إيران تتوعد بمسح مدن الكيان الصهيوني إذا ارتكب أي خطأ ضدها


https://www.saba.ye/ar/news3126373.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
إيران تتوعد بمسح مدن الكيان الصهيوني إذا ارتكب أي خطأ ضدها
[29/ يناير/2021]

عواصم - سبأ : مرزاح العسل

تعهدت إيران بالدفاع عن نفسها، والرد بكل قوة على أي تهديد لأمنها، وتوعدت بمسح مدن الكيان الصهيوني (تل أبيب وحيفا) وتسويتها بالأرض على الفور في حال ارتكب أي حماقة ضدها.

ويأتي ذلك بعد أن هدد الكيان الصهيوني بشن هجوم عسكري على إيران، بهدف منعها من امتلاك قنبلة نووية (حد زعمه)، وحذر سكان لبنان وقطاع غزة من أن مناطقهم ستكون ميدانا للعمليات العسكرية كونها "مكتظة بالصواريخ".

التهديدات الإسرائيلية جاءت على لسان رئيس أركان الكيان الصهيوني أفيف كوخافي، خلال كلمة له فيما سُمى بـ"مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" يوم الثلاثاء الماضي.

تسوية تل أبيب وحيفا بالأرض:

الرد الإيراني على تهديدات كوخافي جاء سريعاً.. حيث أكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، أن بلاده لن تتردد في الدفاع عن نفسها، وسترد بقوة على أي تهديد لأمنها.

وقال روانجي: إن "إسرائيل تواصل الكذب والخداع لإظهار أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا للمنطقة".. معتبراً أن "تل أبيب" تهدف من خلال هذه التهديدات إلى التعتيم على أسلحتها النووية وأفعالها التي تهدد استقرار المنطقة برمتها.

كما أكد أن "إسرائيل" فعلت كل ما في وسعها لهدم الاتفاق النووي المبرم مع بلاده، وعلى المجتمع الدولي أن يكون حذرا من ذلك.. مطالبا بأن يقوم بمسؤوليته تجاه التهديدات الإسرائيلية.

من جانبه اعتبر محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، وضع الكيان الصهيوني "خطط" لمواجهة أي تهديد نووي إيراني، أنها تدخل في إطار "الحرب النفسية".

وقال واعظي: إن "الإسرائيليين يقومون بشن حرب نفسية، إنما ليست لديهم أي قدرة على مهاجمة إيران".. مضيفاً "لا نية لدينا بالدخول في حرب، لكننا سندافع عن بلادنا".

وتأييدا لتصريحات واعظي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في اجتماع حكومي: إن بلاده ستنفذ التزاماتها النووية فور عودة جميع الأطراف إلى تنفيذ التزاماتها ورفع العقوبات المفروضة على طهران.

وأضاف روحاني: إن كافة دول العالم، باستثناء إسرائيل ودولتين في المنطقة، تدعو إلى عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.

فيما توعد كبير متحدثي القوات المسلحة الايرانية العميد أبو الفضل شكارجي، بتسوية مدينتي تل أبيب وحيفا بالأرض على الفور في حال ارتكبت اسرائيل أي خطأ، وقال: "إذا ارتكب الكيان الصهيوني أدنى خطأ، فإننا سنسوي قواعده الصاروخية وحيفا وتل أبيب بالتراب في أقصر وقت".

ووصف التهديدات الأخيرة لرئيس أركان جيش الكيان الصهيوني المعادية لإيران بأنها حرب نفسية مؤكداً "أنهم لحد الآن لم يدركوا قوة القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية".

وأضاف: "إنهم ليسوا على علم بقدرات الجمهورية الإسلامية، القدرات التي لم يتم الكشف عنها بعد، وتم الكشف عن جزء منها في هذه المناورات، مع هذه القدرات فإنه من المؤكد سنسوي تل أبيب بالتراب في أقصر زمن ممكن.. ووفقا لما أدلى به قائد الثورة الإسلامية، إنهم إذا ارتكبوا الخطأ، فسوف يشاهدون بأعينهم انهيارهم، وفي الواقع سوف يقدمون توقيت انهيارهم إلى الأمام".

وتابع قائلاً: "على الكيان الصهيوني ألا يفكر في شيء أقل من الانهيار ولا يجب أن يقول ما هي خططه في المستقبل".

واختتم كبير متحدثي القوات المسلحة الايرانية قائلا: "اليوم وقد أُدرج انهيار الكيان الصهيوني على جدول الأعمال، يجب أن ينهار هذا الكيان وهذا الورم السرطاني في المنطقة، الذي الحق أضرارا فادحة بالأمة الاسلامية".

