أدباء ومفكرون: ستظل مدرسة الدكتور عبد العزيز المقالح باقية بقاء اليمن


https://www.saba.ye/ar/news3213174.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
أدباء ومفكرون: ستظل مدرسة الدكتور عبد العزيز المقالح باقية بقاء اليمن
[29/ نوفمبر/2022]
صنعاء - سبأ:

وسط حزن وألم عميقين، ودع اليمنيون اليوم، شاعر اليمن الكبير الأديب الدكتور عبدالعزيز المقالح، الذي توفاه المولى عز وجل يوم أمس عن عمر ناهز 85 عاماً، زاخرة بالعطاء الأدبي والثقافي.

واحتشد الكثير من أبناء اليمن، اليوم مشاركين في تشييع جثمان فقيد الوطن، ومواراته الثرى في مشهد يعكس مدى حبهم للشاعر والأديب والمثقف والمبدع الدكتور المقالح الذي أثرى الساحة اليمنية والعربية بعشرات الكتب الشعرية والنقدية والفكرية وغيرها من الدراسات العلمية برز من خلالها علم من أعلام القصيدة والأدب العربي.

وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) سلطت الضوء على مسيرة حياة فقيد الوطن، ومآثره ومواقفه وإسهاماته الأدبية والثقافية وخرجت بحصيلة رصدها الاستطلاع الآتي:

وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب، عبر عن تعازيه لأبناء وأسرة الفقيد وأبناء محافظة إب والوطن الكبير في رحيل هذه القامة الأدبية والفكرية التي مثلت أحد مشاعل التنوير على مستوى الوطن وخارجه في مرحلة مهمة من تاريخ اليمن الحديث.

وأكد أن التعليم العالي فقد برحيل الدكتور المقالح أحد مؤسسيه وبناة صروح التعليم في اليمن من خلال رئاسته لجامعة صنعاء أم الجامعات اليمنية، والتي كان للكثير شرف الدراسة فيها أثناء رئاسته لها، ومن خلال ما قدّمه للمكتبة اليمنية والجامعية من تراث أدبي وفكري وأكاديمي.

رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس، أكد أن رحيل الدكتور المقالح مثل خسارة علمية وأكاديمية وأدبية على مستوى اليمن والأمة كونه كان مدرسة فكرية وشعرية في الحداثة وكان صاحب مواقف وطنية.

ولفت إلى أن جامعة صنعاء خسرت برحيل الفقيد أحد مؤسسيها الفعليين الذين أرسوا القواعد القانونية للعمل الأكاديمي بالجامعة وكافة الجامعات اليمنية، مشيرا إلى إشراف المقالح على البنية التحتية والقانونية والأكاديمية لجامعة صنعاء منذ 1982م حتى 2001م.

واعتبر الدكتور القاسم، رحيل الشاعر والأديب والمفكر اليمني الكبير الدكتور المقالح حدثاً جللاً في المشهد الثقافي والأكاديمي اليمني والعربي والذي أثراه بإسهاماته وعطاءته الأكاديمية والفكرية والأدبية والتي ستظل حاضرة في ذاكرة الأجيال.

كما أكد أن الجامعة ستعمل على تبني فكر الدكتور المقالح بتخصيص جناح في المكتبة المركزية يضم كافة الأعمال الإبداعية التي أنتجها من مؤلفاته وأفكاره ورؤاه وجعل مدرسته الثقافية محطة للعمل والبحوث الأكاديمية والرسائل العلمية في المستقبل.

نقيب الصحفيين الأسبق الأديب والكاتب عبدالباري طاهر، أكد أن رحيل الدكتور عبد العزيز المقالح مثل فاجعة وخسارة كبيرة للوسط الأدبي والثقافي في اليمن وخارجه.

وأشار إلى أن الشاعر المقالح الذي ما انحنى يوماً، قارع بقلمه وبمسلكه وبإبداعه الشعري والنقدي والأدبي أزمنة الطغيان والقهر، مؤكداً أن شاعر اليمن وناقدها الدكتور عبد العزيز المقالح كان في طليعة الداعين للثورة والتحرر والجمهورية، انتمى باكرا إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وغادره باكراً وكانت صلاته عميقة بتنظيم الضباط الأحرار.

وأفاد بأن صوت الفقيد كان داويا في إذاعة البيان الأول للثورة السبتمبرية صبيحة 26 من سبتمبر ١٩٦٢م، لافتاً إلى أن الفقيد كان رائد الحداثة والتنوير في اليمن والأب الروحي لتيار الشعراء الشباب ودعاة الحداثة والتجديد، وقد ترك إرثاً أدبياً وشعرياً ونقدياً غمر المكتبة اليمنية والعربية بمؤلفاته الكاثرة.

وبين طاهر، أن الشاعر الكبير والأديب المقالح نسج علاقات متميزة مع عديد من أدباء وشعراء ومثقفي الأمة العربية والعالم وفتح أبواب اليمن أمام ملتقيات أدبية وثقافية منذ عودته لليمن من مصر أواخر سبعينيات القرن الماضي ودافع عن قضايا شعبه وأمته بإبداع شعري يتجاوز الـ 15 ديواناً، إضافة إلى كتاباته في الصحف والمجلات اليمنية والعربية.

