بمشاركة أعضائها الدائمين والمراقبين.. دول عدم الانحياز تحيي الذكرى الـ60 لانطلاقتها


https://www.saba.ye/ar/news3159533.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
بمشاركة أعضائها الدائمين والمراقبين.. دول عدم الانحياز تحيي الذكرى الـ60 لانطلاقتها
[12/ أكتوبر/2021]

عواصم- سبأ:

بحضور كبار المسئولين لأكثر من 105 دولة من بين الأعضاء الدائمين والمراقبين و9 منظمات دولية.. أحيت دول عدم الانحياز اليوم الاثنين في العاصمة الصربية بلغراد الذكرى الستين لانطلاقتها والتي ستستمر حتى يوم غد الثلاثاء.

وكتب الرئيس الصربي آلكساندر فوجيج في حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي: إن "الضيوف يصلون الى بلغراد للمشاركة في الحدث.. سبق واجتمع ممثلو البلدان الأعضاء في حركة عدم الانحياز في بلغراد قبل هذا بـ60 سنة لأول مرة في تاريخ المنظمة".

وكان اجتماع بلغراد المنعقد من الأول إلى الرابع من سبتمبر عام 1961 قد شهد ميلاد حركة بلدان عدم الانحياز التي جاءت ثمرة الندوة الأولى المنعقدة في 1955 بباندونغ.

وبحسب ما جاء في تصريح لرئيس دبلوماسية صربيا نيكولا سيلاكوفيتش نهاية أغسطس المنصرم فمن المنتظر مشاركة 35 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 120 وزيرا للشؤون الخارجية في هذه الندوة رغم الوضع الوبائي السائد في العالم.

وقال سيلاكوفيتش: إن أغلبية الدول الافريقية الأعضاء في الحركة قبلت دعوة حكومة صربيا.. وتحظى صربيا على مدار يومين "بفرصة التحول إلى مركز العالم"، والتي توجت هي الأخرى تقاربا دبلوماسيا بين الدول الآسيوية والدول الإفريقية تمحور حول 3 مطالب كبرى تدعم تصفية الاستعمار وإدماج بلدانهم في النظام المتعدد الأطراف والتنمية الاقتصادية.

هذا وقد سبق اجتماع بلغراد عقد اجتماع تحضيري بمصر يضم حوالي 20 بلدا لتحديد الشروط التي ستفرض على الأعضاء الجدد في هذا التحالف.

وأعلن الاجتماع عن الأسس الـ5 الرئيسية لعدم الانحياز وهي: رفض اتخاذ موقف في المواجهة بين الشرق والغرب، دعم دون تحفظ لحركات التحرر الوطنية ورفض أي تحالف ثنائي مع قوة عظمى ورفض احتضان قواعد عسكرية لقوة عظمى.

وأكد رئيس الوزراء، ووزير المالية الجزائري، أيمن بن عبد الرحمن اليوم الاثنين، من صربيا استعداد بلاده لأن تكون الدولة المضيفة لقمة دول عدم الانحياز المقبلة، للعمل على عودة الحركة إلى مسارها التاريخي والطبيعي لتحقيق المبادئ المكرسة في التنمية العادلة والسلم على المستوى العالمي.

وقال بن عبد الرحمن في تصريح للصحفيين، على هامش مشاركته في أشغال الاجتماع رفيع المستوى لإحياء الذكرى الـ60 لانعقاد أول مؤتمر للحركة: "تشرفت اليوم بتمثيل السيد رئيس الجمهورية في هذه الاحتفالية لتخليد الذكرى 60 لتنظيم أول مؤتمر لدول عدم الانحياز في بلغراد سنة 1961 بحضور كل الأعضاء المؤسسين آنذاك، حيث حضرت الجزائر في هذا المؤتمر رغم أنها لم تكن قد استعادت استقلالها كاملا بعد، وحظيت بدعم من دول وبلدان الحركة التي ساعدت وشجعت استقلال الجزائر ودعم حركة المقاومة في بلادنا".

وأضاف: "سنعمل على استضافة هذه القمة من أجل أن نعود بحركة عدم الانحياز إلى مسارها التاريخي والطبيعي الذي سوف يحقق المبادئ المكرسة في التنمية العادلة والسلم على المستوى العالمي، لا سيما وأن للجزائر دور فعال في نصرة قضايا التحرر".

