لندن-سبأ:
اكتشف علماء الأحياء أن النمل لديهم شكلهم الخاص من الشرب الاجتماعي، وأن مشروبهم المفضل هو نوع من "الحليب" المليء بالمغذيات الذي يخرج من صغارهم وتشارك المستعمرة بأكملها ، من أحدث الصغار إلى البالغين في الشرب.
وتفرز خادرة النمل هذا السائل بكميات كبيرة خلال مرحلة معينة من تطورها. ويبدو أنه مزيج من السوائل المتساقطة ، والتي تشمل المنتجات المتدهورة من بشرة الخادرة القديمة جنبًا إلى جنب مع الإنزيمات التي تكسرها.
ويقول دانييل كروناور ، عالم الأحياء بجامعة روكفلر : "في الأيام القليلة الأولى بعد الفقس ، تعتمد اليرقات على السائل تقريبًا مثلما يعتمد المولود الجديد على الحليب" ...والكبار أيضًا يشربونه بينهم ، وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح ما يفعله للبالغين ، إلا أننا على ثقة من أنه يؤثر على التمثيل الغذائي وعلم وظائف الأعضاء."
وأثناء البحث في الأصل عن كيفية تأثير العزلة الاجتماعية على النمل ، لاحظ عالم الأخلاق بجامعة روكفلر أورلي سنير وزملاؤه طقوس الشرب هذه. وبعد عزل الشرانق من المستعمرة ، أزال الباحثون السائل يدويًا لبعض النمل الصغار لكنهم تركوا الآخرين بمفردهم.وكانت النتائج مذهلة.
وكتب الباحثون في ورقتهم التي نشرتها دورية مجلة نيتشر العلمية الأسبوعية : "إذا لم نقم بإزالة السائل من الشرانق المعزولة في ظل ظروف تربية نظيفة ، فإنها تغرق في إفرازها" .
واستسلمت الشرانق الأخرى التي تم الاحتفاظ بها في صناديق عش مستعملة ، بدلاً من بيئة معقمة ، للعدوى الفطرية. ولكن أولئك الذين عادوا إلى المستعمرة بمجرد ظهور "اللبن" لديهم معدل عالٍ من البقاء على قيد الحياة.
ويخلص سنير وفريقه إلى أن "هذا يدل على أنه في سياق المستعمرة ، تعتمد الشرانق على البالغين لإزالة الإفرازات ، وإلا سيموتون" .
والنمل النسيلي العامل المهاجم يضع يرقات صغيرة على الخادرة ، حيث تتغذى على إفرازات العذراء ،بحسب دانيال كروناور.
وينتج النمل الصغير "اللبن" الخاص به خلال أكثر مراحل نموه خمولًا - بينما يتحول من اليرقات إلى البالغين ، مباشرة بعد اكتساب الصبغة. هذه المرحلة تتزامن مع فقس مجموعة اليرقات التالية.
وباستخدام صبغة الطعام الزرقاء ، تمكن الفريق من إظهار الصغار وهم يشربون الحليب أيضًا.
ويقوم القائمين على رعايتهم من البالغين بحملهم بعناية ووضعهم على أشقائهم الأشقاء الأكبر سنًا لتناول مشروب. إذا لم تتلق يرقات حديثي الولادة السائل في الأيام القليلة الأولى من الحياة ، فمن المرجح أن تموت.
وحدد الفريق أيضًا الهرمونات والمواد النشطة عصبيًا في حليب الخادرة ، إلى جانب الأحماض الأمينية والسكريات والفيتامينات .
وبينما كانت التجارب الأولية على النمل المهاجم النسيلي ( Ooceraea biroi ) ، وجد سنير وزملاؤه أن نفس العملية حدثت في نوع واحد على الأقل عبر خمس عائلات فرعية رئيسية للنمل.
ويوضح كروناور : "من المحتمل أن يكون قد تطور مرة واحدة ، في وقت مبكر من تطور النمل ، أو حتى قبل تطور النمل" .
والنمل الفردي مرتبط ببعضه البعض داخل مستعمرته ، وغالبًا ما يتم تشبيهه بالعمل الجماعي ككائن حي واحد - كل طبقة اجتماعية لها دور محدد مثل نوع واحد من الأنسجة أو الأعضاء.
ومن غير الواضح كيف يؤثر سائل الخادرة على البنية الاجتماعية للنمل ، لكن الباحثين حريصون على اكتشافه.
ويقول كروناور: "الطريقة التي يستخدم بها النمل هذا السائل تخلق تبعية بين مراحل النمو المختلفة" . "إنه يظهر فقط إلى أي مدى تعمل مستعمرات النمل كوحدة متكاملة."
وهذه ليست المرة الأولى الغريبة التي يتم فيها إفراز النمل وهو يتذوق ، لكنه اكتشاف جديد مذهل نظرًا لأن هذه المجموعة من الحيوانات قد خضعت للدراسة المكثفة لأكثر من قرن .