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف هو الآخر، وعلى هامش زيارته لجورجيا اليوم، قال: "ندرك هواجس أصدقائنا في جورجيا، ونحاول استخدام الأطر الإقليمية لتخفيف التوتر وتطوير التعاون".

وأضاف: إن منطقتنا مرت بظروف صعبة للغاية ونحن الآن بحاجة إلى تجاوز تلك الظروف.

وتابع قائلاً: علينا الاستفادة من الظروف الجديدة للتعاون مع دول المنطقة لضمان عدم تكرار الحروب والصراعات في منطقتنا.

الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم، وصف تهديدات رئيس أركان جيش العدو الصهيوني "أفيف كوخافي" باستهداف المدنيين بأنها تعكس منطق العربدة.

وقال قاسم في بيان له: إن "تصريحات كوخافي عن تخطيط جيشه لاستهداف المناطق السكنية المدنية في أي مواجهة قادمة في قطاع غزة أو لبنان، يعكس بكل صلف منطق العربدة والبلطجة التي يتصرف بها العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني ومكونات أمتنا".

وأضاف: إن "تهديدات كوخافي بارتكاب مجازر ضد شعبنا الفلسطيني أو الشعب اللبناني ليست جديدة؛ فجيش العدو ارتكب مراراً مجازره ضد الشعوب العربية في كل المواجهات والحروب، ولكنه في كل مرة يعجز عن تحقيق النصر ضد المقاومة الباسلة".

بدروها أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وعلى لسان القيادي في داود شهاب، بتمسك الفلسطينيين بخيار الدفاع عن النفس ومقاومة العدوان الإسرائيلي والتصدي للإرهاب الصهيوني، والرد بالمثل على أي اعتداء صهيوني قادم.

وقال شهاب: إن "ما تحدث به كوخافي ليست المرة الأولى التي يهدد فيها قادة الاحتلال بالعدوان والتلويح بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين".. مضيفاً إنهم يمارسون هذا الاٍرهاب وارتكبوا أبشع الجرائم ولم يقفوا عند حدود التهديد بل ارتكبوا الفعل الاجرامي ذاته".

هذا وكان رئيس أركان الكيان الصهيوني أفيف كوخافي قد صرح الثلاثاء الماضي: بأن "قوة الردع الإسرائيلية زادت في وجه الدول التي تهدد أمنها".. قائلاً: إن "هذه الدول ليست لها النية لشن هجمات ضدنا وكل عملياتها ضدنا تأتي في سياق الرد على نشاطات نقوم بها نحن".

وأضاف: إنه "في مواجهة المحور الشيعي الذي يمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان تبلور تحالف إقليمي قوي يبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي، حيث تقف إسرائيل داخل هذا التحالف".

وتابع قائلاً: إن "إيران لا تعتبر مشكلة إسرائيلية فحسب بل مشكلة دولية لأنها تغذي الإرهاب في العالم عامة وفي الشرق الأوسط خاصة".. مضيفا إن "العودة إلى الاتفاق النووي لسنة 2015 أو حتى التوصل إلى اتفاق مشابه ومعدل سيكون اتفاقا سيئاً على المستويين العملي والاستراتيجي، لذا يجب عدم السماح لذلك".

وأشار كوخافي إلى أنه أصدر "تعليمات لجيشه لوضع الخطط العملياتية فيما يتعلق بإيران، غير أن قرار تنفيذها يبقى في يد المستوى السياسي بالطبع.. وأن بلاده تتمتع بحرية عمل واسعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.. وأنها مهددة بصواريخ من لبنان وسوريا وغزة وإيران".

وحذر كوخافي اللبنانيين وسكان غزة بترك منازلهم في حال اندلاع الحرب.. قائلاً: "في الحرب المقبلة ستسقط آلاف الصواريخ علينا لكننا سنرد بشكل واسع".

انتقاد تصريحات كوفاخي:

تصريحات كوخافي تعرضت لانتقادات واسعة من قبل الإعلام العبري وبعض الخبراء، حيث اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية: "أن رئيس الأركان وضع نفسه في موضع رئيس الوزراء ضد الأمريكيين".

وقالت: إنه "لم يسبق لأحد من رؤساء الأركان أن تحدّث بحدة شديدة كهذه"، وإنه "ليس من المفترض أن يصدر الضابط الأول في الجيش تعليمات للولايات المتحدة حليفتنا الرئيسية، التي تواصل تمويلها لنا بـ3.8 مليار دولار كمساعدة أمنية سنوية، حتى في خضم أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة".

