لقاحات كورونا .. الرعب الذي لم يفرزه الفيروس نفسه


https://www.saba.ye/ar/news3134248.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
لقاحات كورونا .. الرعب الذي لم يفرزه الفيروس نفسه
[27/ مارس/2021]

عواصم-سبأ:تقرير فاطمة هاشم

يبدو أن مخاوف العالم من فيروس كورونا لم تتبدد بعد، رغم ما قطعته الكثير من الدول العظمى ومراكز الأبحاث الدولية في هذه الدول من شوط ضمن مضمار المنافسة على إعلان إنتاج اللقاحات المضادة للفيروس الخطر الذي سبب القلق والهلع في كل دول العالم.

ومع تجربة استخدام اللقاحات على مواطني تلك الدول المنتجة له، تتزايد أعداد حالات الوفيات المعلنة نتيجة تعاطي هذه اللقاحات حول العالم اليوم، الأمر الذي فاقم من المخاوف منها أكثر من الفيروس نفس.

ومنذ ظهور فيروس كورونا في أواخر يناير 2019 في مدينة ووهان الصينية، وإعلان منظمة الصحة العالمية الفيروس كجائحة تقض مضجع العالم، ما يزال الكثيرون حول العالم ينتظرون اللقاح الناجع الذي يخلص البشرية من فيروس ظهر من الوهلة الأولى طارئا قبل أن يتحول إلى كابوس مرعب، لا يرى بالعين المجردة  يحصد معه أرواح الملايين من البشر حول العالم،ويضع كل شيء على دول العالم على المحك .

ورغم تسابق الدول العظمى لإنتاج اللقاحات المضادة لهذا الفيروس التي تهافتت علية الحكومات لتلقيح مواطنيها و إنقاذهم من هذا الفيروس الفتاك ،إلا أن ذلك لم يحد من انتشاره ولا التوصل إلى لقاح ناجع من شأنه أن ينقذ البشرية من خطر داهم، يتربص بالجميع دون استثناء، ولا يبارح العتبات والزوايا والأمكنة .

ولا شك أن اللقاحات الواقية المعلنة من ( كوفيد - 19) كانت وما تزال الأمل بالنسبة للكثيرين حول العالم لتخليصهم من خطر الكابوس المحدق، لكن استمرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في  تقويض منح الموافقات على الاستخدام الطارئ للقاحات فقط، أثار التساؤلات المفزعة حول مدى أمن هذه اللقاحات .

والملاحظ رغم تسجيل الكثير من حالات الوفاة نتيجة تعاطي في الكثير من بلدان العالم، إلا أن عدم الاعتراف من  قبل بعض الدول والحكومات بذلك وكذا الكثير من مراكز الأبحاث الدولية ، والأهم عدم اعتراف منظمة الصحة العالمية يعطي مؤشرا خطيرا حول الغموض الذي ما يزال يلف مستقبل العالم مع الفيروس والتداعيات اليومية بل والمخاوف اليومية الناتجة عنه .

ويبرز العديد من اللقاحات المنتجة غير أن  ظهور  عدد من حالات الوفاة المسجلة بعد تلقي لقاح كورونا ، قد شكك في جدوى الكثير من هذه اللقاحات ، حيث أبلغت النرويج الأسبوع الماضي عن وفاة 23 شخصا ثم عن وفاة 33 شخصا من كبار السن الذين تلقوا لقاح " فايزر – بيونتيك " من بين نحو 20 ألفا من نزلاء دور رعاية المسنين الذين اخذوا اللقاح ، وكذا 13 يجري تحليل حالتهم عن كثب كانوا متقدمين جدا في السن ومعرضين للخطر وحاملين لأمراض خطيرة وفق ما أكده وكالة الأدوية .

و لعدم تحديد علاقة مباشرة بين الوفاة واللقاح وضعت وكالة الأدوية فرضية أن بعض الآثار الجانبية للقاح مثل الحرارة والإرهاق غير خطيرين على المريض الذي بصحة جيدة ، لكنها قد تكون مميته للمرضى الأكثر ضعفا .

وكذا رصدت وكالة الأدوية بفرنسا في الـ22 من يناير الماضي تسع وفيات لأشخاص متقدين في السن من نزلاء دور رعاية المسنين ممن يعانون من أمراض مزمنة و يتعاطون علاجات قوية .

