انتخابات تشريعية في ألمانيا محفوفة بالمخاطر للمحافظين


https://www.saba.ye/ar/news3155778.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
انتخابات تشريعية في ألمانيا محفوفة بالمخاطر للمحافظين
[15/ سبتمبر/2021]

برلين- سبأ:

يخوض المحافظون الألمان بقيادة أرمين لاشيت المنتخب حديثا على رأس الاتحاد المسيحي الديمقراطي حملة الانتخابات التشريعية الألمانية التي ستنظم في 26 من شهر سبتمبر الجاري ويشاركهم في ذلك زعيم أصغر حزب في ألمانيا رئيس حكومة بافاريا ماركوس سودر.

 وينظر إلى ماركوس سودر الذي يتزعم الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا والموالي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني الذي تترأسه أنغيلا ميركل- على أنه أحد نجوم الحملة الانتخابات ويملك ثقلا سياسيا كبيرا في ألمانيا.

وأكد ماركوس سودر أنه سيقوم بكل ما في وسعه من أجل المساهمة في نجاح "صديقه" أرمين لاشيت، الذي ترشح لرئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي خلفا لأنغيلا ميركل التي ستغادر منصبها غداة الانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في 26 من الشهر الجاري.

ويرى البعض أن عدم حصول أرمين لاشيت على دعم صريح وقوي سابقا من قبل ماركوس سودر، جعله يواجه صعوبات كثيرة في فرض نفسه أمام مرشح اليسار أولاف شولتز. فيما تساءل البعض الآخر كيف يمكن لحزب سياسي بانتشار إقليمي محدود، مثل الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا أن يملك تأثيرا سياسيا أكبر من حزب ميركل.

وخلال سنوات ميركل، لم يكن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني بحاجة ماسة إلى أخيه الأصغر في بافاريا كون أن شعبية ميركل كانت كافية لضمان نجاحات انتخابية للمعسكر المحافظ. لكن يبدو أن الوضع تغير نوعا ما وأن حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا عاد بقوة على مستوى الساحة السياسية.

وتجنبا لخسارة انتخابية مرتقبة لمعسكر المحافظين، دخلت المستشارة الألمانية على الخط، مقدمة دعمها لمرشح معسكرها المحافظ أرمين لاشيت، بسبب تراجع شعبية الحزب، قبل أقل من ثلاثة أسابيع على اقتراع غير واضح المعالم.

وأمام النواب المجتمعين للمرة الأخيرة في جلسة عامة، شددت ميركل على أن "أفضل سبيل" لألمانيا هو "حكومة بقيادة أرمين لاشيت كمستشار".

 

هزيمة نكراء تلوح في الأفق لحزب ميركل

 

وأعلنت ميركل في خطاب طغت عليه اللهجة الانتخابية أن "حكومته ستتميز بالاستقرار والموثوقية والاعتدال وهذا ما تحتاج إليه ألمانيا". وحرصت على البقاء دائما بعيدة عن هذه الحملة الانتخابية عندما قررت منذ فترة طويلة تسليم السلطة بعد انتهاء ولايتها الرابعة.

لكن شخصيات من داخل معسكرها المحافظ دعتها لتكون حاضرة بشكل أكبر، في حين تتوالى استطلاعات الرأي الكارثية بالنسبة إلى ائتلاف الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي في بافاريا الذي قد يمنى بهزيمة نكراء في الانتخابات التشريعية في 26 سبتمبر.

في تدخلها الثابت قبل الاستحقاق الانتخابي، تسعى ميركل لوضع شعبيتها الراسخة في خدمة أرمين لاشيت الغارق في الصعوبات.

ومنذ الصيف تراجعت شعبية الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحليفه البافاري بشكل كبير. ووضع استطلاع للرأي لقناة "آر تي إي"، نُشر الثلاثاء هذا الائتلاف لأول مرة تحت عتبة الـ20 في المئة من الأصوات، مشيرا إلى أنه قد يحصل على 19 في المئة في نوايا التصويت.

وهو أمر غير مسبوق على المستوى الفيدرالي لحزب سيطر إلى حد كبير على المشهد السياسي في فترة ما بعد الحرب وحصد 30 في المئة من نوايا التصويت في بداية العام.