من جانبها، قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية: إن "خطاب كوخافي كان بالعبرية، لكن كان هناك متلقّون رئيسيون باللغتين الإنجليزية والفارسية، والهدف من هذه الرسالة هو أن يتردد صداها من واشنطن إلى طهران، ومن إدارة بايدن إلى مكتب آية الله خامنئي".

وأضافت الصحيفة: "أراد رئيس الأركان أن يوضح لكليهما (بايدن وخامنئي) أن إسرائيل ستواصل حربها ضد البرنامج النووي الإيراني لقد أوضح نتنياهو بالفعل أنه سيعارض أيضاً أي اتفاق محسّن مع طهران، ودعم رئيس الأركان لنتنياهو له وزن كبير في السياسة الإسرائيلية".

وتابعت قائلة: "إن كوخافي كان قد وزن موقفه جيداً قبل اختيار إقحام نفسه (وضمنياً الجيش الإسرائيلي) في مواجهة حتمية على ما يبدو بين تل أبيب وواشنطن حول إيران وملفها النووي".

وأوضحت الصحيفة أن رسالة كوخافي لبايدن باختصار شديد مفادها "أننا سنتصرف بمفردنا إذا لزم الأمر"، وأن "إسرائيل ستكون سعيدة بانضمام الولايات المتحدة إليها في الحرب ضد البرنامج النووي الإيراني، لكنها لن تتردد في القيام بذلك من تلقاء نفسها".

ولاقت تصريحات كوخافي أيضاً انتقاداً مبطناً من وزير خارجية الكيان الصهيوني غابي أشكنازي الذي دعا، في المؤتمر نفسه، إلى عدم مواجهة الأميركيين بشكل علني.

فيما اعتبر خبراء، من بينهم رئيس الشعبة السياسية في وزارة الأمن سابقاً، عاموس غلعاد، كلام كوخافي تحدٍ لواشنطن.

كما سجل خبراء عدة ملاحظات على كلمة كوخافي، أبرزها أن كلامه يحمل رسائل تحدي لواشنطن، ويبث إشارات ضعف لطهران.. فيما انتقد آخرون تغييب كوخافي للصعوبات الحقيقية في جيش الكيان الصهيوني، أي "الحافزية وفقدان ثقة الجمهور بالجيش".

ومن الانتقادات أيضاً، أشار معلقون إلى أنه خلافاً لما كان في العام 2015، من وجود فجوة بين رؤية رئيس الأركان آنذاك غادي ايزنكوت وبين رؤية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للاتفاق النووي مع إيران، ففي العام 2021، يتماهى كوخافي مع سياسة نتنياهو.

فيما رأى آخرون أن الجزء الأهم واللافت في خطاب كوخافي كان المُتعلّق بكلامه العلني عن الاتفاق النووي مع إيران، بحيث بعث برسالة إلى إدارة بايدن الجديدة حيال الخشية من العودة للاتفاق النووي.

رسائل لإدارة بايدن:

تهديدات كوخافي جاءت بعد نحو أسبوع من تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه خلفا للرئيس السابق دونالد ترامب الذي اعتمد سياسة "الضغوط القصوى" حيال إيران، وانسحب أحاديا عام 2018 من الاتفاق حول برنامجها النووي الذي أبرم قبل ذلك بـ3 سنوات مع القوى الكبرى.

وكان بايدن قد ألمح الى احتمال عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي شرط عودة طهران إلى تنفيذ كامل التزاماتها بموجبه، والتي كانت بدأت التراجع عنها بشكل تدريجي بعد عام من الانسحاب الأميركي.

مراقبون اعتبروا أن التهديدات الإسرائيلية "النادرة" و"الغير مسبوقة" جاءت كرسالة تحذير واضحة للرئيس الأمريكي جو بايدن، ليخطو بحذر في أي مشاركة دبلوماسية مع إيران، ومن المحتمل أن تكون قد حصلت على موافقة مسبقة من قبل رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو.

ويذكر أن إيران نفذت سلسلة من المناورات العسكرية واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك المناورات البرية والجوية والبحرية على طول ساحل مكران وبحر عمان.. وجاءت التدريبات بعد أن جعلت الولايات المتحدة قاذفات (B-52) تحلق فوق المنطقة، وهي المرة الخامسة خلال الشهرين الماضيين.

ويرى محللون أن طهران تهدف من مناوراتها العسكرية والصاروخية وتدريبات الطائرات المسيرة إلى إظهار قوتها، بينما ترسل رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بأن المفاوضات المحتملة بين البلدين لن تكون سهلة.