كابول-سبـأ:
لا تزال أفغانستان والعالم في انتظار إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة التي كان من المقرر أن يعلن عنها أمس الجمعة وذلك بعد قرابة ثلاثة أسابيع على عودة طالبان إلى السلطة.
وكان مُنتظراً الجمعة إعلان تشكيلة حكومة طالبان الجديدة التي ستكون تحت مجهر الأفغان والمجتمع الدولي غير المقتنع حتّى الآن بوعود الحركة بشأن انفتاحها. لكنّ ناطقاً باسم طالبان كشف أنّه لن يتمّ إعلان التشكيلة قبل السبت على أقرب تقدير.
لذا فإنّ تشكيل حكومة جديدة سيكون بمثابة اختبار للرغبة الحقيقيّة في التغيير التي أظهرتها الحركة . لكن رغم ذلك، قد تبقى الدعوات إلى ضمّ النساء للحكومة الجديدة غير مسموعة، في ضوء التصريحات الأخيرة للحركة.
في هذا الإطار، قال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة محمد عباس ستانيكزاي الأربعاء لإذاعة "بي بي سي" الناطقة بلغة البشتون، إنّ النساء سيتمكنّ من مواصلة العمل، لكن "قد لا يكون لهنّ مكان" في الحكومة المستقبليّة أو في مناصب أخرى رفيعة.
في الأسابيع الأخيرة، أقامت حركة طالبان اتّصالات مع شخصيّات أفغانيّة معارضة على غرار الرئيس السابق حامد كرزاي، ونائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله.
ومن بين السيناريوهات المحتملة المتداولة، يُتوقّع أن يمارس زعيم طالبان الملا هبة الله آخند زاده السلطة العليا كزعيم ديني للبلاد، وفقاً لقناة "تولو نيوز" التلفزيونيّة الأفغانيّة الخاصّة.
وستُسنَد مسؤوليّة إدارة الحكومة إلى شخص آخر. ويتوقّع أن يشغل المؤسّس المشارك للحركة عبد الغني بردار، منصباً مهمّاً في الحكومة، وفقاً لـ"تولو نيوز".
في واشنطن، أعلن وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة أنّه سيتوجّه بداية الأسبوع المقبل إلى قطر. ولم يوضح ما إذا كان سيلتقي ممثّلين للحركة، لكنّه أكّد أنّ الولايات المتحدة تُبقي "قنوات تواصل" مع طالبان رغم أنّها أنهت انسحابها من أفغانستان.
كذلك، يتوجّه بلينكن إلى ألمانيا حيث سيرأس مع نظيره الألماني هايكو ماس اجتماعاً وزاريّاً عبر الفيديو مخصّصاً لأفغانستان يشارك فيه ممثلو عشرين دولة.
بدوره، يتوجّه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى الدوحة بداية الأسبوع المقبل في إطار جولة خليجيّة وفق البنتاغون.
من جانبه، يستضيف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اجتماعاً رفيع المستوى في 13 سبتمبر، للبحث في زيادة المساعدات الإنسانيّة لأفغانستان، وفق ما أفاد المتحدّث باسمه الجمعة.
وقال ستيفان دوجاريك في بيان إنّ "المؤتمر سيدعو إلى زيادة سريعة في التمويل من أجل استمرار العمليّات الإنسانيّة المنقذة للأرواح، ويحضّ على وصول إنساني كامل وبلا عوائق لضمان حصول الأفغان على الخدمات الأساسيّة التي يحتاجون إليها". وشدّد على ضرورة حماية مكاسب التنمية في البلاد، معتبراً أنّ حقوق النساء جزء "أساسي" من استقرار أفغانستان في المستقبل.
إلى ذلك، تعهّدت الصين إبقاء سفارتها في أفغانستان وزيادة مساعدتها للبلاد، وفقاً لناطق باسم طالبان. وفي موسكو، أمل الرئيس فلاديمير بوتين في أن تتصرّف طالبان بشكل "متحضّر".
وعرضت دول الاتّحاد الأوروبي الجمعة شروطها لإقامة علاقات مستقبليّة مع طالبان، وقرّرت التنسيق معها لضمان وجود أوروبي مدني في كابول للمساعدة في عمليّات الإجلاء في حال سمحت الظروف الأمنيّة بذلك.
ويُفترض أن يبدأ وزير الخارجيّة الإيطالي جولة تشمل أوزبكستان وطاجيكستان وقطر وباكستان. ومن المقرّر أن يزور نظيره البريطاني المنطقة الأسبوع المقبل.