محافظة صنعاء.. إصرار على الاحتفاء بالعيد رغم العدوان والحصار


https://www.saba.ye/ar/news3140562.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
محافظة صنعاء.. إصرار على الاحتفاء بالعيد رغم العدوان والحصار
[19/ مايو/2021]

صنعاء - سبأ :

تقرير: جميل القشم

يتفرد الشعب اليمني بصموده وثباته أمام التحديات التي فرضها العدوان والحصار، ليرسم أجمل صور الصبر والصمود والإصرار على تجاوز الصعاب وإيجاد البدائل واستغلال المتاح لإحياء الأعياد والمناسبات المختلفة.

ورغم استمرار العدوان للعام السابع، لم يستسلم اليمنيون للتحديات ولم يثنهم تعاقب الأعوام في ظل الحصار وما نتج عنه من أزمات إنسانية، عن الاحتفال بعيد الفطر المبارك الذي حل هذا العام مع استمرار التداعيات الصعبة للأزمة الاقتصادية التي تسببت في معاناة أبناء الشعب اليمني.

وكغيرهم من أبناء اليمن، احتفل أبناء محافظة صنعاء بعيد الفطر بإصرار على تجاوز المعاناة والتغلب على الظروف الاستثنائية التي انعكست على عدم القدرة على شراء كافة الاحتياجات من الكسوة والحلويات وألعاب الأطفال وغيرها من المتطلبات.

أجواء ومظاهر الفرح مع بساطتها، إلا أن ملامح البهجة والمقاومة مثلت شعاراً رفعه الجميع مجسدين ثقتهم بالله عز وجل في أن عيدهم المقبل، هو عيد النصر على العدوان.

في حين تخللت مظاهر العيد تحركات لمحافظ ووكلاء المحافظة بتفقد أحوال منتسبي الجيش والأمن واللجان الشعبية وزيارة الجرحى وتوزيع هدايا نقدية وعينية عرفاناً بتضحياتهم وزيارة رياض الشهداء تخليداً لمآثرهم في صناعة النصر على العدوان.

وكالعادة سبق قدوم عيد الفطر إرسال قوافل عيدية للمرابطين في مختلف جبهات العزة والكرامة، لتعزيز الصمود ورفع معنويات الأبطال في الجبهات، كمبدأ يتقاسمه اليمنيون منذ بدء العدوان في 2015م.

جنود متعددون وقيادات ومسئولون وممثلو لجان التعبئة، عاشوا أجواء العيد في الميادين إما للمعايدة أو لجمع التبرعات دعما لفلسطين، فيما واصل رجال المرور والنقاط الأمنية واجبهم الوطني، مؤكدين أن فرحة العيد تتجلى في الصمود بمواقعهم حتى في المناسبات والأعياد.

إقبال واسع على المتنزهات :

زحام غير مسبوق اكتظت به متنزهات محافظة صنعاء ومناطقها السياحية والطبيعية رغم الظروف الاقتصادية.

البعض يفترش الأرض بين الأشجار، بينما يفضل آخرون تسلق الصخور وصولا إلى منابع المياه بغية الاستحمام والتقاط الصور التذكارية، وبعض الأطفال يجدون في جداول الوادي متسعا للعب والمتعة والترويح عن النفس، تحت نظرات الأهل التي تبادلهم ذات المشاعر والأحاسيس.

 أكثر من 400 ألف زائر استقبلتهم متنزهات محافظة صنعاء خلال إجازة عيد الفطر، وما تزال أفواج الزائرين تتواصل في كل المواقع السياحية المحيطة بالعاصمة، كشلال بني مطر ودار الحجر ووادي ظهر وأودية بني حشيش وحمل وسنع وأرتل وحمام جارف وسد سيان .

 

أجواء وطقوس العيد :

مساحات الفرحة والسعادة حاضرة في محيا الزائرون، الجميع يبتهج بطريقته على أنغام الزوامل الحماسية وتبادل الأحاديث خلال فترة المقيل للتعبير عما بأنفسهم من مشاعر فياضة.

