إقبال متزايد على السدود والشلالات بمحافظة صنعاء خلال إجازة العيد


https://www.saba.ye/ar/news3149041.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
إقبال متزايد على السدود والشلالات بمحافظة صنعاء خلال إجازة العيد
[25/ يوليو/2021]

صنعاء - سبأ: تقرير جميل القشم

تشهد المناطق السياحية بمحافظة صنعاء إقبالاً غير مسبوق خلال إجازة عيد الأضحى هذا العام، وسط أجواء من الفرحة والإصرار على الاحتفاء بالعيد مهما كانت الصعوبات والتحديات الناتجة عن استمرار العدوان والحصار.

ويستقبل شلال مديرية بني مطر وعدد من السدود والمواقع السياحية بالمحافظة آلاف الزائرين الوافدين يوميا من أمانة العاصمة ومحافظات أخرى لقضاء إجازة العيد رغم التحديات الاقتصادية الراهنة.

وتمثل هذه المواقع بمناظرها الطبيعية الخلابة متنفسا للأسر والمواطنين من مختلف المناطق كبديل للحدائق بأمانة العاصمة والمحافظات والتي تكتظ بآلاف المواطنين .

ورغم ما تتميز به هذه المواقع من مقومات للسياحة وعوامل جذب للزائرين، إلا انها تفتقر للخدمات وتلبية احتياجات مرتاديها، لكنها مقارنة مع الأعوام الماضية بدأت هذا العام تحظى باهتمام رسمي في تأمين أولويات اجراءات السلامة من مخاطر السباحة في مياه السدود.

خطوة ايجابية:

تواجه قيادة المحافظة تحديات جمة في النهوض بقطاع السياحة والاستفادة من موارد السياحة الداخلية وتحقيق تطلعات الزوار ومساندة مكتب السياحة في ترجمة الرؤى الهادفة إلى تأهيل وتطوير المواقع السياحية وتوفير احتياجاتها.

وبدأت قيادة المحافظة ومكتب السياحة بالتعاون مع عدد من المكاتب المعنية تنفيذ عدد من الترتيبات والإجراءات لتأمين المواقع السياحية خصوصا السدود بالتزامن مع توافد الزائرين إليها.

وتهدف خطة المرحلة الأولى من تفعيل السياحة الداخلية بالمحافظة إلى حماية المواطنين والأسر الوافدة من مخاطر السباحة في الشلالات والسدود حرصا على سلامتهم وتلافي حوادث الغرق.

وتشمل هذه الترتيبات تخصيص فرق ميدانية من مكاتب السياحة والصحة والدفاع المدني والمرور والنظافة لتوفير جزء من المتطلبات الضرورية التي تشكل أولوية في إجراءات السلامة وتوفير بعض الخدمات لمرتادي المواقع السياحية.

جهود مثمرة :

تشكل السباحة في السدود والشلالات مثل سد سيان وشاحك ورجام وغيرها، خطراً على حياة الأسر والأطفال نظرا لوجود تربة لزجة تتسبب في حوادث الغرق، حيث تعرضت حالات كثيرة للغرق والوفاة الأمر الذي استدعي تحرك قيادة محافظة صنعاء لاتخاذ بعض الاحتياطات لتأمين هذه السدود للحفاظ على سلامة مرتاديها.

وأثمرت هذه الاجراءات والجهود خلال هذا العيد في انقاذ ستة أشخاص من حوادث الغرق في سدي شاحك بمديرية الطيال ورجام بمديرية بني حشيش، حيث نجح فريق الدفاع المدني ومكتب الصحة بالمحافظة في عملية انقاذهم من الغرق.

كما نجحت هذه الاجراءات في تنظيم السيارات التي تصطف على الخطوط الرئيسية في مداخل السدود وشلال بني مطر والحد من الاختناقات بمساندة رجال المرور والدفاع المدني والمكاتب المعنية التي تم تشكيلها قبل حلول عيد الأضحى.

