"أوميكرون" يكبد شركات الطيران العالمية خسائر كبيرة هي الأسوأ في تاريخها


https://www.saba.ye/ar/news3169593.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
[26/ ديسمبر/2021]

عواصم - سبأ :

مع إنتشار متحور "أوميكرون" في جميع أنحاء العالم وإغلاق الدول لأجوائها.. تلقى قطاع الطيران العالمي ضربات موجعة وخسائر كبيرة هي الأسوأ في تاريخها، مع إلغاء آلاف الرحلات الجوية أمس واليوم بالتزامن مع احتفالات "عيد الميلاد" بسبب ارتفاع حصيلة الإصابات بفيروس "كوفيد- 19" مدفوعة بهذا المتحور الجديد.

وبحسب ما أوردته وكالة أنباء "رويترز" ألغت شركات الطيران العالمية أكثر من 4500 رحلة جوية خلال عطلة نهاية الأسبوع في "عيد الميلاد" بعد أن أدت موجة متزايدة من إصابات كوفيد-19 مدفوعة بمتحور "أوميكرون" إلى زيادة الغموض والمشقة للمسافرين لقضاء الإجازات.

كما أفاد موقع (فلايت أوير) بأن شركات الطيران ألغت عالميا ما لا يقل عن 2401 رحلة أمس الجمعة الذي يوافق عشية عيد الميلاد وهو عادة ما يكون يوما مزدحما بالنسبة للسفر جوا".. كما تم تأخير نحو 10 آلاف رحلة أخرى.

وذكر الموقع أن 1799 رحلة في يوم عيد الميلاد ألغيت حول العالم، بالإضافة إلى 402 رحلة أخرى كانت مقررة يوم غدٍ الأحد.

وتمثل الحركة الجوية التجارية داخل الولايات المتحدة ومنها وإليها أكثر من ربع جميع الرحلات الجوية الملغاة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ويواجه الملايين من الأشخاص حول العالم اضطرابات في مواعيد السفر وزيادة قيود "كوفيد 19" خلال عيد الميلاد، بعد أن تسبب الانتشار الواسع لمتحور "أوميكرون"، في فرض قيود على إجراءات السلامة وإلغاء الرحلات الجوية.

وقررت كل من إيطاليا وإسبانيا واليونان جعل ارتداء الكمامات إلزاميا مرة أخرى حتى في الأماكن المفتوحة.. فيما فرضت كاتالونيا الواقعة في شمال إسبانيا، حظر تجول طوال الليل، وفرضت هولندا إغلاقا صارما.

وكان كبير المستشارين الطبيين لشركات الطيران في العالم ديفيد باول، قد صرح بأن خطر الإصابة بـ"أوميكرون" يتضاعف 3 مرات على متن الطائرة.

وعلى الرغم من النتائج المبكرة التي تفيد بأن الأعراض الناتجة عن "أوميكرون" أقل خطورة من المتغيرات الأخرى، فإن العلماء قلقون من عدد الحالات المرتفع.. وتم تسجيل عدد قياسي من الإصابات في كل من المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا يوم الخميس.

وارتفعت إصابات كوفيد-19 في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة بسبب المتحور "أوميكرون" سريع الانتشار والذي تم اكتشافه لأول مرة في نوفمبر ويمثل الآن ما يقرب من 3 أرباع الإصابات في الولايات المتحدة وما يصل إلى 90 في المائة في بعض المناطق مثل الساحل الشرقي.

وذكر إحصاء ل"رويترز" أن متوسط عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ارتفع 45 في المائة إلى 179 ألف إصابة يوميا خلال الأسبوع الماضي.

ويشار إلى أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (آياتا) كان قد أعلن مؤخرا أن خسائر شركات الطيران العالمية نتيجة جائحة فيروس كورونا المستجد ستزيد على 200 مليار دولار في ظل استمرار القيود على السفر والطلب على الرحلات طويلة المدى خلال 2022، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وفي هذا الصدد.. قال نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" كامل العوضي: إن إلغاء الرحلات بسبب قرارات "عشوائية" من حكومات ودول وإغلاق مطارات ورحلات في دول معينة، بسبب المخاوف من متحور أوميكرون لفيروس كروونا، تسبب بارتباك لقطاع الطيران والحجوزات.

