مصر والعالم يسابقون الزمن لإعادة تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس


https://www.saba.ye/ar/news3134505.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
مصر والعالم يسابقون الزمن لإعادة تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس
[29/ مارس/2021]

عواصم – سبأ :

تسابق مصر والعالم الزمن لتعويم سفينة الحاويات الضخمة الجانحة في قناة السويس وإعادة فتح الممر المائي الدولي أمام حركة الملاحة الدولية، مع دخول تعطيل الملاحة في أهم ممر مائي يومه السادس وتفادي ضرر اقتصادي طال العالم شرقاً وغرباً .

وذكرت هيئة قناة السويس أن عملية إعادة تعويم سفينة الحاويات الضخمة الجانحة (إيفر غيفن) في الممر المائي قد بدأت بنجاح وبأن عمليات القطر ستستأنف مع ارتفاع المد في وقت لاحق اليوم الاثنين.

وقالت الهيئة في بيان أنه تم تعديل مسار السفينة (إيفر غيفن) بشكل ملحوظ بنسبة 80 بالمائة وأن حركة الملاحة ستستأنف بمجرد توجيه السفينة إلى منطقة الانتظار بالبحيرات.

وأكد المتحدث باسم شركة (شوي كيسن) المالكة لحاملة الحاويات أن السفينة "عالقة بزاوية 30 درجة نحو القناة لكن تمت حلحلتها" .. مشيراً إلى أنها استدارت لكنها "ليست عائمة بعد".

وقالت شركة إنشكيب لخدمات الشحن إن سفينة الحاويات الجانحة التي تسد قناة السويس منذ نحو أسبوع قد أعيد تعويمها اليوم الاثنين ويجري حالياً تأمينها مما يثير توقعات بفتح الممر المائي الحيوي قريبا.

وذكرت إنشكيب للخدمات البحرية في تغريدة على موقع التواصل تويتر أن عمليات إعادة تعويم السفينة نجحت في الساعة 4:30 فجرا بالتوقيت المحلي وأنه يجري حالياً تأمينها.

وتشير التقديرات إلى أن إغلاق الممر المائي الحيوي يكلف أسبوعيا من 6 إلى 10 مليارات دولار حسب شركة التأمين الألمانية "اليانس"، فضلاً عن أنه يضاعف أسعار النقل والتأمين وتكاليف الإنتاج والوقود عدة مرات.

وفي وقت يئن فيه العالم تحت وطأة (كورونا)، يصيب تعطيل المرور في قناة السويس بسبب جنوح السفينة اقتصاد مصر والتجارة العالمية بضربة موجعة.

وتذهب التقديرات الى أن كل يوم يتوقف فيه المرور عبر القناة تتكبد مصر خسائر تزيد على 15 مليون دولار كرسوم على مرور السفن عداً التكاليف المترتبة عن توقف أعمال خدمة السفن وأطقمها والأعمال الأخرى التي تساهم في إنعاش المدن المصرية على طول هذا الممر المائي الهام .

وتعد قناة السويس أحد أهم خمسة مصادر مستدامة للدخل القومي المصري من العملات الصعبة بعائدات سنوية وصلت إلى أكثر من 5.6 مليار دولار حلال العام الماضي.

كما تشكل القناة أحد أبرز القطاعات التي تساعد مصر على تحقيق طموحاتها التنموية ومواجهة أزماتها الاقتصادية، كون عائداتها مستقرة مقارنة بعائدات السياحة والسفر والاستثمار الأجنبي وقطاعات أخرى عرضة للتأثر السريع بالأزمات على غرار أزمة جائحة (كورونا).

وتشير بيانات مجلة (لويدز ليست) المختصة بالشحن البحري الى أن القناة تشهد مرور بضائع يبلغ ثمنها أكثر من 9.5 مليار دولار يوميا بمعدل 400 مليون دولار كل ساعة.

ووفقاً للمجلة نفسها، تفيد الحسابات التقريبية بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5.1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4.5 مليار دولار، فيما قدّرت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة بما بين12 و14 مليون دولار.

وتعد ألمانيا في مقدمة الدول المتأثرة والمتضررة من إغلاق القناة، حيث يشير معهد الاقتصاد العالمي في مدينة كيل الالمانية أن 8 إلى 9 بالمائة من صادراتها ووارداتها تمر عبر القناة، فضلاً عن ان هذا الضرر يطال بشكل خاص العلاقات الاقتصادية مع الصين الذي أضحت اهم شريك تجاري لألمانيا.

ويدل على ذلك أن ثلثي البضائع المتبادلة بين الطرفين يتم نقلها عن طريق السفن التي تمر عبر قناة السويس.

ويخشى اتحاد الصناعات الألمانية من انقطاع سلاسل توريد المواد الصناعية والمعدات بشكل يؤدي إلى قلة عرض الكثير من السلع والخدمات التي تعتمد عليها كصناعة الأجهزة الإلكترونية والسيارات ووسائل الإتصال ومعدات الطاقات المتجددة ومواد غذائية.

ويقول هولغ رلوش نائب المدير التنفيذي للاتحاد أن "السلاسل المتعثرة بين آسيا وأوروبا مهددة بالتوقف التام" وأن هذا "يمثل مشكلة خاصة لفروع الصناعة ذات الإنتاج المبرمج مثل صناعة السيارات".

وبالنسبة للعالم العربي سيكون إلى جانب أوروبا وتركيا من أكثر المناطق تضرراً أيضاً كون الصين أضحت أهم أو أحد أهم الموردين إلى أسواق بلدان شمال أفريقيا وشرق المتوسط بنسب تتراوح بين 10 بالمائة كما في حالة المغرب وما يزيد على 18 بالمائة كما في مصر.

وبالنسبة إلى دول الخليج فإنها تصدر قسماً هاماً من النفط والغاز المسال عبر القناة، حيث تذهب التقديرات إلى أن ما بين مليون إلى مليون ونصف برميل نفط يوميا تُشحن يومياً عبرها إلى الأسواق الأوروبية والتركية وأسواق دول أخرى... بيد أن المشكلة الأكبر لهذه الدول في اعتماد أسواقها بنسب تتراوج بين 20 إلى 30 بالمائة على السلع الاستهلاكية التي تستوردها من أوروبا وشمال أمريكا مروراً بقناة السويس.

وكانت السفينة والبالغ طولها نحو 400 كيلومتر تنقل البضائع بين آسيا وأوروبا عندما جنحت يوم الثلاثاء في قناة السويس، ما أدى إلى تعليق حركة الملاحة البحرية في هذا الممر المائي الهام والبالغ طوله نحو 200 كيلومتر، خاصة وانه يشهد مرور نحو 30 بالمئة من حجم حاويات الشحن في العالم.