اقتحام الكونغرس وتألم الديمقراطية الامريكية


https://www.saba.ye/ar/news3124878.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
اقتحام الكونغرس وتألم الديمقراطية الامريكية
[18/ يناير/2021]

عواصم - سبأ: عبد العزيز الحزي

تلقت الديمقراطية الأمريكية ضربة موجعة هي الأولى في تاريخها في أحد أهم ركائزها، على إثر اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الأربعاء الماضي مبنى الكونغرس، فيما كان يعقد مجلسي النواب والشيوخ جلسة للمصادقة على فوز جو بايدن في السباق الرئاسي.
وقد وقف العالم ليل الأربعاء مشدوها ومذهولا أمام الأحداث التي شهدها مبنى الكونغرس الأمريكي التي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأة لقيت مصرعها برصاص الشرطة، فيما قضى ثلاثة آخرون، في المنطقة المحيطة بالكابيتول، لكن الشرطة لم تذكر ما إذا كانت هذه الوفيات مرتبطة بأعمال العنف .
وأصيب العالم بصدمة كبيرة أمام هذه المشاهد لاسيما وأن المستهدف منها كان أحد ركائز الديمقراطية في الدستور الأمريكي أي الكونغرس بمجلسي النواب والشيوخ.
وستظل صور الاقتحام لمبنى الكابيتول، الذي كان يحتضن الجلسة المشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب، يوم السادس من يناير العام 2021 عالقة في أذهان كل من رأها ومحفورة بأسى وحزن في كتب التاريخ. فقد أثار الاقتحام لوقف المصادقة على فوز بايدن بالرئاسة صدمة ليس في الولايات المتحدة فقط بل في العالم .

واضطر ممثلو الشعب الأمريكي إلى قطعها بسبب اقتحام المبنى قبل أن تستأنف في وقت لاحق، وتتم المصادقة الأربعاء الماضي على فوز بايدن.
وبعد هذه الأحداث، يرى الكثير من المراقبين أن المخاوف تزداد مما يمكن أن يفعله ترامب خلال الأيام المتبقية له في البيت الأبيض، حيث من المفترض أن يسلم السلطة لبايدن في 20 من الشهر الجاري.

وحذر (إف.بي.آي) ووكالات اتحادية أخرى من احتمال وقوع أعمال عنف قبل موعد التنصيب إذ يتطلع المتعصبون للبيض وغيرهم من المتطرفين إلى استغلال الإحباط بين مؤيدي ترامب الذين صدقوا الأكاذيب حول تزوير الانتخابات.

وفي أعقاب أحداث العنف الدامية التي وقعت في السادس من يناير الجاري في واشنطن، قال بعض أعضاء الجماعات المتطرفة إنهم لن يشاركوا في المظاهرة المؤيدة لحمل السلاح المقرر لها يوم الإثنين في فرجينيا.

وعبرت السلطات عن القلق من خطر اندلاع أحداث عنف مع احتشاد مجموعات متعددة في ريتشموند عاصمة الولاية.

 وطلبت بعض جماعات العنف والجماعات المتطرفة من أنصارها البقاء في منازلهم في عطلة نهاية هذا الأسبوع، مشيرة إلى تكثيف الوجود الأمني أو خطر أن تكون الأحداث المخطط لها بمثابة فخاخ للإيقاع بهم تحت طائلة القانون.

وحاليا، تعيش عواصم الولايات الأمريكية الخمسين على وقع حالة تأهب أمني قصوى مع قرب انتهاء ولاية ترامب وفي ظل مخاوف من حدوث مظاهرات تتزامن مع موعد تنصيب بايدن في 20 يناير الجاري.

وقد أقيمت الحواجز ونشر آلاف من قوات الحرس الوطني في محاولة لتجنب تكرار واقعة الهجوم على الكونجرس التي هزت البلاد في السادس من يناير الجاري.

 وأُغلقت العاصمة الأمريكية واشنطن مع استعداد مسؤولي إنفاذ القانون لمواجهة تجمعات مؤيدة للرئيس ترامب المنتهية ولايته في عواصم الولايات الأمريكية الخمسين.

ومن بين الولايات الخمسين التي قامت بتعبئة حرسها الوطني لتعزيز الأمن، ميشيجان وفرجينيا وويسكونسن وبنسلفانيا وواشنطن، بينما قامت تكساس بإغلاق مبنى كونجرس الولاية اعتبارا من اليوم وحتى يوم التنصيب.

وذكرت شبكة (سي.إن.إن) الأمريكية السبت نقلا عن تقرير للشرطة ومصدر بقوات إنفاذ القانون أن أفراد الشرطة في وسط مدينة واشنطن ألقوا القبض على رجل من فرجينيا حاول المرور عبر نقطة تفتيش تابعة لشرطة الكونجرس الجمعة بينما كان يحمل أوراقا مزورة ومسدسا مزودا بالطلقات وذخيرة تزيد على 500 طلقة.

وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب الهجوم الدامي على مبنى الكونجرس الأمريكي في السادس من الشهر الجاري من جانب مزيج من المتطرفين وأنصار ترامب.

وينتشر حاليا آلاف من أفراد الحرس الوطني المسلحين في شوارع واشنطن في استعراض للقوة لم يسبق له مثيل في العاصمة الأمريكية، وذلك بعد الهجوم على مبنى الكونجرس.

ومن المقرر إغلاق عدد من الجسور المؤدية لمدينة واشنطن، فضلا عن عشرات الطرق. كما تقرر منع الزيارات إلى عدد من المعالم الشهيرة بأنحاء البلاد حتى الأسبوع المقبل.

ولم تسلط وسائل الإعلام الضوء كثيراً على الجهات والمنظمات التي تنتمي إليها تلك الجماعات المناصرة لترامب والتي قامت بعملية اقتحام مبنى الكونجرس والتي كان بعض المتظاهرين يحمل شعارات وأعلاماً لها علاقة بأفكار وجماعات محددة ، لكنها تركز على دور ترامب وخطابه التحريضي في اقتحام مناصريه للمبنى يوم السادس من الشهر الجاري.

وذكر مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي أنه تم توجيه الاتهام إلى 15 شخصا على خلفية أعمال العنف التي وقعت خلال اقتحام مبنى الكونغرس الأربعاء الماضي. وكشفت التحقيقات عن سرقة حاسوبين محمولين، فيما تمكنت السلطات من توقيف الرجل الذي ظهر في التسجيلات وهو يجلس على مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إضافة إلى نائب جمهوري شارك في عملية الاقتحام وقد تتم محاكمته بتهمة الإخلال بالنظام العام.

ومن المؤكد أن يغيب الرئيس ترامب المنتهية ولايته الذي ازداد عزلة بعد اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول عن مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير، فيما يعتزم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حضور المراسيم .ومن المقرر أن تكون المراسم محدودة بسبب تفشي وباء كوفيد-19.

وسيؤدي بايدن اليمين حوالي منتصف نهار الأربعاء المقبل وسط حضور أمني مكثف تحسبا لتكرار أعمال الشغب في مبنى الكابيتول.

ويواجه ترامب الاثنين آلية عزل هي الثانية في ولايته في حدث غير مسبوق في التاريخ الأمريكي.

ويتضمن نص يهدف لإطلاق إجراءات عزل الرئيس صاغه نواب ديمقراطيون، اتهاما لترامب بأنه "تعمد إطلاق تصريحات" شجعت مناصريه على اقتحام مقر الكونغرس.

وأفادت وكالة بلومبرغ للأنباء بأن ترامب يعتزم السفر إلى منتجع مار إيه لاغو في فلوريدا لبدء حياته بعد الرئاسية.