وفي هذا الإطار أشار مدير مكتب السياحة بالمحافظة ناصر صبر إلى تزايد الإقبال على المواقع والمناطق السياحية خلال موسم العيد لهذا العام رغم الظروف المعيشية والاقتصادية الناتجة عن استمرار العدوان والحصار.

ونوه بما تزخر به محافظة صنعاء من مناخ فريد وطبيعة ساحرة وحصون وقلاع تاريخية وأثرية ما يتطلب تفعيل النشاط السياحي الذي تأثر سلبا بفعل العدوان والحصار.

وأكد ضرورة تأهيل المواقع والمنتجعات السياحية وتزويدها بمشاريع خدمية تلبي إحتياجات السياحة الداخلية على مدار العام.. داعيا رجال المال والأعمال إلى الاستثمار في القطاع السياحي بالمحافظة التي تعد منطقة جذب سياحي لتحقيق عائد لخدمة الاقتصاد الوطني.

وأفاد بأن شلال بني مطر استقبل خلال إجازة العيد أكثر من 150 ألف زائر وسد سيان بمديرية سنحان نحو 80 ألف زائر ومنطقة العشاش في بني مطر أكثر من عشرة آلاف زائر وسد مختان في مديرية بني حشيش قرابة عشرة آلاف زائر ومنتزه دار الحجر في مديرية همدان أكثر من 50 ألف زائر ومنتجع حمام جارف في بلاد الروس نحو 30 ألف زائر.

فيما أوضح مدير مكتب السياحة بمديرية بني مطر أحمد يحيى، أن المناطق السياحية بالمديرية شهدت إقبالا بزيادة 100 ألف زائر عن الفترة المقابلة من العام الماضي.. مبينا أن الخط الرئيسي المتجه نحو محافظة الحديدة يكتظ يوميا بنحو 1800 سيارة بالقرب من شلال المديرية المشهور.

وأشار إلى استمرار توافد الزائرين رغم انتهاء إجازة العيد خصوصا أن العيد تزامن مع موسم الأمطار على المحافظة والتي كستها حلة جميلة وطبيعة ساحرة.

 

ويعتبر الزائرون، شلال بني مطر الذي يبعد عن العاصمة صنعاء نحو 70 كيلو متر، قبلة سياحية لقضاء أجمل الأوقات في الهواء الطلق، حيث يتسابقون لإيجاد مكان يتسع لهم ولأسرهم في منحدرات الشلال الخضراء الذي تنبع مياهه من جبال مديرية الحيمة الخارجية وتمر شرقاً عبر جدول طبيعي يشق وديان البن والقات في مديرية بني مطر ثم تنحدر تدريجياً باتجاه الجنوب فالغرب حيث يلتقي بوادي سهام لينتهي به المطاف في سهول تهامة.

أعيادنا جبهاتنا:

شعار لطالما يتردد على ألسنة الكثير من أحرار وأبناء الشعب اليمني، تجسيدا لواحدية الموقف والمبدأ في مشاركة أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في ميادين الوغى الفرحة بمناسبة العيد، فتجد قيادات عديدة تستغل سنويا إجازة العيد للتحرك نحو الجبهات لتعزيز معنويات الأبطال واستلهام دروس العزة من بطولاتهم.

ويعتبر مدير عام الموارد البشرية بالمحافظة عبدالكريم السلامي، المرابطة إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في الجبهات أقل واجب في مثل هذه المناسبات.

فيما يرى هاني جعمان ومحمود الضياني وعلي الجعدي وعبدالله الديلمي وبجاش البجاش وأمين المحاقري وغمدان عيشان ومحمد المدولي، يعملون في مجال الإعلام بالمحافظة، أن فرحة العيد تكتمل بالتنقل من موقع إلى أخر لرصد وتوثيق الأنشطة العيدية للجان التعبئة والتحشيد، مؤكدين أن العمل في الميدان خلال أيام العيد لا يساوي شيئا مقابل صمود المرابطين في الجبهات.

أثبت اليمنيون على مدى سبعة أعوام من العدوان قدرة فائقة على الصمود وقهر التحديات، ليبقى الإصرار على المقاومة والسعي إلى الاستقلال والتحرر من الهيمنة الهدف الجامع لليمنيين الأحرار حتى تحقيق النصر.