المحافظون الذين حصلوا على نسبة 32,9% من الأصوات في عام 2017، باتوا يتقدمون إلى حد كبير على الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي كان في مراتب متأخرة لفترة طويلة، لكنه بات اليوم يحصل على 25% إلى 27% من نوايا التصويت.

وقد يكلف رئيسه، وزير المالية الحالي ونائب المستشارة أولاف شولتز، الذي ينتقد لافتقاره إلى حضور قوي، تشكيل الحكومة المقبلة. ونجح شولتز في تطوير صورة الشخص الكفء في نظر أكثر من 60 مليون ناخب ألماني.

ومنذ ثلاثة أسابيع، كثفت أنغيلا ميركل تدخلاتها لصالح رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي والمرشح الذي لم يحظ بتقدير كبير من الألمان.

وبدأت الحملة خلال تجمع انتخابي لمعسكرها ببرلين في 21 أغسطس الماضي عندما قالت المستشارة إنها "مقتنعة بشدة" بأن أرمين لاشيت الرجل القادر على "بناء جسور بين الناس" سيخلفها في المستشارية.

كما ظهرت ميركل إلى جانبه في عدة مناسبات، كما حصل مساء الاثنين خلال اجتماع لحزبه. والأحد توجها معا إلى شمال الراين وفستفاليا، إحدى المنطقتين المتضررتين من الفيضانات المدمرة والتي يقودها لاشيت.

بعد شهر ونصف شهر من وقوع كارثة أودت بحياة أكثر من 180 شخصا يربطها الخبراء بتغير المناخ، أشادت ميركل بخلفيها المحافظ المحتمل، الذي "يدير بنجاح أكبر ولاية في ألمانيا".

وفي نهاية الأسبوع الماضي، حاول لاشيت الذي لم يحظ بتقدير كبير في صفوف الناخبين بعد أن اضطر لفرض نفسه كمرشح عن حزب المحافظين، توسيع فريق حملته من خلال إحاطة نفسه بمجموعة خبراء.

وفي مسائل المالية والاقتصاد، استعان بفريدريش ميرز، الخصم السابق لتولي رئاسة الحزب والذي يمثل الجناح الليبرالي.

لكن خبراء سياسيين ما زالوا يشككون. "نحتاج إلى فريق عندما يكون لدينا مرشح ضعيف. فهذا أحد المبادئ المدرجة في أي دليل انتخابي"، كما قال لوكالة الأنباء الفرنسية بيتر ماتوشيك من معهد فورسا لاستطلاعات الرأي، مؤكدا أن "هذا الأمر حصل متأخرا".

في الأسابيع الأخيرة، هاجمت ميركل المرشح الاجتماعي الديمقراطي، متهمة إياه بـ"مغازلة" اليسار الراديكالي، حزب "دي لينك" الذي رفض الاتحاد المسيحي الديمقراطي دائما التحاور معه، ولا سيما بسبب رغبته في إخراج ألمانيا من حلف شمال الأطلسي.

وشن أرمين لاشيت، مرشح المعسكر المحافظ لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل في ألمانيا، الأحد هجوما على منافسه الرئيسي من يسار الوسط أولاف شولتز، من دون أن يتمكن من توجيه "ضربة قاضية" لخصمه.

فقبل أسبوعين من الانتخابات، واجه لاشيت المعروف بارتكابه الزلّات، منافسَيه وزير المال أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأنالينا بيربوك من حزب الخضر ذي الميول اليسارية، في مناظرة ثانية من أصل ثلاث مقررة بين المرشحين.

 بدا شولتز الذي غالبا ما يوصَف بأنه خشبي ولا يتمتع بكاريزما، غير منزعج خلال المناظرة، وقاطع لاشيت فترة وجيزة لاتهامه بـ"تحريف الحقائق" عندما سعى الأخير إلى تسليط الضوء على "إخفاقات" شولتز على خلفية مخالفات في رصد جرائم ماليّة.

وأعطت كل استطلاعات الرأي التي أعقبت المناظرة، الأفضليّة لشولتز الذي اعتبره 41% من المستطلَعين "الأكثر إقناعًا"، متقدّمًا على لاشيت (27%) وبيربوك (25%).