القاضي عبدالرب الشرعي يُرثي الشهيد طومر بقصيدة شعرية


https://www.saba.ye/ar/news3146279.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
القاضي عبدالرب الشرعي يُرثي الشهيد طومر بقصيدة شعرية
[01/ يوليو/2021]

صنعاء - سبأ :

أشاد القاضي العلامة عبدالرب يحيى الشرعي بما سطره الشهيد هاني طومر من تضحيات في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.

وأوضح القاضي الشرعي في قصيدة رثاء في الشهيد طومر، أن البطل الحُر الشجاع الغيور على وطنه، وهب نفسه لله وجاد بها في سبيله وإعلاء كلمته وهزم بها أعداء الله.

وقال في تقديم القصيدة "إلى من هو حيُ عند ربه يُرزق، إلى من برز أمام الأعادي بكل شجاعة غير مكترث بدباباتهم ومدرعاتهم وقناصاتهم واثقًا بالله ومتكلاً على الله، وفي المشهد المصور ما يغني عن أي قول أو وصف في الشهيد طومر لا بالشعر ولا النثر " وفي طلعة الشمس ما يغنيك عن زُحلِ".

واعتبر القاضي الشرعي المشهد البطولي والموقف التاريخي الذي سطره الشهيد طومر وما تحلى به من رجولة ونجدة وإباء، فخراً وشموخاً وعزة لأهله وذويه ومحبيه ولكل فرد يمني حُر، وخذلاناً وهزيمة وفشلاً للعدوان وإذلالاً وإزعاجًا لمناصريه وقلقًا وخجلاً وخزيًا للفاسدين.

وإليكم القصيدة:

أبْشِرْ فَحظّك عند ربك يُشْكَرُ

ولك الخلود مكانةً ياطومرُ

 

ها أنت من جنْد النبي محمدٍ

في صفحة التاريخ لمّا يُذكرُ

 

ولأَنت من جيش الإمام وفي غدٍ

في الخلد يلقاك النبي وحيدرُ

 

في مشهد ذكّرتنا بدرًا وما

فيها كذلك ذكّرتنا خيبرُ

 

أَذْهلْتَ أَعْداءَ الْبَرِيّةِ عندما

عَلِموا بِأَنّك فَارِسٌ وغضَنْفَرُ

 

تَمْضي إلى الْموت الزّؤام كَأَنّهُ

عَذْبٌ فُرَاتٌ أَوْ نَخِيْلٌ مُثْمِرُ

 

تأتيْهِ إِيْمَانًًا لِتنْقِذ إخْوَةً

تلْقِي بنفسك بالفدا وتؤثِرُ

 

في مشْهَدٍ شَهِدَ الْوجوْدُ بِفِعْلِهِ

والموت نحوَك في الوغَىَ يَتَسعّرُ

 

وقَذَائف الأعْدا حولك جَمّة

وَكَأَنّ جَأْشَك نَحْوَهَا لاَ يَشْعُرُ

 

تَسْعَىَ إلَىَ مَوْتٍ قَريبٍ مِنْك فِيْ

شَمَمٍ بِهِ لَكِنّ وجْهَك مُسْفِرُ

 

تَمْشِيْ إِلَى الْأَقْرَانِ مشْيَةَ فَارِسٍ

تَحْنُوْ عليهم بالإخا وتُقَدّرُ

 

وعَبَرْت عَبْرَ وَسَائِلٍ شَتّىَ لِكَيْ

تجْلِيْ رِفَاقَك مِنْ حِصَارٍ يَقْهَرُ

 

وَمَضَيْتَ في عَزْمٍ تَدُوْسُ قَذَائِفًا

وَرَصَاص كَالْأَمْزَانِ نَحْوَكَ تُمْطِرُ

 

بِشَجاعَةٍ مَامثْلهَا شَهِدَتْ بِهَا

أبْصَارُ كُلّ معَانِدٍ لاَ يبْصِرُ

 

كَانَتْ خطَاك قَوِيّةً وَكَأَنّهَا

عند العدوّ قَذِيْفَةٌ تَتَفَجّرُ

 

