في ذكرى إحراق الأقصى الـ53.. العدو الصهيوني مستمر في سياسة السيطرة عليه وتهويده


https://www.saba.ye/ar/news3199570.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
في ذكرى إحراق الأقصى الـ53.. العدو الصهيوني مستمر في سياسة السيطرة عليه وتهويده
[21/ أغسطس/2022]

عواصم- سبأ : مرزاح العسل

في ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك الـ53 التي تصادف اليوم الأحد.. يواصل العدو الصهيوني ومستوطنيه سياسة التهويد والسيطرة على المسجد في إطار هدمه لبناء ما يسمى بـ"الهيكل المزعوم" في ظل صمت عربي وإسلامي مخزي تجاه مسؤولياتهم في حماية المقدسات الإسلامية.

ففي مثل هذا اليوم الـ21 من شهر أغسطس من عام 1969م، أقدم مستوطن صهيوني أسترالي الجنسية يدعى "دينس مايكل" جاء إلى فلسطين باسم السياحة، على إشعال النار في الجامع القبْلي في المسجد الاقصى، وشب حريق ضخم التهمت نيرانه كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة.

الجريمة المدبرة من قبل الصهيوني مايكل دينس روهن (1941 - 1995) أحدثت فوضى عارمة في العالم وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، وفي اليوم التالي لاندلاع الحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في ساحة المسجد الأقصى الخارجية وعمت مظاهرات في أرجاء القدس احتجاجاً على هذا الحريق، وكان من تداعياته عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في العاصمة المغربية الرباط.

وقام العدو الصهيوني آنذاك بقطع المياه عن كل المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك في اليوم نفسه الذي اندلع فيه الحريق، وتعمَّدت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية العدو بالقدس التأخير حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.

في هذا السياق أكد مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، في تصريح خاص لوكالة "فلسطين اليوم "إن الشعب الفلسطيني منذ احتلال القدس وحتى اليوم، مُصمم على استمرار حالة القتال والمواجهة دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولا يمكن أن تهدأ جذوة الجهاد والمقاومة قبل أن تحرير فلسطين واستعادة المسجد الأقصى المبارك".

وأضاف: "في الذكرى الـ53 لإحراق المسجد الأقصى، أن الحريق الذي اشتعل في المسجد الأقصى المبارك قبل 53 عاماً لازال مشتعلاً ويمثل أوجه الإرهاب الصهيوني الذي يستهدف أحد أقدس مقدسات المسلمين وهو المسجد الأقصى المبارك".

وشدد على أن القدس هي قلب الصراع ولم يتخلَ أي فلسطيني عن دوره وواجباته المقدسة، ومعركة الدفاع عن القدس والأقصى.

خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، بدوره حذر في تصريح له نقلته وكالة "فلسطين اليوم" السبت، من أن القدس ومسجدها يمران بمرحلة خطيرة وصعبة جدًا ومن أن الحرائق في الأقصى والقدس لم تنته.

وقال الشيخ صبري: إن "عمليات الاقتحامات ومصادرة أملاك المقدسيين والتهويد واغتصاب الأراضي والسجن والإبعاد والفصل العنصري مستمرة بطريقة متصاعدة وغير مسبوقة".. مشدّدًا على أن الدفاع عن القدس والأقصى المبارك وحمايتهما ونصرتهما واجب على كل مسلم حتى التحرير.

وأضاف: "لن يتحرر الأقصى ولن تسترجع الحقوق المغتصبة إلا بالعمل والجهاد في سبيل الله، وهذا عقيدة وإيمان واستجابة لحكم العزيز المنان".

وأكد الشيخ صبري أن الأقصى يتعرض لسلسلة اعتداءات آثمة متكررة تستهدف تكريس حالة جديدة وأمر واقع فضلاً عن تهويد المكان والمقدسات وبناء "الهيكل المزعوم".. لافتاً إلى أن "الأقصى يعاني من محاولات عزله عن أهله ومنع المسلمين من الصلاة فيه".

ودعا الشيخ صبري في ختام تصريحه، إلى دعم صمود المقدسيين والمساهمة في مشاريع التعليم وإعمار المسجد بالمصلين وترميمه في إطار مواجهة العدو الصهيوني وسياسته التهويدية.

من جانبه.. قال النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الشيخ يوسف جمعة سلامة، في تصريح له اليوم السبت، نقله موقع "دنيا الوطن" الإخباري: إن "الذكرى الـ53 لإحراق المسجد الأقصى المبارك تمر في ظل تعرض المدينة المقدسة لهجمة شرسة وسط صمت عالمي".

وأضاف: "تمر بنا في هذه الأيام ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك... حيث امتدت الأيادي الآثمة المجرمة لإحراق المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين وقد أضرمت النار في محرابه وزواياه وأروقته، وأتت النار على مساحات من المسجد القبلي وأصبح منبر البطل صلاح الدين أثر بعد عين".

وشدد على أن ذكرى إحراق المسجد الأقصى تأتي هذه الأيام والمدينة المقدسة تتعرض لهجمة شرسة على يد سلطات العدو الصهيوني التي تستهدف الإنسان والمقدسات والتاريخ والحضارة وكل معلم عربي وإسلامي يتعرض لخطر الإبادة والتهويد والعالم يصم اذنيه ويغلق عينيه عما يجري في المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة".

وأكد الشيخ سلامة أن المسجد الأقصى العظيم والمقدس، يتعرض لخطر الإبادة والتهويد ويتعرض لخطر داهم حيث أن سلطات العدو الصهيوني تعمل جاهدة على فرض سيطرتها عليه وتقسيمه تمهيداً لإقامة ما يسمى بهيكله المزعوم على أنقاضه.