إقبال واسع :

اقبال واسع لحشود المعيدين، على السدود والشلالات، منهم من يحتفي بالعيد بين الأشجار، بينما يفضل آخرون تسلق الصخور وصولا إلى منابع المياه بغية الاستحمام والتقاط الصور التذكارية، وبعض الأطفال يجدون في جداول الوادي متسعا للعب والمتعة والترويح عن النفس، تحت نظرات الأهل التي تبادلهم ذات المشاعر والأحاسيس.

وحسب تقرير أولي لمكتب السياحة بالمحافظة، تجاوز اجمالي عدد الزائرين منذ أول أيام العيد أكثر من 600 ألف مواطن، في حين ما تزال سدود سيان وشاحك ومقولة ورجام ومختان وشلال بني مطر وحمام جارف ومواقع سياحية وأثرية تستقبل الآلاف من الأسر.

جهود رسمية:

تدفق الزائرين على المواقع السياحية بالمحافظة، يستدعي تكثيف جهود الجهات الرسمية وتفعيل دور المجتمع وتعاون القطاع الخاص لتوفير متطلبات الزوار واحتياجات السياحة، كجزء من متطلبات وخيارات مواجهة التحديات الماثلة لتنمية قطاع السياحة وتحفيز بيئة آمنة للاستثمار في هذا القطاع.

وفي هذا الصدد أكد محافظ المحافظة عبدالباسط الهادي، أهمية تضافر الجهود لتعزيز الاهتمام بقطاع السياحة في إطار الإمكانيات المتاحة لإعادة تنشيط هذا القطاع بمختلف مجالاته واستغلال الفرص المتاحة لتنمية السياحة الداخلية.

وأوضح أهمية إعداد دليل سياحي على مستوى كل مديرية للتعريف بأبرز المواقع التي تتميز بمناظرها الخلابة..داعيا رجال المال والأعمال إلى الاستثمار في قطاع السياحة واستغلال المقومات المتوفرة لانعاش هذا القطاع والاستفادة منه في دعم الاقتصاد الوطني.

وذكر محافظ صنعاء أن القطاع السياحي بالمحافظة تكبد خسائر مباشرة وغير مباشرة جراء استهداف العدوان الممنهج للمواقع السياحية و الأثرية والمدن التاريخية..مؤكدا أهمية وضع مصفوفة زمنية لمواجهة لتحديات وتحقيق الطموحات والنهوض بالقطاع السياحي.

وأكد ضرورة تهيئة البيئة الداخلية وايجاد علاقة شراكة بين المحافظة والقطاع الخاص والاستثمارات المحلية من أجل تنشيط السياحة الداخلية والذي سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.

ولفت الهادي إلى أهمية تنمية وتطوير السياحة الداخلية، وتأهيل المجتمعات المحلية المرتبطة بالقطاع السياحي في مختلف مناطق المديريات وتفعيل دور القطاعات ذات العلاقة لإعادة تنشيط القطاع السياحي الذي يعتبر أحد القطاعات الاقتصادية المهمة.

من جانبهما لفت وكيلا المحافظة لقطاعي الخدمات فارس الكهالي والوحدات الإدارية جبران غوبر خلال تفقدهما عدداً من السدود، إلى الخطوات التي بدأت قيادة المحافظة تنفيذها ضمن المصفوفة المرحلية لتنشيط السياحة وتأمين المتطلبات الضرورية للمواقع السياحية.

وأشادا بالجهود التي بذلت خلال أيام العيد من قبل الجهات المعنية للحفاظ على سلامة الزائرين والأسر وتنظيم حركة توافد المواطنين إلى السدود والشلالات.

وأشارا إلى الاحتياج لمشاريع خدمية في المناطق السياحية كالفنادق والمطاعم والحدائق وغيرها..مؤكدين حرص قيادة المحافظة والسلطة المحلية على تذليل الصعوبات للاستثمار في المواقع السياحية الحيوية.

اصرار :

أثبت الشعب اليمني بصموده وثباته قدرته الفائقة على قهر التحديات التي فرضها العدوان والحصار، ليرسم أجمل صور الصبر والإصرار على تجاوز الصعاب وإيجاد البدائل واستغلال المتاح لإحياء الأعياد والمناسبات المختلفة.

