاصر.

في ظل استمرار آلة القتل الصهيونية منذ أكثر من 21 شهرًا، تتصاعد أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين في قطاع غزة، بينما يدور العدو في حلقة مفرغة بحثاً عن أسراه، دون أن يحقق أي تقدّم يُذكّر، بل يتلقى يومياً خسائر فادحة بفعل صمود المقاومة الفلسطينية وضرباتها الموجعة.

ورغم ما تكبّده الكيان الغاصب من خسائر نوعية، سواء من المقاومة الفلسطينية أو من الضربات الإيرانية خلال 12 يوماً، إلا أن رد فعله ينصب على المدنيين، ويصب جام حقده على سكان غزة، في مشهد إنتقامي دموي يجري أمام أنظار العالم، وسط صمت دولي، وتخاذل رسمي عربي وإسلامي مخز.

لكن اليمن، البلد الذي استعصى على الغزاة عبر التاريخ، يقف اليوم في صف المواجهة، مُوجهاً سلاحه نحو عدو متغطرس لا يهدّد الفلسطينيين وحدهم، بل أمن واستقرار المنطقة بأسرها، فالاعتداءات المتكررة على اليمن ولبنان وسوريا وإيران، تؤكد أن الكيان الصهيوني مشروع حرب وإرهاب دائم لا يعرف السلم.

وفي تطور لافت، شن العدو مؤخراً غارات على منشآت مدنية يمنية، بينها مينائي الحديدة ورأس عيسى ومحطة رأس كتنيب للكهرباء، في محاولة يائسة لثني الجبهة اليمنية، التي باتت تؤرق صناع القرار في تل أبيب، خاصة مع تنامي قدرات اليمن في المجال الصاروخي والدفاع الجوي.

ولأول مرة، دخلّت منظومات الدفاع الجوي اليمنية محلية الصنع حيز الاستخدام الفعلي، حيث تم إطلاق صواريخ أرض - جو لاعتراض طائرات العدو في سماء الحديدة، مما شكل نقطة تحول نوعية، وترجمة حقيقية لتحذير فخامة المشير الركن مهدي المشاط - رئيس المجلس السياسي الأعلى - القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن طائرات العدو ستصبح "أضحوكة في سماء اليمن".

الدخول الاستراتيجي لمنظومات الدفاع الجوي لا يُعد مكسباً تكتيكياً فقط، بل رسالة واضحة لكل من يقف خلف الكيان وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا ومن يدور في فلكهما، بأن الأجواء اليمنية لم تعّد ساحة مفتوحة ولا مستباحة للطيران المعادي، بل صارت محمية بقدرات دفاعية قادرة على الردع.

وتكريساً لاستراتيجية "الرد بالمثل"، نفذت القوات المسلحة اليمنية ضربات دقيقة على أهداف في عمق الكيان الصهيوني، شملت مطار اللد، وميناء أسدود، ومحطة كهرباء عسقلان، رداً على استهداف مينائي الحديدة ورأس عيسى، في رسالة مفادها أن لصنعاء كلمة الفصل، وأن كلفة العدوان ستكون باهظة.

يؤكد محللون عسكريون، أن امتلاك اليمن لمنظومة دفاع جوي حديثة سيُعيد تشكيل معادلات الصراع، ويكسر وهم "الجيش الذي لا يُقهر"، والذي طالما تباهى بأنه قادر على ضرب أي مكان في المنطقة دون رادع.

وفيما تُراجع قيادة الكيان الصهيوني واقع الاختراق اليمني لأجوائها ومقدراتها، تبقى صنعاء على أتمّ الاستعداد لأسوأ السيناريوهات، حيث تتداخل فيها الجبهات، وتتسابق فيها الصواريخ والبوارج والطائرات، في مشهد لا يحترم فيه العالم إلا صوت القوة.