تحذيرات من أن السنوات الـ7 الماضية كانت الأشد ارتفاعاً للحرارة والوقت ينفد بسرعة


https://www.saba.ye/ar/news3173130.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
تحذيرات من أن السنوات الـ7 الماضية كانت الأشد ارتفاعاً للحرارة والوقت ينفد بسرعة
[26/ يناير/2022]

عواصم – سبأ:

وفقاً لبيانات الأقمار الاصطناعية الأوروبية.. حذر علماء المناخ من أن السنوات السبع الماضية كانت الأشد ارتفاعاً في درجات الحرارة منذ بدء تسجيل قياسات التغير المناخي، ذلك ما استنتجه علماء المناخ في مختلف دول العالم وأن الوقت ينفد بسرعة.

وتقول وكالة كوبرنيكوس لمراقبة التغير المناخي التابعة للاتحاد الأوروبي: إن العام المنصرم 2021م كان خامس أسخن عام، بعدما تم تسجيل درجات حرارة قياسية في بعض المناطق، مع تسجيل زيادة في كمية غازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للأرض.

وقد بقي الارتفاع في درجة حرارة الأرض في حدود 1.5 درجة مئوية من أجل كبح جماح التغير المناخي، إلا أن العلماء يحذرون من أن الوقت ينفد بسرعة.

ويؤكد العلماء أن التكاليف البيئية والبشرية والاقتصادية للارتفاع في درجات الحرارة يمكن ملاحظتها بالفعل عالمياً.

ويضيفون: إن أوروبا مرت بأسخن صيف لها، فيما تم تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في غربي الولايات المتحدة وكندا بعدة درجات، فيما اتت حرائق الغابات الشديدة في شهري يوليو وأغسطس على بلدات بأكملها تقريباً وأودت بحياة المئات من الأشخاص.

فيما يرى مدير وكالة كوبرنيكوس لمراقبة التغير المناخي كارلو بونتينبو أن "هذه الأحداث تعتبر تذكيراً صارخاً بضرورة تغيير أنماط حياتنا، واتخاذ خطوات حاسمة وفعالة نحو مجتمع مستدام والعمل على تخفيض صافي انبعاثات الكربون".

وتأتي بيانات كوبرنيكوس من مجموعة أقمار "سنتينيل" الاصطناعية التي تراقب الأرض من مدار في الفضاء، وكذلك من القياسات التي تُؤخذ من مستوى الأرض.

وتظهر البيانات أن العام 2021م كان خامس أسخن عام على الإطلاق، متفوقاً بشكل هامشي على العامين 2015 و2018م.

وتوضح أن متوسط درجة الحرارة في 2021م كان أعلى بما يتراوح بين 1.1-1.2 درجة مئوية عن متوسط درجة الحرارة خلال الفترة ما قبل الثورة الصناعية قبل حوالي 150 عاماً.

وأوضحت خدمة كوبرنيكوس أن بداية العام شهدت درجات حرارة منخفضة نسبياً مقارنة بالسنوات الأخيرة، ولكن مع حلول يونيو كانت درجات الحرارة الشهرية من بين أسخن 4 درجات مسجلة على الأقل.

وأشارت إلى أن الأماكن التي شهدت درجات حرارة أعلى من المتوسط شملت الساحل الغربي للولايات المتحدة وكندا، وشمال شرق كندا وغرينلاند، وأجزاء واسعة من شمال ووسط أفريقيا، والشرق الأوسط.

وساهمت الظاهرة المناخية المعروفة باسم "النينيا"- وهي تحدث عندما تكون درجات الحرارة السطحية للبحر أبرد- بتسجيل درجات حرارة دون المعدل في غربي وشرقي سيبيريا وفي ألاسكا ووسط وشرقي المحيط الهادي خلال بداية ونهاية العام 2021م.

ويوضح العلماء في الوكالة الاوروبية أن درجة الحرارة السنوية الإجمالية في أوروبا لم تكن من ضمن أسخن عشر سنوات مسجلة لكن صيفها كان الأسخن.

ويؤكدون أن موجة حر اجتاحت منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط في يوليو وأغسطس، وأثرت بشكل خاص على اليونان وإسبانيا وإيطاليا، خاصة في صقلية والتي بلغت فيها درجة الحرارة 48.8 درجة مئوية، محطمة الرقم القياسي الأوروبي لأعلى درجة حرارة بفارق 0.8 درجة مئوية.

وتسبب هذا الارتفاع في اندلاع حرائق في غابات تقع ي شرقي ووسط منطقة البحر الأبيض المتوسط وبخاصة في تركيا، واجتاحت أيضاً اليونان وإيطاليا وتونس والجزائر.

وبالنسبة للأمطار فقد شهدت أوروبا طقساً ماطراً بغزارة، وأدت الفيضانات العارمة إلى تدمير أجزاء من ألمانيا وبلجيكا وهولندا.

وقال العلماء في الوكالة الأوروبية: إن تركيز نوعين من الغازات في الغلاف الجوي للأرض ساهم بشكل كبير في ارتفاع وتيرة التغير المناخي في 2021م، خاصة بعدما وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون إلى 414.3 جزء من المليون العام الماضي، بمعدل زيادة مشابه لمعدل الزيادة في 2020م.

وأضاف العلماء: إن مستويات غاز الميثان في الجو زادت لتصل إلى حد غير مسبوق يقارب 1,876 جزء من المليار، وكان معدل الزيادة في مستوى غاز الميثان أعلى مما كان عليه في 2020م.

ويؤكد الخبراء في وكالة كوبرنيكوس، أن هذين المعدلين كانا عاليين جداً مقارنة ببيانات الأقمار الصناعية خلال العقدين الماضيين، وان من المهم تقليل مستويات الميثان لأنها أقوى تأثيراً من غاز ثاني أكسيد الكربون، رغم انها تدوم فترة أقل في الغلاف الجوي للأرض.

بدورها حذرت فريدريكا أوتو من معهد التغيير البيئي بجامعة أكسفورد من أننا سنشهد موجات حر أشد اضطراباً مما نشهده اليوم، حتى مع تمكننا من تحقيق تراجع كبير في الانبعاثات الغازية الحابسة للحرارة.

ونصحت أوتو بالاستثمار في عمليات التكيّف والمرونة لضمان قدرة مجتمعاتنا على تحمل درجات الحرارة المرتفعة التي يمكن أن نتوقعها في المستقبل، وذلك من خلال الاستثمار في خفض انبعاثات الكربون.