مخاوف غربية ومطالب روسية..فشل محادثات روسيا والغرب بشأن أوكرانيا


https://www.saba.ye/ar/news3172441.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
مخاوف غربية ومطالب روسية..فشل محادثات روسيا والغرب بشأن أوكرانيا
[19/ يناير/2022]

عواصم - سبأ :

أسبوع من المحادثات التي جرت في جنيف وبروكسل وفيينا مؤخرا لتخفيف حدة التوتر بين روسيا والغرب باءت بالفشل ،وذلك مع رفض واشنطن المطالب الروسية وإصرار موسكو على أن تؤخذ على محمل الجد مطالبها بضمانات أمنية شاملة بما في ذلك الحظر الدائم لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

وفي السياق،رفضت واشنطن وضع قيود على نشر القوات في دول أعضاء سابقة في حلفاء وارسو مثل بولندا ودول البلطيق التي انضمت إلى حلف الأطلسي بعد الحرب الباردة.

لكن مع ذلك،صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أن بلينكن شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "على أهمية مواصلة المسار الدبلوماسي لتهدئة التوترات".

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية أن لافروف أبلغ بلينكن أن موسكو بحاجة إلى ردود "محددة لكل مادة على حدة" من مقترحاتها "في أسرع وقت ممكن"، داعيا نظيره الأمريكي إلى "التوقف عن إصدار تكهنات حول قرب 'عدوان روسي' مزعوم".

وقال لافروف في وقت سابق إنه لن تكون هناك مفاوضات أخرى حتى يقدم الغرب إجابات مناسبة.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية الزائرة أنالينا بربوك "ننتظر الآن أجوبة على هذه المقترحات - كما وعدنا - من أجل مواصلة المفاوضات".

 من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنه دعا روسيا وأعضاء حلف شمال الأطلسي لإجراء مزيد من المناقشات بشأن أوكرانيا "في المستقبل القريب".

 والهدف من المحادثات هو "معالجة مخاوفنا، ولكن أيضا الاستماع إلى مخاوف روسيا ومحاولة إيجاد حل" للخروج من الأزمة.

وعلى خلفية تعاظم التوترات بين موسكو والغرب بشأن أوكرانيا، قدمت روسيا مقترحات لخفض التوتر مع الغرب تقضي بالحد بشكل جذري من نفوذ الولايات المتحدة وحلف الناتو في دول الاتحاد السوفياتي السابق،بينما أعربت واشنطن عن استعدادها لمناقشة المقترحات لكن بالتشاور مع حلفائها الأوروبيين.

وجاءت الخطوة الروسية غير المعتادة وسط هواجس غربية متعاظمة حيال نوايا موسكو في أوكرانيا، والمخاوف من هجوم روسي عسكري محتمل عليها.

ويتهم الأمريكيون والأوروبيون روسيا بالتحضير لهجوم عسكري عليها، كما يتهمونها بحشد عشرات آلاف العسكريين عند حدود أوكرانيا في الفترة الأخيرة تحضيرا لغزو محتمل.. بيد أن الكرملين يفند تلك المزاعم ويقول إن روسيا مهددة من الناتو الذي يسلح كييف ويزيد من انتشاره العسكري في منطقة البحر الأسود.

وينص الاقتراحان اللذان أطلق عليهما "معاهدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الضمانات الأمنية" و"اتفاق حول تدابير لضمان أمن روسيا والدول الأعضاء" في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على حظر أي توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي وكذلك إنشاء قواعد عسكرية أمريكية في الجمهوريات السوفياتية السابقة.

ومن غير المعتاد أن يعرض دبلوماسيون علنا وثائق عمل كهذه حيث إن التكتم يسمح عموما بإعطاء هامش تحرك ضروري للمفاوضين.

وفي هذا الشأن، صرح نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف أن هذه الوثائق التي سلمت مؤخرا لمسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الأمريكية "من الضروري تدوين الضمانات الأمنية لروسيا وأن تكون لها قوة القانون".

