
غزة - سبأ:
حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم السبت، من أن ما يجري في غزة من مماطلةٍ مقصودة وممنهجة في إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر، هو نتيجة مباشرة لتواطؤ مكشوف بين العدو، وعدد من الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المكتب الإعلامي في بيان له، "نحمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤولية مباشرة إلى جانب العدو عن استمرار تجويع شعبنا الفلسطيني وحصار المعابر، والمماطلة في إدخال المواد الغذائية والإغاثية".
وشدد على أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن غزة لم تُحدِث أي أثر ملموس على الأرض، بل جاءت كتصريحات إعلامية استهلاكية تمثل مضيعة للوقت، ومتماهية تماماً مع سياسة العدو في نتيجتها ومآلها، وهي استدامة التجويع والإبادة وتطبيع الموت البطيء للمدنيين.
وأفاد بأنه ومنذ 77 يوماً متواصلة، يُحكم العدو "الإسرائيلي" إغلاق المعابر، ويمنع إدخال المساعدات الغذائية والمواد التموينية والبضائع الحيوية، في سياسة تجويع ممنهجة ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وفقاً للقانون الدولي الإنساني ونظام روما الأساسي.
وبين أن هذا الحصار الغذائي المتعمد أدى إلى تفشي المجاعة في جميع مناطق قطاع غزة، وارتفاع أعداد الضحايا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 57 حالة وفاة موثقة، معظمهم من الأطفال، فضلاً عن ازدياد معدلات الوفاة نتيجة الأمراض المرتبطة بانعدام الغذاء ونقص المواد الأساسية، واختفاء عشرات الأصناف من الطعام من الأسواق والمراكز الإغاثية.
كما قال إن هذا الواقع الإنساني الخطير لم يعد يحتمل التوصيف أو التحليل، بل يستدعي تحركاً عاجلاً وجاداً من المجتمع الدولي، ومن المؤسسات الإنسانية والحقوقية، لوقفه هذه الجريمة المفتوحة، بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان مدني في قطاع غزة بينهم 1.1 مليون طفل.
كما شدد على أن العدو، يستخدم الغذاء سلاحاً مباشراً في حربه على المدنيين، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني من خلال التجويع الجماعي والإذلال الإنساني، بمباركة واضحة من بعض الأطراف الدولية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية التي فشلت في مهمتها الإنسانية الأخيرة.
وبالتزامن مع انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد، وجه المكتب الإعلامي، نداءً عاجلاً إلى القادة والزعماء العرب لتحمّل مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية، واتخاذ مواقف عملية وجريئة لكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة ووقف الإبادة الجماعية، والضغط من أجل الفتح الفوري وغير المشروط للمعابر.
وذكر أن صمت العالم لا يُعفي الأمة من دورها، وإنّ التخاذل العربي في هذه المرحلة الخطيرة يفاقم من معاناة المدنيين، ويمنح العدو غطاءً إضافياً لاستكمال جريمته المتمثلة في تجويع شعب بأكمله.