ولفت إلى أن الحرائق مازالت تشتعل في المسجد الأقصى والمتمثلة في التصريحات التي يرددها قادة العدو من أجل إثبات سيادتهم على المسجد الأقصى والسماح للمستوطنين للصلاة فيه وكذلك الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى حيث يرفعون الأعلام، ويؤدون طقوسهم التلمودية ويستخدمون البوق وغير ذلك، وأيضاً الحفريات المتعددة والأنفاق العديدة التي تسببت في تقويض بنيانه وزعزعة كيانه.

وخاطب الشيخ سلامة العالم الإسلامي بالقول: "يجب عليكم أن لا تنسوا مسرى نبيكم، يجب عليكم أن تعملوا على تحريره والمحافظة عليه وتعلموا أبنائكم حب الأقصى وفلسطين، وتقفوا بجانب الأخوة المقدسيين، المرابطين الذين يشكلون الصخرة التي تتحطم جميع المؤامرات".

إلى ذلك.. اعتبر الخبير في شؤون القدس، الدكتور علي أبو راس، في تصريح لوكالة "فلسطين اليوم"، أن مرور الذكرى الـ53 عاماً على إحراق العدو الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك ومنبره على يد مستوطن صهيوني من أصول أسترالية، جاء ضمن حلقة وسلسلة استهدافات للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية التي بدأت منذ النكبة (1948) وصولاً لاحتلال القدس عام (1967).

وقال: إن "المسجد الأقصى والقدس مُستهدفان منذ النكبة، وجاء ضمن هذه الاستهدافات ارتكاب ما يمكن تسميته بمجزرة حرق الأقصى الذي طال حرق منبر صلاح الدين الأيوبي كاملاً وهو يشكل قيمة رمزية وتاريخية هامة للمسلمين".

وأضاف: "إن عمليات التهويد والاستيلاء والسيطرة على المقدسات من جماعات المستوطنين المدعومة من المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية في (تل أبيب) لم تتوقف اتجاهها، إذ تشهد القدس اقتحامات متكررة ومواجهات متصاعدة وحفريات أسفل الأرض تصل لمئات الأمتار بالإضافة لعمليات طرد السكان الأصليين والتضييق عليهم".

في السياق ذاته أكد نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات لوكالة "صفا" للأنباء، أن حرائق العدو الصهيوني وانتهاكاته بحق المقدسات ما زالت مستمرة، ولم تتوقف منذ جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، بل تعدت إلى حرائق طالت كل مناحي الحياة، لزيادة التضييق على المقدسيين.

وقال: "شاهدنا كيف عمل العدو على تفريغ حي الشيخ جراح وبلدة سلوان، وكيف حاول خلق هجرة داخلية حينما أغلق مخيم شعفاط وأصبح أكثر من 150 ألف مقدسي يعيشون خارج جدار الفصل العنصري".

وأوضح أن مدينة القدس المحتلة تشهد يوميًا عملية تفريغ لسكانها سواء عن طريق هدم المنازل أو فرض غرامات مالية، أو إقامة مستوطنات وبؤر استيطانية جديدة في المدينة.

وعن محاولات العدو الصهيوني لطمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس قال أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة العلوم الإسلامية الدكتور صالح الشورة: "تقع مثل هذه المحاولات في باب طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، وهي ليست محاولة واحدة منقطعة بل لم تتوقف الانتهاكات الصهيونية للمسجد خاصة وللقدس بشكل عام منذ الاحتلال والانتداب البريطاني سنة 1917".

وأضاف في تصريح له نقلته وكالة "بترا" الأردنية: "حيث نمت وتعاظمت عبر التاريخ، فإن كان خطر تلك الحادثة يمثل حالة فردية متطرفة، كما قيل عنها في حينها، فإنها تطورت لتصبح نهجًا استيطانيًا يعمل في الليل والنهار على هدم المسجد واقتلاع رمزيته بشتى الطرق من صدر الأمة، وإقامة الهيكل المزعوم بدلًا منه".

الباحث والمتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى عبدالله معروف أكد لوكالة "صفا"، أن العدو الصهيوني يتبع عدة وسائل تدريجية في استهدافه للمقدسات والتضييق على سكان القدس المحتلة، بهدف تعويد المقدسيين والعالم على وقائع جديدة داخل القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وأوضح معروف أن أخطر هذه الوسائل، سعي العدو الصهيوني لتفريغ القدس من سكانها، والسيطرة الكاملة على الأماكن المقدسة، كونه "يحلم بأن يرى المدينة بلا فلسطينيين مسلمين كانوا أو مسيحيين، بل أن يكون طابعها يهودي بامتياز، لأنه يعتبر كل من ليس جزءًا من مشروعه الصهيوني معاديًا له، ووجوده يشكل خطرًا على مشروعه".

الجدير ذكره أنه منذ إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969، وصولًا إلى سيطرة العدو الصهيوني على باب المغاربة، وزيادة اقتحامات المستوطنين بشكل يومي، وتكثيف الحفريات وبناء الأنفاق و"الحدائق التلمودية"، وإقامة مرافق "الهيكل" في القصور الأموية، وأيضًا التضييق على المقدسيين بالهدم والتهجير ومصادرة الأراضي والاستيطان، لم تتوقف المخاطر المحدقة حتى الآن، بل تشتد وتيرتها يومًا بعد يوم.