وأشار العوضي إلى أن خسائر القطاع لعام 2022 ستكون تقريبا عند 12 مليار دولار، لكن مع إغلاق الحدود من قبل الحكومات كقرار احترازي "غير مدروس"، سيتكبد القطاع خسائر جديدة وكبيرة.

وأضاف: "نحن ندرس الوضع خاصة خلال الشهور الثلاثة الأولى والخسائر ستكون أعلى من 12 مليار دولار وستشكل أزمة لشركات الطيران".

في الوقت ذاته، ذكر الاتحاد خلال مؤتمره السنوي في مدينة بوسطن الأمريكية، أنه يتوقع أن تسجل شركات الطيران خسائر خلال العام المقبل تصل إلى 11.6 مليار دولار.. كما رفع الاتحاد تقديراته للخسائر المتوقعة للعام الحالي وزاد تقديراته لخسائر الشركات خلال العام الماضي.

وذكرت وكالة بلومبرج أن خسائر شركات الطيران نتيجة جائحة "كورونا" التي بلغت نحو 201 مليار دولار، وفق تقديرات "آياتا" تبدد أرباح القطاع طوال السنوات التسع السابقة على تفشي الجائحة مطلع العام الماضي.

وفي حين بدأ قطاعا السفر المحلي والإقليمي في الانتعاش، ما زالت الرحلات طويلة المدى متعثرة، رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة للتدفقات المالية لكثير من شركات الطيران.

ورغم أن الولايات المتحدة تستعد لفتح أجوائها أمام القادمين من أوروبا الشهر المقبل، فإن الأسواق الأخرى للرحلات طويلة المدى خصوصاً التي تربط أوروبا بكل من آسيا وأمريكا الشمالية ما زالت تعاني من الركود.. وعلى رأس شركات الطيران الأمريكية المتضررة، تأتي دلتا، ويونايتد إيرلاينز، وأمريكان إيرلاينز.

 الجدير ذكره أن شركات الخطوط الجوية في الولايات المتحدة لا تزال تتلقى ضربات موجعة جراء انتشار متحور أوميكرون الذي يسجل إصابات بمعدلات مرتفعة حول العالم، بالتزامن مع احتفالات "عيد الميلاد".. وتسجل الولايات المتحدة، مثل غيرها من دول العالم، ارتفاعا حادًا في أعداد الإصابات.

هذا وأوصت منظمة الصحة العالمية بإلغاء بعض خطط عطلات عيد الميلاد لحماية الصحة العامة وسط انتشار سلالة "أوميكرون" من فيروس كورونا.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إلغاء احتفال أفضل من إلغاء حياة، مؤكدا أنه "لابد من اتخاذ قرارات صعبة".. مشيراً إلى أن تلك القرارات "قد تكون في بعض الحالات إلغاء أو تأجيل بعض الاحتفالات".. ومشددا على "توافر أدلة في الوقت الراهن على أن أوميكرون ينتشر بسرعة أكبر من دلتا بكثير".

وتأتي تصريحات غيبريسوس وسط تشديد دول، من بينها فرنسا وألمانيا، القيود التي تستهدف الحد من فيروس كورونا وفرض المزيد من القيود على السفر للسيطرة على السلالة الجديدة.. كما أعلنت هولندا فرض حالة الإغلاق أثناء فترة الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة.

وكان البيت الأبيض قد صرح في بيان له الاثنين الماضي بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن لا يخطط "لإغلاق البلاد".. وحذر كبير مستشاري الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، من إمكانية زيادة معدل الإصابة بـ"أوميكرون" بسبب السفر أثناء عطلات "عيد الميلاد" حتى بين من تلقوا تحصينا كاملا باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.