وسجلت كذلك 13 وفاة لمتقدمين في السن  بالسويد و7 في ايسلندا وفي البرتغال أعلنت وسائل الإعلام في يناير الماضي وفاة عاملة في الرعاية الصحية بعد يومين من أخذها للقاح ، لكن بعد تشريح الجثة تبين عدم وجود رابط بين اللقاح وسبب الوفاة وفق السلطات الصحية البرتغالية .

وأعلن بفرنسا في 18 من يناير الماضي عن 71 وفاة على المستوى الأوروبي لأشخاص تلقوا اللقاح ، دون إعطاء إي تفاصيل إضافية . 

ورغم تلك الأرقام لوفيات لقاح كورونا إلا أن هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي أعلنت أنها لا تزال "مقتنعة بشدة"، بأن فوائد لقاح أكسفورد أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا تفوق المخاطر.

وأكدت مجددا أنه "لا يوجد مؤشر" على أن اللقاح يسبب جلطات دموية، بعد أن أوقفت عدة دول كبرى في الاتحاد الأوروبي توزيعه.

وقالت رئيسة وكالة الأدوية الأوروبية، إيمير كوك، إن الاتحاد متمسك بقراره الموافقة على اللقاح ولا يزال التحقيق في حالات الجلطات التي أصابت عددا قليلا ممن تلقوا اللقاح مستمرا.

وحثت منظمة الصحة العالمية الدول على عدم وقف التطعيمات. واجتمع خبراء سلامة اللقاحات من منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء المنصرم  لمراجعة لقاح أوكسفورد أسترازينيكا .

وتقول الوكالة الأوروبية إن عدد الجلطات الدموية، المبلغ عنها في الأشخاص الذين تم تلقيحهم، ليس أعلى من العدد الذي لوحظ في عامة السكان .

وفيما أكدت منظمة الصحة العالمية دعمها بشكل تام للقاح "أسترازينيكا" المضاد لكورونا،  انضمت تايلاند إلى عدد من الدول في وقف استخدامه بسبب تقارير عن إصابة عدد من متلقيه بجلطات دموية .

ويبرز من بين التناقضات استجابة منظمة الصحة العالمية لرفض لقاح "أسترازينيكا" في عدد من دول الاتحاد الأوروبي.

 ورغم أدراك  المنظمة تماما أن "لقاح "أسترازينيكا"، هو الأرخص والأكثر جودة من بين اللقاحات التي يتم إنتاجها حتى  الآن، إلا أن ثمة من يسوق في أروقتها إلى أن يكون الدعامة الأساسية لبرامج التطعيم ضد فيروس كورونا في معظم الدول النامية .

وقالت المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس، إن "اللقاح ممتاز، ولا بد أن نعرف أن علينا الاستمرار في استخدامه ".

وأضافت: "268 مليون جرعة من لقاحات (كوفيد-19) التي طورتها شركات عديدة جرى التطعيم بها عالميا دون أن يظهر أن أيا منها كان سببا في حالة وفاة واحدة ".

من جهتها، قالت وكالة الأدوية الأوروبية الأربعاء الماضي، أن "هناك تقارير عن 22 حالة تتعلق بتجلط الدم بين 3 ملايين شخص تلقوا اللقاح ".

وانضمت بلغاريا إلى الدنمارك والنرويج وايسلندا في وقف استخدام اللقاح الخميس المنصرم في حين أوقفت النمسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا توزيع اللقاح .

ووسط كل هذا التضارب والضبابية وعدم الوضوح،  يبدو جليا حالة الغموض التي ما تزال تكتنف مستقبل البشرية مع فيروس كورونا، خصوصا مع تصاعد وتيرة تغليب الكثير من الدول والشركات والمنظمات لمبادئ تحقيق المصالح والمكاسب المادية على القيم الأخلاقية في التعاطي مع مفردات الجائحة وتداعياتها .

  كما يبدو من المهم الإشارة إلى أن الانقسام الواضح في المواقف حول مدى فاعلية  اللقاحات المنتجة من عدمها على كثرتها قد عززت لدى السواد الأعظم  من الناس  تفضيل الموت بالإصابة بالفيروس على الموت بجرع لقاحات "الموت الرحيم" الرامية لتحقيق أعلى المكاسب المالية في زمن لم يعد فيه للإنسانية واعتباراتها إي مكان خصوصا بالنظر إلى ما رافق ظهور الفيروس وجدوى اللقاحات اليوم من ملابسات مثيرة لرعب لم يفرزه ظهور الفيروس نفسه .