وتقع كل من الوثيقتين في أربع صفحات وتتضمنان تسعة وثمانية بنود على التوالي. وقال ريابكوف إن هذه المقترحات هي وسيلة لاستئناف التعاون الروسي-الغربي في "الغياب التام للثقة المتبادلة" مع الأخذ في الاعتبار السياسة "العدائية" لحلف شمال الأطلسي "في جوار روسيا". واعتبر المسؤول أن الأمر هو "لاستئناف العلاقة استنادا إلى صفحة بيضاء".

وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دعا الثلاثاء إلى مفاوضات "فورية" حول الضمانات التي ينبغي أن تقدم لأمن روسيا. وفي محادثات عبر الإنترنت مطلع ديسمبر طلب من نظيره الأمريكي جو بايدن ضمانات قانونية كهذه.

ومن بين التزامات أخرى، تحظر هذه المعاهدات على الولايات المتحدة إنشاء قواعد عسكرية في أي دولة من دول الاتحاد السوفياتي السابق ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي ولا حتى "استخدام بنيتها التحتية في أي نشاط عسكري أو تطوير تعاون عسكري ثنائي" معها. كما يتعهد بموجبها كل أعضاء حلف شمال الأطلسي بعدم الاستمرار في توسيع الناتو وبعدم القيام بأي "نشاط عسكري على أراضي أوكرانيا وفي بلدان أخرى من أوروبا الشرقية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى".

وأثارت أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مخاوف عميقة بشأن حشد القوات الروسية رغم نفي موسكو المتكرر التخطيط لغزو.

 وتخوض كييف حربا مع الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد أن أطاحت التظاهرات بالرئيس المتحالف مع الكرملين.

 وما زاد التوتر هو بدء روسيا وبيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا مؤخرا مناورات عسكرية مفاجئة. وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية إنها تنظم التدريبات بسبب استمرار "تفاقم" التوتر العسكري "بما في ذلك على الحدود الغربية والجنوبية لجمهورية بيلاروسيا".

وتقع بيلاروسيا على حدود أوكرانيا وكذلك بولندا العضو في الحلف الأطلسي. ولم تكشف موسكو ولا مينسك عدد القوات المشاركة، لكن مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع البيلاروسية أظهر أرتالا من المركبات العسكرية بما في ذلك دبابات يتم إنزالها من قطارات غطتها الثلوج.

والتقى المفاوضون الروس بشكل منفصل الشهر الماضي مع وفود من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لكن هذه اللقاءات فشلت في تحقيق أي نتائج ملموسة.

ولاحقا، يبدو أن الولايات المتحدة تخشى من نشر أسلحة نووية روسية في بيلاروسيا وأن يصبح تواجد قواتها التي انتشرت الاثنين في أراضي البلد المتاخم لأوكرانيا وبولندا للمشاركة في مناورات عسكرية مقررة الشهر المقبل دائما، حسبما أعلن مسؤول أمريكي رفيع الثلاثاء، مضيفا بأن توقيت انتشار تلك القوات وحجمها يثيران "مخاوف من نية روسيا شن هجوم ضد أوكرانيا".

وعبر مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأمريكية أمس الثلاثاء عن خشية الولايات المتحدة من احتمال أن يصبح تواجد القوات الروسية في بيلاروسيا لإجراء مناورات عسكرية دائما، وبالتالي يمهد لنشر أسلحة نووية روسية في هذا البلد المتاخم لأوكرانيا وبولندا.

وانتشرت  قوات عسكرية روسية في بيلاروسيا بعد إعلان الرئيس ألكسندر لوكاشينكو حليف موسكو الاثنين عن أن البلدين سيجريان مناورات عسكرية مشتركة الشهر المقبل. وجاءت الخطوة دون إشعار مسبق لدول المنطقة كما جرت العادة رفعت من مستوى التوتر مع الغرب الذي يخشى غزوا روسيا محتملا لأوكرانيا.