ولفت إلى أن الفقيد درس العامية في الأدب الشعبي اليمني في رسالته للدكتوراه وكانت رسالته للماجستير عن الخصائص الموضوعية والفنية في الشعر المعاصر، مشيرا إلى أن الفقيد أفنى سنوات عمره في الإحياء الأدبي والتجديد الشعري والتعليم كمدير ورئيس لمركز الدراسات والبحوث اليمني وتقديم المثل الأعلى سلوكاً وتواضعاً وزهداً.

فيما قال رئيس اللجنة الاستشارية العليا بالمجلس السياسي الأعلى - رئيس تنظيم التصحيح، مجاهد القهالي، "إن فقيد الوطن الدكتور عبد العزيز المقالح غادرناً جسداً، لكن سيرته ومآثره وبصماته التاريخية وأثره ستبقى في أذهان ومشاعر الناس".

وأكد أن مآثر فقيد الوطن الدكتور المقالح تجسدت في كثير من المواقف الوطنية باعتباره أحد صناع الثورة والجمهورية والصمود والتحدي للصعاب التي مر بها اليمن من خلال الكلمة والموقف والقصيدة التي استطاع أن يخوض فيها صراع مع الظلم والفساد وأشكال التخلف.

ولفت القهالي إلى أن الفقيد الراحل استطاع أن يُخلد في ذاكرة الشعب من خلال مواقفه الوطنية والمخلصة لقضايا شعبه وأمته والتعبير عنها بالكلمة والقصيدة الحرة، مبيناً أن الفقيد كان علماً بارزاً من أعلام اليمن، ويعدل مدرسة كبيرة لكل من عرفه ولكل من تتلمذ على يديه، كما كان رجل لكل المراحل التي مرت بها البلاد كافح وجاهد وناضل ضد كثير من الطغاة بشعره وقصيدته الحديثة وأدبه وفكره.

وأكد أن المقالح استطاع أن يوحد قلوب اليمنيين على الموقف الوطني الصحيح الصلب الذي لا يتراجع بكلمته، موضحا أن هذا الرجل الذي لا يختلف عليه اثنان رحل اليوم لكنه سيبقى خالداً في مشاعر اليمنيين ووجدانهم.

بدوره قال أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة صنعاء، الدكتور حمود العودي، "اليوم نودع هامة كبيرة هو الدكتور عبدالعزيز المقالح، ونقول إن الشهداء عند الله أحياء والعظماء أيضاً هم أحياء عند الله تعالى وخلقه بما يتركونه من آثار وإبداعات وقدوة حسنة وأعمال تقتدي بها الأجيال التي عاشت معهم".

ولفت إلى أن الدكتور المقالح أعطى اليمن الكثير، ما يجعله حياً في وجدان الشعب، لأن من غادر الوطن اليوم هو جسده، أما أعماله ومواقفه الوطنية فستظل رمزاً لكل إنسان ينهج النهج الوطني النظيف من أجل الوطن والبلد والشعب والأهل.

وقال الدكتور العودي" إن الوطن ليدمع والقلب ليخشع ولكن لا نقول إلا إنا لله وإنآ إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

من جهته عبر شقيق الفقيد صالح المقالح عن الألم والحزن الذي أصابه وأسرته والشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بفقدان الأديب والشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح.

وابتهل إلى المولى جلّت قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان ويسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.

من جانبه أوضح الشاعر الحارث الشميري، أن اليمن ودع اليوم هامة وطنية، وأحد عمالقته وعظمائه الكبار، ونسأل الله أن يعوض اليمن ويخلف عليه بالخير.

وقال "نحن في خزيمة ندخل إلى آخر قطبين للشعر العربي كله، الشاعر الكبير عبدالله البردوني في جهة، واليوم نأتي بصاحبه قطب الشعر الحديث الذي قدّم للشعر الحديث ما لم يقدّمه أحد ".

وأضاف الشاعر الشميري" اليمن يعيش حالة من الحزن ويودع نفسه في هذا المقام، ونسأل الله تعالى أن يخلف عليه بالخير ويرزقه من العلماء والأدباء، ويبعث عليه من الشعراء العمالقة الذين يحملون الدور الثقافي والوطني ما يرفعه محلياً وعربياً ودولياً".

الشاعر والكاتب محمد الأشول، أدلى بشهادة عن الدكتور المقالح، عبر في مستهلها عن خالص العزاء لرحيل قامة وطنية وفكرية وثقافية، الدكتور عبد العزيز المقالح رائد التحديث والتطوير الشعري والأدبي في اليمن.

وأشار إلى أن رسالة الماجستير العلمية للفقيد كانت عن الأدب المعاصر والدكتوراه في الشعر الشعبي باليمن، ما جعل إنتاجه يصب في تنوير الأجيال الجديدة والصاعدة في مجالي الشعر والأدب.

