نجاح نوعي للجمعيات وإنجاز ألف و212 مبادرة مجتمعية بمحافظة صنعاء


https://www.saba.ye/ar/news3201984.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
نجاح نوعي للجمعيات وإنجاز ألف و212 مبادرة مجتمعية بمحافظة صنعاء
[09/ سبتمبر/2022]
صنعاء - سبأ: جميل القشم

حققت محافظة صنعاء، خلال العام 2021 والنصف الأول من العام الجاري، إنجازات نوعية لحصاد تأسيس الجمعيات وإرساء قواعد العمل التنموي المجتمعي، وفق طرق علمية حديثة ساهمت في ترسيخ ثقافة المبادرة لتلبية احتياجات المجتمع ومواجهة التحديات الاقتصادية.

ومن بين ركام تحديات العدوان والحصار، التي مثلت العائق الأبرز أمام توفير الخدمات وتلبية احتياجات المجتمع، أثمرت الجهود في إيجاد خيارات استراتيجية وبدائل عملية للاعتماد على الذات، وكسر رهان العدو بخارطة عمل تجلت آثارها في الميدان.

ومن ضمن التوجّهات لتخفيف معاناة المجتمع، سعت قيادة المحافظة، خلال العام 2020، إلى تأسيس أربع جمعيات تعاونية زراعية متعددة الأغراض على مستوى القطاعات الجغرافية للمحافظة، ترتكز أهدافها على فتح باب الاكتتاب والمساهمة المجتمعية والاستثمار في مشاريع هادفة لخدمة المجتمع.

وفي مهد ولادة الجمعيات، التي بلغ عدد الأعضاء المساهمين فيها خمسة آلاف و742 عضوا، بإجمالي 14 ألفاً و797 سهماً، وبرأس مال 149 مليوناً و262 ألف ريال، اتجهت كل جمعية منها في القطاعات الأربعة إلى تنفيذ مشاريع صغيرة في دعم القطاع الزراعي وبناء شراكة واسعه مع المجتمع في مختلف المديريات.

تعزّزت الرؤى بأهمية دور الجمعيات، من خلال توجه الجهود في المرحلة الثانية لتأسيس 120 جمعية تنموية اجتماعية على مستوى عزل مديريات المحافظة، التي تمثل امتدادا للجمعيات التعاونية وشريكاً أساسياً لها في الحشد التنموي، وتنفيذ المبادرات والأنشطة والبرامج المجتمعية والمشاريع في مختلف المجالات.

ركّزت الجمعيات التعاونية الزراعية والجمعيات التنموية في أولى مراحل انطلاقها نحو المجتمع على برامج بناء القدرات، بالتنسيق مع مؤسسة بنيان واللجنة الزراعية والسمكية العليا، فكان الحصاد تأهيل ألف و500 متطوع ضمن برنامج فرسان التنمية و200 مدرب تنموي، تجلّت جهودهم في تحفيز تنفيذ المبادرات المجتمعية ودعم الجبهة الزراعية.

وسعيا منها في تقييم احتياجات المجتمع المحلي وفق أسس علمية ومنهجية لتأسيس قاعدة بيانات دقيقة، نفّذت الجمعيات المسح التنموي الشامل في كافة عزل المديريات، عبر أربعة آلاف و200 باحث تم تدريبهم على جمع البيانات وآليات ومعايير المسح، ويجري حالياً الترتيب لإدخال البيانات آلياً وبما يساعد صناع القرار على تنفيذ المشاريع.

واستشعاراً منها بأهمية التوجّه للزراعة وتوعية المجتمع باستغلال الإمكانات والفرص لتحقيق الاكتفاء الذاتي، أسهمت جمعيات قطاع المحافظة والجمعيات التنموية في تأهيل سبعة آلاف متطوع ضمن المرحلة الثانية للنهضة الزراعية، وكذا تأهيل 36 من قيادات الجمعيات التعاونية وبناء قدراتهم في العمل التنموي والزراعي.

لم تقتصر جهود هذه الجمعيات على بناء القدرات والتدريب فحسب، بل انطلقت نحو الميدان بأول تجربة لبناء شراكة مع المجتمع من خلال مشروع الزراعة التعاقدية لمحصول الثوم في مساحة تقدر بنحو ستة آلاف و400 لبنة، الذي فاق مردوده كل التوقعات وتحقيق الرضا والتنافس في أوساط المزارعين.

وتجلّت ثمار عمل الجمعيات ضمن المرحلة الأولى لأعمالها في زراعة بذور محاصيل الحبوب، واستغلال نحو ألفي لبنة زراعية، وتوزيع أكثر من 50 طناً من حبوب القمح المنتخب، وأكثر من 20 طناً من بذور الثوم على المزارعين.

وتحفيزاً لدور الجمعيات التعاونية الزراعية في دعم الثورة الزراعية من خلال التخطيط لمشاريع هادفة يستفيد منها المجتمع الزراعي في مناطق الزراعية المستهدفة، تبنّى محافظ المحافظة مبادرة لمساندة جهود الجمعيات الأربع بمبلغ 100 مليون ريال.