وكانت قمة بلغراد "قد افتتحت في مناخ ساده توتر دولي كبير "مواجهات بين القوتين العظيمتين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا وبناء جدار برلين وتجربة القنبلة النووية بموسكو".

وتعتزم الدول الأعضاء في المنظمة بعد مضي 60 سنة إعادة احياء روح المؤسسين الذين كانوا يسعون لإرساء عالم أفضل حيث يمكن للدول العيش في انسجام.   

وبالرغم من أن الظروف التي أدت الى إنشاء منظمة دول عدم الانحياز (الحرب الباردة) قد اختفت إلا أن أعضاءها قرروا المحافظة على مبادئها الأساسية.

وفي سنة 1996م أي بعد بضعة سنوات من سقوط جدار برلين ونهاية الحرب الباردة و الأبارتايد في جنوب إفريقيا، دافعت الأمم المتحدة على ولادة جديدة "لعدم الانحياز".. ومن وجهة نظرها، فإنه بالرغم من أن العالم قد تغير منذ بروز فكرة عدم الإنحياز فإن "المبادئ التي ترتكز عليها ظلت قائمة".

وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بطرس بطرس غالي، قد أكد بمناسبة الذكرى الـ35 للحركة سنة 1996، أنه سيكون من المناسب، في الحين وعلى المدى الطويل، أن ترفض كل الدول أن يتأسس النظام الدولي على القوة العسكرية.

وقال: "يجب على هذه البلدان التأكيد أن العلاقات الدولية يجب أن تستند الى مبادئ الاستقلال والمساواة السيادية، كما يجب أن تعترف بأن التنمية تعتبر مطلب عالمي والربط بين نزع السلاح والتنمية".

وبالنسبة للأمم المتحدة، يجب على دول عدم الانحياز الالتزام بحل القضايا العالمية على المستوى متعدد الأطراف وبوساطة من الأمم المتحدة وكذلك أن تعبر عن تمسكها بتضامن يتجاوز الاختلافات.   

وعلاوة على عدم الانحياز الايديولوجي، دعت الحركة منذ عقود الى عدم الإنحياز الاقتصادي.

وفي هذا الصدد، شكلت القمة الرابعة لرؤساء الدول والحكومات، التي نظمت من 5 الى 9 سبتمبر 1973، نقطة تحول في تاريخ الحركة حيث كان الأمر يتعلق بالدفاع عن نظام اقتصادي دولي جديد.. وكان الأمر يتعلق بالدفاع عن نظام اقتصادي عالمي من شأنه أن يحل محل نظام ذو طابع استعماري وإمبريالي يعطي الأولوية للبلدان الغنية على حساب الفقيرة.

كما أن المساواة والاهتمام المشترك لكل البلدان وكذا حق بلدان العالم الثالث في ممارسة سيادتهم على ثرواتهم الطبيعية كانت تندرج ضمن التوصيات الرئيسية لقمة الجزائر العاصمة.

من جهة ثانية، كان مقترحو دبلوماسية حرب الجزائر، وهما حسين ايت احمد وامحمد يزيد، قد شاركا في الدورة الأولى للمؤتمر الآسيوي-الإفريقي الذي جرى من 18 الى 24 إبريل 1955 بباندونغ وهو الحدث الذي أدى الى ظهور حركة عدم الانحياز التي لعبت فيها الجزائر دورا هاما.

الجدير ذكره أن حركة عدم الانحياز تأسست من قبل 29 دولة، وهي الدول التي حضرت مؤتمر باندونغ 1955، والذي يعدّ أول تجمع منظم لدول الحركة.. وانعقد المؤتمر الأول للحركة في بلغراد عام 1961؛ وحضره ممثلو 25 دولة، ثم توالى عقد المؤتمرات حتى المؤتمر الأخير بطهران في أغسطس 2012. 

وتضم هذه المنظمة الدولية حالياً، 120 عضواً رئيسياً ونحو 20 عضواً مراقباً، وتعد بعد الأمم المتحدة أكبر منظمات دولية من حيث عدد الأعضاء فيها.