ورغم استمرار العدوان للعام السابع، إلا أن أجواء ومظاهر الفرح بعيد الأضحى مع بساطتها، تتجلى في تدفق الآلاف نحو الحدائق والمتنزهات ومواقع السياحة، ليبقى الإصرار على المقاومة والسعي إلى الاستقلال والتحرر من الهيمنة الهدف الجامع لليمنيين الأحرار حتى تحقيق النصر.

وأشار مدير مكتب السياحة بالمحافظة ناصر صبر إلى تزايد الإقبال على المواقع والمناطق السياحية خلال عيد الأضحى لهذا العام وما تزخر به المحافظة من مناخ فريد وطبيعة ساحرة وسدود وشلالات طبيعية وحصون وقلاع تاريخية وأثرية .

وأوضح أنه تم بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة تشكيل فرق لمنع السباحة وتنظيم مرور السيارات والتوعية وخدمات النظافة في شلال بني مطر وسدود سيان ومختان وشاحك ومقولة ووادي رجام وغيرها.

وأشاد صبر، باهتمام قيادة المحافظة وحرصها على تنشيط السياحة الداخلية وتأمين سلامة المواطنين.

وثمن تعاون مكتب الصحة والدفاع المدني والمرور والمكاتب المعنية وحضورها الايجابي في السدود والخطوط الرئيسية على مداخل المواقع السياحية تجسيدا للمسئولية الوطنية في حماية الأطفال والأسر.

وأكد أن مكتب السياحة بالمحافظة يبذل جهودا مكثفة بالتنسيق مع كافة مدراء فروع السياحة بالمديريات والأجهزة الأمنية ورجال المرور بما يكفل تنظيم وتهيئة المواقع السياحية .

واعتبر تنفيذ هذه الإجراءات خطوة مشجعة في طريق تحفيز ودعم تنمية السياحة الداخلية بمحافظة صنعاء واستغلال العوامل الطبيعية التي تتميز بها غالبية المديريات كمورد اقتصادي.

اهتمام وانطباعات :

ما تزال فرق العمل وطواقم مكتب الصحة والدفاع المدني والنظافة والأمن العام والمرور ترابط في تأدية مهامها في السدود والمناطق السياحية بالمحافظة، حيث أو ضح مدير مكتب الصحة العامة والسكان الدكتور خالد المنتصر، أنه تم تشكيل غرفة عمليات لمتابعة الفرق الطبي والاسعافي والتمريضي المكلف بعمليات الاسعاف في مواقع السدود وشلال بني مطر.

فيما أشار مدير عام الموارد المالية بديوان المحافظة عبده كثير إلى أن هذه التدابير التي تم اتخاذها لأول مرة تأتي في إطار استشعار قيادة المحافظة للمسئولية بأهمية سلامة المواطنين والتوجه نحو تنشيط السياحة الداخلية ضمن خطة زمنية سيتم متابعة ترجمتها بالتعاون مع الجهات المعنية.

من جانبهم عبر الزائرون من خارج محافظة صنعاء، عن ارتياحهم بقضاء إجازة العيد في محافظة صنعاء حيث الطبيعة الخلابة والأجواء الساحرة، إذ يقول محمد الهتاري من محافظة الضالع إن هذا العيد الثاني الذي يفضل فيه الخروج مع أفراد أسرته إلى سد سيان .

كما عبرت ميادة حسين النجار من محافظة تعز ونادر محمد الشوافي من شبوة وفاضل صالح من مأرب عن ارتياحهم للخدمات الأمنية في المحافظة ومستوى الاهتمام بالمواطنين.. مؤكدين أهمية توجه القطاع الخاص والمستثمرين لتوفير خدمات واسعة للوافدين في السدود الشهيرة بمحافظة صنعاء.

في حين أشادت أسر الأطفال الذين تم انقاذهم من حوادث الغرق في مياه السدود بحرص الجهات المعنية على توفير تدابير السلامة حفاظا على حياة وسلامة الزائرين.