جهود رسمية وقبلية حثيثة لمعالجة قضايا الثارات رغم العدوان والحصار


https://www.saba.ye/ar/news3219248.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
جهود رسمية وقبلية حثيثة لمعالجة قضايا الثارات رغم العدوان والحصار
[14/ يناير/2023]
صنعاء - سبأ :

أثمرت الجهود الرسمية والقبلية في احتواء فتيل النزاعات وقضايا الثارات والمشاكل المجتمعية، على مدى السنوات الماضية، في ظل استمرار العدوان والحصار الأمريكي - السعودي - الإماراتي.

تكللت جهود ومساعي الشخصيات القبلية والاجتماعية والمشايخ والوجهاء في تقريب وجهات النظر لمعالجة مئات القضايا المجتمعية، أبرزها قضايا القتل والثارات العالقة منذ عشرات السنين بين القبائل في مختلف المحافظات.

وإدراكا لأهمية ترسيخ وحدة الصف الوطني، وتماسك الجبهة الداخلية، شرعت الدولة في تفعيل دور المؤسسات والهيئات والمنظمات المعنية بمعالجة النزاعات القبلية، وحلها بصورة مرضية لجميع أطراف النزاع، وذلك في إطار المصالحة المجتمعية، وحقن الدماء، وصون الأرواح.

وأولت القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني قضايا الثارات والنزاعات القبلية والمجتمعية اهتماماً بالغاً، وأولوية للنظر في قضايا الصراعات القبلية، ومعالجتها بإشراف مباشر من قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى، وفي المقدمة عضو السياسي الأعلى - رئيس المنظومة العدلية العليا، محمد علي الحوثي.

قضايا اجتماعية عالقة منذ عقود بين قبائل اليمن لم يتم البت فيها، نظراً لتعقيد وصعوبة التعاطي معها، وفي المقدمة قضايا القتل والثارات المتأصلة جذورها، نتيجة ما سببته من ضحايا وخسائر بشرية ومادية، وتشريد ونزوح.

بالمقابل، سعت الدولة عبر الشخصيات السياسية والاجتماعية والقبلية لعقد صلح عام بين القبائل، في ظل ظروف العدوان والحصار والحرب، التي تشنها السعودية والإمارات بدعم أمريكي - بريطاني - صهيوني، وتوجيه البنادق للعدو الحقيقي، الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً، وقتّل وشرّد ودمّر البنية التحتية للشعب اليمني.

وبالنظر إلى كثافة القضايا المجتمعية والثارات والنزاعات بين القبائل، تم معالجة معظم القضايا، وأبرزها قضية الثأر بين آل الوقية من قبائل بني جبر في محافظة مأرب وآل الذيباني من قبائل بني حشيش في محافظة صنعاء وبني الحارث في أمانة العاصمة، التي وقعت أحداثها منذ 140 عاماً، وتوّجت بإغلاق ملفها وقطع دابر الفتنة والاقتتال، بإشراف عضو السياسي الأعلى - رئيس المنظومة العدلية، محمد علي الحوثي، وعدد من وجهاء ومشايخ اليمن.

توجّهات الدولة والجهات ذات العلاقة والمشايخ والوجهاء لحلحلة مشاكل الثأر والاقتتال بين أبناء اليمن تأتي استجابة للدعوة المتكررة لقائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في إصلاح ذات البين، ومعالجة القضايا المجتمعية بطرق أخوية ومُرضية، بعيداً عن اللجوء إلى العنف.

كما أن إغلاق ملف مثل هذه القضايا المجتمعية، وتنازل القبائل لبعضها البعض، يأتي من منطلق حرص الجميع على التآخي وتعزيز التماسك المجتمعي وتوحيد الصفوف وتوجيه البوصلة للعدو الذي يستهدف اليمن من ثمانية أعوام.

قضايا الثارات والمشاكل المجتمعية في اليمن تشكل عبئاً وعائقاً كبيراً أمام الدولة والمجتمع على حد سواء، لحلها بطرق قانونية، عبر أجهزة القضاء، ليبرز الدور القبلي، لإيجاد مخارج وحلول ترضي جميع الأطراف، وفقاً للأسلاف والأعراف القبلية اليمنية الأصيلة.

ما يقارب من خمسة آلاف قضية قتل وثأر ومشاكل مجتمعية استعصى حلها منذ عقود وعشرات السنين، تحوّلت بعض منها إلى قضايا ثأر، وأصبحت تؤرق المجتمع، وتسببت في يُتم الأطفال وترميل النساء ونزوح مواطنين، وتدمير مساكنهم ومزارعهم، وحرق أراضيهم.

يقول عضو رابطة علماء اليمن، الشيخ علي محسن المطري: "من الضروري أن يتعاون أبناء اليمن في ظل الظروف الراهنة التي يمرون بها جراء العدوان والحصار على حل خلافاتهم بتعزيز التسامح والتصالح وحل الخلافات الداخلية، ومعالجة مشاكل الثارات القبلية".

ودعا إلى التعاون على البر والتقوى، ومنها القضايا المجتمعية، ليتمكن أبناء اليمن من التصدي للعدوان على اليمن واليمنيين.

وأضاف: "الصلح بين الناس واجب ديني ووطني وإنساني، وأبناء اليمن جميعاً مسلمون ومؤمنون وأخوة، وأجرهم وحسابهم على الله، ولا يجوز تعميق العداوة والبغضاء في أوساطهم، لأنها من عمل الشيطان، والله تعالى يريد لنا الخير والمودة والرحمة والأخوة والتسامح".