وعقب هذه المبادرة، نفّذت الجمعيات الأربع خطوات عملية لترجمة توجيهات قيادة المحافظة، منها: استئجار أراضٍ زراعية في منطقة سعدان ببلاد الروس، المعروفة بخصوبتها الزراعية، وتدشين مشروع تركيب منظومات شمسية بالتعاقد مع الأهالي لتحفيزهم على زراعة الحبوب، وتبنّي مشاريع عملية لدعم الثروة الحيوانية، وغيرها من الأنشطة.

رسمت الجمعيات التعاونية والتنموية، منذ بدء تأسيسها، خارطة طريق واضحة في خدمة المجتمع المحلي، ونتج عن برامج التدريب والتأهيل وبناء قدرات فرسان التنمية تنفيذ ألف و212 مبادرة مجتمعية في مختلف المجالات الخدمية والزراعية وغيرها، التي مثلت إنجازاً نوعياً لتوفير احتياجات المواطنين.

وأوضح تقرير صادر عن لجنة التقارير في ديوان المحافظة، أن عدد المبادرات المنجزة، خلال العام 2021م، بلغت 823 مبادرة، توزّعت على 294 مبادرة في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، و178 في الطرق، وتسع في الصحة والبيئة، و90 في المياه، و19 في التربية، و58 في الأوقاف والثقافة والتراث، و26 تكافل اجتماعي، و125 تنمية مجتمع وشباب، و24 مبادرة توعوية.

وحسب التقرير، استفاد مليون و484 ألفاً و830 نسمة من تلك المبادرات التي نفذها 14 ألفاً و14 متطوعاً في 17 مديرية بتكلفة مليار و927 مليوناً و982 ألف ريال .. مبيناً أن المجتمع المحلي ساهم في تمويل المبادرات بمبلغ مليار و712 مليونا و862 ألف ريال.

وبيّن تقرير آخر للجنة التقارير أن عدد المبادرات المنجزة، خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ 389 مبادرة، توزّعت على 31 مبادرة في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، و100 في الطرق، وخمس في الصحة والبيئة، و94 في المياه، و29 في التعليم، و39 في الأوقاف والتراث، و58 تكافلاً اجتماعياً، وأربع في النظافة، و21 تنمية مجتمع وشباب، وثماني مبادرات أخرى.

وأشار إلى أن تكلفة تلك المبادرات، التي تم تنفيذها خلال الفترة من يناير - يونيو، بلغت 908 ملايين و448 ألف ريال، بينها 719 مليوناً و612 ألف ريال مساهمة المجتمع في دعم وتمويل إنجاز هذه المشاريع الذاتية، التي استفاد منها آلاف المواطنين في مختلف مناطق مديريات محافظة صنعاء.

وفي هذا الإطار أوضح محافظ صنعاء، عبدالباسط الهادي، أنه تم إنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية وكذا الجمعيات التنموية، ضمن خطة استراتيجية لتعزيز الصمود والمضي في مواجهة التحدّيات الناتجة عن استمرار العدوان والحصار.

ونوّه بجهود وثمار عمل الجمعيات في تحريك طاقات المجتمع كشريك أساسي في صناعة التنمية وتوفير الاحتياجات الخدمية بسواعد ومبادرات أبنائه، وعدم الاعتماد على الغير .. مشيداً بالنجاح النوعي الذي تحقق للمحافظة خلال عام ونصف، في إنجاز مبادرات واسعة تصب في خدمة المجتمع.

واعتبر الهادي، مشاريع الجمعيات أولوية استراتيجية لمواجهة مخططات التجويع، التي تتبناها دول العدوان، وبارقة أمل لحشد جهود المجتمع لاستغلال الإمكانات المتاحة ودعم مشاريع إنتاجية ومبادرات مجتمعية لتفعيل التنمية المحلية.

وقال :"خضنا، خلال الفترة الماضية، تحدياً كبيراً في تأسيس وإنشاء أربع جمعيات تعاونية، و120 جمعية تنموية اجتماعية خيرية لإيجاد نهضة شاملة على مستوى قطاعات المحافظة، وصولاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتجلّت مؤشراتها في مختلف المجالات".

وأشار المحافظ الهادي إلى ما تمثله هذه الجمعيات والمبادرات من أهمية في مختلف المجالات التنموية والخدمية .. منوهاً بما تزخر به محافظة صنعاء من فرص ومقوّمات في مجالات الزراعة والصناعة والاستثمار والسياحة والبيئة، لتحقيق نهضة تنموية.

وأكد المضي في دعم مثل هذه المشاريع، والإسهام في ترجمة أهداف وبرامج الجمعيات بما يجسّد الرؤى التنموية، تنفيذا لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.

وفي ظل استمرار التحديات، التي يشهدها الوطن، تمثل الجمعيات والمبادرات مطلباً أساسياً ضمن خيارات المواجهة التي يخوضها أبناء الشعب اليمني لصد المخططات، وتجسيد الهوية اليمنية في تعزيز قيم العطاء وغرس ثقافة مجتمعية، تسهم في النهوض بالتنمية.