لَقّنْتَهُ دَرْساً مُهِمّاً كان في

آمَالِهِ مِنْ فَوْقِ مَا يَتَصَوّرُ

 

قُتِلوْ هُنَاكَ وَأَنْتَ حَيٌ نَازِلٌ

في الخُلْدِ يَلْقَاك النّعِيْمُ الْأَوْفَرُ

 

شَهِدَتْ لك الأيام والآمال في

دَرْبِ الشّهَادَةِ أيُّهَا الْمُتَنَوّرُ

 

أَيْقَظْتَ إحْسَاسَ الشّبَابِ بِمَوْقِفٍ

نحو الجهاد وأنت حيّ تُنْصَرُ

 

وَمَضَيْت كَالْأَسَد الْهَصُوْرِ مُتَابِعًا

خطوَاتك الشّمّا فَلَا تَتَحَيّرُ

 

وَرَفَعْتَ هَامَات الرّجَالِ عَلَىَ الذّرَىَ

شَرَفًا إِلَىَ شَرَفٍ عَلَيْهِمْ يَظْهَرُ

 

وَصَنَعْتَ مُعْجِزَةً نُرِيْ الدّنْيَا بِهَا

أَنّا يَمَانِيّوْن لاَ نَتَقَهْقَرُ

 

ياَ إخْوَةَ الإيمان إنّ جِهَادَكُمْ

نَال الأْمَانِيّ الّتِيْ لَا تُحْصَرُ

 

أَسِوَاكُمُ يَأْتِيْ الْمَنَايَا جَهْرَةً

وَيُسِرّ إِيْمَانًا بذاك وَيَجْهَرُ

 

هَذا لَعَمْرِيْ عِزّ كُلّ مُجَاهِدٍ

وَفَلَاح مَنْ يَبْغِيْ الْجِهَادَ وَيَنْفُرُ

 

أَسِوَاكمُ يَأْتِيْ الْمَنَايَا طَائِعًا

يَسْعَىَ إِلى الرّحْمن لاَ يَتَأَخّرُ

 

عَجَبًا لِهَذَا الْفَارِسِ الْبَطَلِ الّذِيْ

يضْني الْأعادي واللّئَامِ وَيَبْهَرُ

 

عَجَبًا لَهُ إِنّ الْحَيَاةَ بِمِثْلِهِ

تَرْقَىَ عَلَىَ مرّ الزّمَانِ وَتَفْخَرُ

 

يَاحَبّذَا شَعْبٌ عَرِيْقٌ فِيْهِ مِنْ

مِثْلِ الْفَتَىَ الْيَمَنِيْ ليُوْثٌ تَزْأَرُ

 

فَكَأَنّ طَوْمَرَ قَْدْ ثَوَىَ في الْخلْدِ مِنْ

قَبْل الّذي صَنَعَتْ يَدَاهُ وَيُشْكَرُ

 

وَكَأَنّهُ نَظَرَ النّعِيْمَ لِعِشْقِهِ

لِشَهَادَةٍ مِنْهَا يجلّ وَيَكْبُرُ

 

حَتّىَ أتَتْهُ شَهَادَةٌ مَحْمُوْدَةٌ

نَصْرٌ مِن الرّحمن لمّا يَنْصُرُ

 

لَوْ لَمْ يَكُنْ فَخْرٌ لِأمّتِنَا سوَىَ

هَذَا لَكَان عَلَىَ الْمَدَىَ يَتَصَدّرُ

 

إِنّ الْجِهَادَ سَبِيْلُنَا بِحَيَاتِنَا

وَلَنَا بِهِ الْمَجْد الْفَرِيْدُ الْأوْفَرُ

 

لَا نَنْظُرُ الْغَازِيْ إذَا وَافَىَ بِنَا

إِلّاَ بِلَحْظِ الْفَتْكِ لَمّاَ يُقْبَرُ

 

ثم الصلاة على النبيّ وآله

ما الغيث في أرض البسيطة يَقْطُرُ