وشدد الشيخ المطري على ضرورة ترسيخ قيم التسامح والإخاء والرحمة بين صفوف المجتمع بكل مكوناته، استجابة لقول النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- "الراحمون يرحمهم الرحمن.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

بدوره، أكد عضو مجلس النواب، محمد الطوقي، أن معالجة القضايا المجتمعية، وحل جذورها، تعكس قيم وأصالة وإباء وشيم وأخلاق وكرم أبناء الشعب اليمني وتسامحهم مع بعضهم وتصالحهم فيما بينهم.

واعتبر حل قضايا القتل والثارات تتويجاً للانتصارات التي تحققت على قوى العدوان والمرتزقة، وإفشال مخططاتهم في تمزيق النسيج المجتمعي، وتعزيز قيم التسامح، والتسامي عن الجراح، وحقناً للدماء وصوناً للأرواح.

وحث الطوقي كافة القبائل على طي صفحة الخلافات ومعالجة القضايا المجتمعية بطرق أخوية ومرضية للجميع، بعيداً عن العنف.

رئيس هيئة التصالح والتسامح، الشيخ محمد محمد الزلب، أوضح أنه تم حل 824 قضية قتل منذ تسع سنوات، ومعالجة قضايا لألف و846 من المصابين وقضايا جنائية.

وأشار إلى أنه تم معالجة 180 قضية من قضايا الحوادث، ومثلها قضية تحت المعالجة وجاهزة، ينقصها إعسار مالي.. داعياً الميسورين ورجال المال والأعمال والتجار إلى التعاون في مثل هذه القضايا ليتم معالجتها بصورة كاملة.

عضو السياسي الأعلى - رئيس المنظومة العدلية العليا، محمد علي الحوثي، وخلال الشهرين الماضيين، أشرف على معالجة الكثير من قضايا القتل والثأر والمشاكل المجتمعية العالقة في محافظات إب، وتعز، وذمار، بتعاون وجهود مشايخ ووجهاء وقبائل اليمن.

حيث أسهمت المساعي الحثيثة، التي بُذلت من قبل لجان الوساطات والمشايخ والمكلفين، في تقريب وجهات النظر بين المتنازعين وحل القضايا بطرق ودية، حفاظاً على تماسك المجتمع والهوية اليمنية والأعراف والأسلاف القبلية الأصيلة.

محاولة قوى العدوان استغلال القضايا المجتمعية وإثارتها وتوظيفها بشكل خسيس لزعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة بائت بالفشل، وخاب صنيعهم، بتحرك أحرار اليمن لمواجهة مؤامرة العدوان، وإفشالها عبر حلحلة الكثير من القضايا المجتمعية.

عضو السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، حذّر -خلال صلح قبلي لحل قضيتي قتل في مديرية المخادر بمحافظة إب في ديسمبر الماضي- من مخططات العدو التي يسعى لتنفيذها في محاولة استهداف الجبهة الداخلية والصف الوطني، من خلال إثارة الفتن والنعرات، وبث الشائعات وتأجيج الأوضاع عبر استغلال القضايا والثارات.

وأكد أن مساعي العدو ومؤامراته سقطت بوعي وثبات أحرار اليمن وحرصهم على التلاحم ووحدة الصف الداخلي وتماسك الجبهة الداخلية.. وقال: "لولا وقوف أحرار هذا البلد بقلوب صافية وعزائم لا تلين وإيمان راسخ، وثبات منقطع النظير لمواجهة هذا العدو لكان اليوم بلدنا وشعبنا مرتعاً للفوضى والاقتتال والنهب المنظم للمقدرات والثروات".

وأوضح محمد علي الحوثي أن أحرار اليمن وقبائلها الأصيلة تتلاحم وتتسامح فيما بينها، وسيتجهون بهبّة شعبية نحو العدو دون تأخر أو تراجع، للثأر منه الذي يعمل كل ما في وسعه على قتل الشعب، وتدمير بنيته التحتية وإثارة المشاكل داخل أوساط المجتمع.

وأضاف: "يهمنا أن يكون مجتمعنا خالياً من الثارات والاختلافات والصراعات، ويتوحّد الجميع ضد المؤامرات والعدو الخارجي الذي طغى وتجبّر واستبد بشعبنا ودمّر مقدراتنا وينهب ثرواتنا ويحتل أجزاء من بلدنا".

بدوره، أوضح محسن الدّحني، أحد مشايخ بني حشيش، أن معالجة القضايا المجتمعية تحتل أولوية لما تشكله من معوقات في عملية التنمية واستقرار حياة المواطن.

وأشار إلى أنه ساهم في حل 300 قضية قتل على مستوى اليمن، ومعالجتها في إطار لجان الوساطات المشكلة لتقريب وجهات النظر بين المتنازعين والمتخاصمين.

وأكد الشيخ الدّحني أهمية إنهاء القضايا المجتمعية وإصلاح ذات البين، انطلاقاً من قوله تعالى "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً".

تعزيز التلاحم الوطني وتوحيد الصفوف، وإنهاء القضايا المجتمعية، وأبرزها قضايا الثارات، خطوة متقدمة، يتجه من خلالها الجميع لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والسلام والتكامل والتسامح والعيش الكريم بين أبناء اليمن.