(صفقة الغواصات) الأسترالية تثير غضب باريس وتسبب أزمة دبلوماسية في 3 قارات


https://www.saba.ye/ar/news3156459.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
(صفقة الغواصات) الأسترالية تثير غضب باريس وتسبب أزمة دبلوماسية في 3 قارات
[20/ سبتمبر/2021]

عواصم- سبأ:

أثارت صفقة اتفاقية "أوكوس" التي وقعتها عليها أستراليا لشراء غواصات من الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بالطاقة النووية وألغت على إثرها شراء غواصات فرنسية، غضب باريس وتسببت في أزمة دبلوماسية شملت عدة دول على مستوى 3 قارات (أوروبا وأمريكا وأستراليا).

ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عن وزير التجارة الأسترالي دان تيهان، اليوم الاثنين، قوله: إنه سيطلب مقابلة نظيره الفرنسي لتخفيف حدة التوتر الذي نجم عن قرار أستراليا إلغاء صفقة قيمتها 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية.

وأضاف تيهان: إنه يثق أن الأزمة لن تؤثر على التجارة، لكنه أوضح أنه سيطلب الاجتماع مع نظيره الفرنسي أثناء وجوده في باريس لحضور اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أكتوبر تشرين الأول.

وبحسب وكالة "يورو نيوز" دخلت العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة في أزمة مفتوحة الخميس بعد إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أمريكية عاملة بالدفع النووي، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه "طعنة في الظهر" وقرار "على طريقة ترامب".

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الأربعاء الماضي إطلاق شراكة استراتيجية مع المملكة المتحدة وأستراليا، تتضمن تزويد كانبيرا غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي، ما أخرج عمليا الفرنسيين من اللعبة.

وألغت فرنسا أيضاً وسط تصاعد الخلافات مع بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا، اجتماعا كان مقررا أن يعقد هذا الأسبوع بين وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، ونظيرها البريطاني بين والاس، بناء على طلب باريس، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الوزارة الفرنسية، لوكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في تصريحات صحفية أثناء توجهه جوا إلى نيويورك: إن "فرنسا ليس لديها ما يستدعي القلق بشأن الصفقة".

وقلل جونسون، الليلة الماضية، من أهمية الخلاف الدبلوماسي مع فرنسا بشأن الاتفاقية الأمنية الجديدة التي وقعتها بلاده مع أستراليا والولايات المتحدة، قائلا: إن "حب بلاده لفرنسا لا يمكن محوه".. مؤكدا لهم "الأهمية الهائلة" للعلاقة.

وأكد السفير البريطاني السابق لدى فرنسا اللورد ريكيتس، والذي كان من المقرر أن يشارك في المحادثات التي كانت ستستمر ليومين، أن الاجتماع "قد تأجل إلى موعد لاحق".

كما ألغى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، زيارة إلى سويسرا كان من المقرر أن تجري في نوفمبر المقبل، بسبب رفض الأخيرة شراء مقاتلات فرنسية واستبدالها بمقاتلات أخرى.

وبحسب ما نقلته صحيفة "لو ماتان" السّويسرية، فإن ماكرون أبلغ السفير الفرنسي لدى سويسرا، بإلغاء زيارته للقاء الرئيس السويسري، غاي بارملاند، المقررة في نوفمبر منذ 6 أشهر.

كما لوحظ، حظر الرئيس الفرنسي أيضاً جميع الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى مع سويسرا حتى صيف عام 2022.

وتشير سويسرا إلى أن الاتصالات على مستوى العمليات ستستمر من خلال السفراء.

وأشارت وسائل الإعلام السويسرية إلى أن قرار ماكرون يرجع إلى حقيقة أن سويسرا اختارت مقاتلات أمريكية من طراز "F-35" لتلبية احتياجات الجيش، وأن الحوار مع فرنسا بشأن شراء مقاتلات "رافال" استمر حتى بعد أن اتخذت برن القرار النهائي.

وبحسب صحيفتي "سونتاغسزيتينغ" و"لو ديمونش ماتان"، فإن ما أغضب ماكرون هو أن وزارة الدفاع السويسرية واصلت المفاوضات للحصول على "رافال" وهي بالفعل اتخذت قرارها باختيار الطائرة القتالية الأمريكية.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأن فرنسا "الغاضبة" ألغت احتفالا كان مقررا إقامته في سفارتها بواشنطن، ردا على اتفاق أمريكا الدفاعي مع أستراليا، الذي جاء على حساب إلغاء صفقة ضخمة بين كانبيرا وباريس.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فرنسيين، قولهم: إنه "تعبيرا عن غضبها من صفقة الغواصات الأسترالية، ألغت فرنسا حفل ضخما كان مقررا في سفارتها بواشنطن ".

ووصف المسؤولون قرار واشنطن بأنه "قرار سياسي متهور ومفاجئ يشبه قرارات الرئيس السابق دونالد ترامب".

وأوضح ضابط كبير في البحرية الفرنسية، والذي كان من المقرر أن يحضر الحفل أنه "لن تعقد أي مناسبة للاحتفال بذكرى مساعدة البحرية في معركة أمريكا من أجل الاستقلال عام 1781، التي كانت من المقرر أن تقام مساء الجمعة في السفارة الفرنسية وعلى متن فرقاطة فرنسية".

ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، فإن إلغاء الحفل يعتبر انعكاسا فوريا للغضب الذي تشعر به فرنسا في أعقاب إلغاء صفقة الغواصات مع أستراليا، التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض أمس الأربعاء.

وكان رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، قد أعلن أمس، من البيت الأبيض عن نيته فسخ عقد أبرمته أستراليا مع فرنسا عام 2016 لشراء 12 غواصة تقليدية واستبداله بآخر يقوم على شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.

وبرر موريسون قراره بـ"تغير طبيعة احتياجات أستراليا العسكرية" التي تريد الاستحواذ على غواصات ذات دفع نووي بدلا من الغواصات التقليدية.

ووصفت فرنسا إلغاء الصفقة -التي قُدرت قيمتها بمبلغ 40 مليار دولار في عام 2016 وتقدر قيمتها بأكثر من ذلك اليوم- بأنها "طعنة في الظهر" وقررت استدعاء سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، السبت، أن أزمة صفقة الغواصات مع أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا "كذب وازدواجية واحتقار لفرنسا".

وقال لودريان تعقيبا على الأزمة مع الدول الثلاث: "أوروبا بدأت تخرج من البراءة الدبلوماسية.. ما حدث هو كذب وازدواجية واحتقار لنا".

وأكد أن أزمة الغواصات ستؤثر على مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو).. موضحا أن استدعاء السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة لأول مرة على الإطلاق إجراء سياسي جاد يعكس قوة الأزمة.

ويرى مراقبون أن تبعات الأزمة الراهنة ولجوء أمريكا لتحالف ثلاثي مع المملكة المتحدة وأستراليا، وتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية، تؤزم الخلاف بين أوروبا وأمريكا الذي جاء عقب أزمة الانسحاب من أفغانستان، وربما تؤدي تلك الخلافات إلى رسم تحالفات جديدة خاصة مع تمسك عدد من دول الاتحاد الأوروبي بمقترح "تأسيس قوى عسكرية أوروبية" موازية لحلف الناتو.