وأثنى على مناقب وإسهامات الدكتور المقالح في دعم ورعاية الشعراء الجدد وتزكية عضويتهم في اتحاد الأدباء.

وعدّ رحيل المقالح خسارة وطنية وإنسانية باعتباره رمزاً للأمة بكل ما تعنيه الكلمة من خلال رد الفعل الذي أحدثته وفاته على مستوى اليمن والوطن العربي.. لافتاً إلى أن الفقيد كان يعتبر اليد التي امتدت للشعراء الشباب للعبور نحو الصعود وإعطائهم فسحة من الأمل والإبداع.

في حين سرد الشاعر محمد عبد السلام منصور رفيق درب الفقيد منذ 65 عاماً، حكايته وعلاقته بالشاعر المقالح بالقول "منذ شبابه الباكر جاء إلى صنعاء من الريف وكان مسكوناً بحب اليمن ومتألماً على التخلف الذي ما يزال يرزح فيه، وهب نفسه لأهداف نبيلة بحبه لليمن والعمل من أجل تقدمه، وأدرك أن الجهل أول ما يمكن أن يتجاوزه الشعب في سبيل ذلك".

وأضاف "ذهب الفقيد مع والده إلى حجة ودرس الأدب والشعر على أيدي كثير من الأساتذة الأحرار منهم أحمد محمد النعمان، ثم رجع صنعاء مذيعاً ومدرساً وكان قد بدأ يكتب الشعر تحت اسم مستعار وتطور في ذلك الوقت، هدفه إخراج اليمن من بوتقة التخلف بثورة 26 سبتمبر، حيث يُعد أول من أذاع بيان ثورة 26 سبتمبر وأهدافها".

وتابع الشاعر منصور" انتقل الفقيد إلى مصر بعد تحقيق الثورة للدراسة العليا وعاد إلى اليمن نابغة في الشعر والثقافة والأدب والنقد وعلماً من أعلام الثقافة العربية إلى أن تولى رئاسة جامعة صنعاء، واستطاع إثراء المكتبة العربية بالشعر والنقد والأدب والأفكار إلى جانب مقالاته الصحفية الأسبوعية واليومية".

ونوه بدور الفقيد كأستاذ وباحث في مركز الدراسات والبحوث والذي تمكن من النهوض بواقع الثقافة العربية.. مؤكداً أن الشاعر المقالح أدرك مبكراً وسارع في تدريب شعراء وأدباء شباب أصبحوا اليوم أعلاما ثقافية على مستوى الوطن العربي ليسدوا الفراغ الذي سيتركه بعد موته وتوصيتهم بالسير على نهجه.

الشاعر والصحفي صلاح المقداد عبر عن الحزن لرحيل مفكر وأديب وشاعر اليمن الدكتور المقالح وما سيتركه من فراغ على الساحة الأدبية والفكرية.

وأكد أن الموت غيب نجما ساطعا من نجوم الأدب والشعر والفكر والثقافة في اليمن والعالم العربي، هو الدكتور عبد العزيز المقالح.

وأشار إلى أن اليمن حزين برحيل آخر العظماء والعمالقة، النجم اليماني الوضاء الذي انتصر منذ زمن بعيد لفجر الثورة والتحرر.

من جانبه عبر الناقد والكاتب العربي الدكتور حاتم الصكر عن الحزن والأسى لرحيل أديب وشاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح.

وقال :"تستيقظ على خبر رحيل عبدالعزيز المقالح وتتقاطر أعوام صنعاء الستة عشر، وما قبلها جواره وقربه حتى في أعوام الاغتراب الأخيرة وصوته عبر الهاتف بالهدوء ذاته والحميمية واللهفة التي تعرف".

ووصف الفقيد بالصديق والمعلم والمبدع.. لافتاً إلى البساطة التي تحلى بها الشاعر المقالح في مجلسه الأسبوعي ولقاءاته اليومية والتي تبهر مَن يعرفه أو يلتقيه، حيث قلبه متسع للجميع ومحبة نادرة في زمن صعب اللحظات والوقائع.

وقال الدكتور الصكر" المقالح يعد أول شاعر يقرأ له ديواناً كاملاً عن أصدقائه، ودرسٌ في الوفاء والتواضع، قيم تتلخص في سيرته، وقلَّ أن يُجمع الناس على مثله، الكلمات لا تفيه حقه، ولا تحمل ثقل الحزن الذي اخترق القلب، صار للموت طقس نعيشه ونعبره، ويعيش معنا، لكن فقْد المقالح مما لا يحتمله قلب وهو في وهن دائم".

وأضاف" شمس صنعاء ستفتقد المقالح وهي تطلع صباح اليوم، فلا ترى وجهه الذي أحب تراب مدينته وناسها، واستوعب قلبه تلك الطيبة والمحبة، سيكون ثمة ظلام شاسع بدونه، وسنفتقد معه الكثير مما كان يمنح الصداقة بإنسانيته المتأصلة".

واختتم حديثه بالقول "المقالح ترك من الكلمات والأفعال ما يؤنس وحشتنا قليلاً بعد الرحيل ويجعل وجوده بيننا دائما".