اقتحام مبنى الكونغرس يثير صدمة في أمريكا والعالم


https://www.saba.ye/ar/news3123619.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
اقتحام مبنى الكونغرس يثير صدمة في أمريكا والعالم
[09/ يناير/2021]

واشنطن - سبأ :

صدمت مشاهد اقتحام متظاهرين لمبنى الكونغرس الأمريكي الكثيرين عبر العالم حيث كانت تجري جلسات المصادقة على الرئيس المنتخب جو بايدن كرئيس جديد للولايات المتحدة، وجاء الحدث الغير مسبوق نتيجة الخطاب الشعبوي للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ونظرية المؤامرة كما عبر حلفاء الولايات المتحدة عن صدمتهم بهذا الحدث.

وستظل صور اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول، الذي كان يحتضن جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب، يوم السادس من يناير العام 2021 عالقة في أذهان كل من رأها ومحفورة بأسى وحزن في كتب التاريخ. فقد أثار الاقتحام لوقف المصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة صدمة ليس في الولايات المتحدة فقط بل بين أصدقائها وأعدائها في العالم على السواء.

وتوالى التنديد من السياسيين الرؤساء السابقين بهذا الحدث غير المسبوق الذي يمثل ضربة في الصميم للديمقراطية الأمريكية التي خط مسارها الآباء المؤسسين.كما توالت ردود الفعل الخارجية من حلفاء الولايات المتحدة وخصومها في آن واحد.

ونتيجة الفوضى غير المسبوقة وأعمال العنف التي رافقتها ضد أبرز رموز الديمقراطية الأمريكية، مثل اقتحام أنصار  ترامب مبنى الكابيتول خلال جلسة للكونغرس للمصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة، صدمة للكثير من الأمريكيين والمتابعين في جميع أنحاء العالم.

وندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بما وصفه بـ"مشاهد مخزية"، فيما حث وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنصار ترامب على "التوقف عن دوس الديمقراطية".

وفي باريس، اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون أن ما حصل في واشنطن "ليس أمريكيا بالتأكيد".

ووجه الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس انتقادا لما حدث في الولايات المتحدة وقال إن الديمقراطية الغربية "هشة وضعيفة"، محذرا من صعود "الشعبوية" بعد الاضطرابات التي أثارها أنصار ترامب في مبنى الكابيتول.

دعوات لتنحية ترامب

ولم يتبق سوى أسبوعين لترامب في البيت الأبيض. ومع تراجع نشاطاته العامة منذ أسابيع وتقارير عن عدم قدرته على التعاطي مع الأمر الواقع، ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الحكومة تبحث بتكتم مسألة عزله كونه غير أهل للمنصب، بموجب التعديل الـ25 للدستور.

وكتب جميع الأعضاء الديمقراطيين في اللجنة القضائية بمجلس النواب في رسالة إلى نائب الرئيس مايك بنس أن "استعداد الرئيس ترامب للتحريض على العنف والاضطرابات الاجتماعية لإلغاء نتائج الانتخابات يتطابق مع هذا المعيار".

وكان ترامب قد حث أنصاره في كلمة غاضبة أمام البيت الأبيض، على السير نحو الكابيتول وطالب نائبه مايك بنس الذي ترأس جلسة الكونغرس، بالتدخل لعكس مسار الهزيمة. لكن بنس الذي بقي مخلصا لترامب طيلة أربع سنوات وصامتا خلال الانتخابات، قال في بيان في اللحظة الأخيرة إنه لن يفعل ذلك.

واستأنف النواب وأعضاء مجلس الشيوخ جلستهم المشتركة بعد توقف استمر ساعات بسبب اقتحام المبنى وبعد إخلائه من المتظاهرين مساء الأربعاء، ورفضوا خلال تصويت أول اعتراضا مقدما على فوز بايدن، في وقت تراجع العديد من الموالين لترامب عن مواقفهم في أعقاب أحداث العنف التي حصلت.

الجمهوريون يقفزون من المركب بعد الاقتحام للكونغرس

وستطبع الصور التي التقطت من داخل مبنى الكابيتول العريق الذي يضم الكونغرس الأمريكي في واشنطن التاريخ. فقد اجتاز حشد من المتظاهرين الذين كانوا يلوحون برايات بعضها كتب عليه "ترامب رئيسي"، الحواجز الأمنية أمام الكابيتول واقتحموا المبنى وخربوا مكاتب ودخلوا إلى قاعات والتقطوا صورا لهم فيها، مرددين أن الانتخابات الرئاسية مزورة.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع خلال عملية استمرت أربع ساعات لإخراج المتظاهرين من الكابيتول. وقالت الشرطة إن امرأة، يعتقد أنها من أنصار ترامب جاءت من جنوب كاليفورنيا، قضت إثر إصابتها بالرصاص وإن ثلاثة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في المنطقة في ظروف لم تتضح بعد.

وانتشرت صورة لأحد أنصار ترامب يرتدي سروال جينز وقبعة بيسبول وهو جالس ورجله مرفوعة على مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي حيث تُركت رسالة تنطوي على تهديد، في وقت تسلق متظاهرون آخرون منصات أقيمت لحفل تنصيب بايدن في يناير، ورفعوا لافتة كتب عليها "نحن الشعب سنخضع  دي.سي (واشنطن). لدينا القدرة على ذلك".

ووصف بايدن أحداث العنف بأنها "تمرد"، وطالب ترامب بأن يتحدث على التلفزيون الوطني ويطلب من أنصاره التراجع. وقال بايدن في ولاية ديلاوير، مسقط رأسه، "نظامنا الديمقراطي يتعرض لهجوم غير مسبوق". وأضاف "هذا ليس اعتراضا. إنه إخلال بالأمن وفوضى. ويكاد يصل إلى الفتنة. ينبغي أن يتوقف الآن".

وبعد وقت قصير على تصريحات بايدن، نشر ترامب تسجيلا مصورا دعا فيه أنصاره للمغادرة لكنه كرر اتهاماته التي لا تستند إلى أدلة عن تزوير الانتخابات. وقال "يجب أن يحل السلام. لذا اذهبوا إلى بيوتكم. نحن نحبكم، أنتم مميزون جدا".

وفي إجراء غير مسبوق، حجبت منصات تواصل اجتماعي تسجيل ترامب معتبرة أنه يفاقم العنف. وعلق موقع "تويتر" حسابه، محذرا الرئيس من حظر دائم في حال عدم التزامه بقواعد النزاهة المدنية.

"دوامة قاتلة" للنظام الديمقراطي

وتزامنت الفوضى في الكابيتول مع فوز الديمقراطيين بمقعدين في مجلس الشيوخ في انتخابات فرعية بولاية جورجيا، ما يكرس هيمنتهم على الكونغرس ويمهد الطريق أمام بايدن لتمرير تشريعات بدءا بمساعدات إغاثة في أزمة كوفيد-19.

ويقول المؤرخون إنها المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام الكونغرس منذ عام 1814 عندما أحرقه البريطانيون خلال حرب 1812.

ولأكثر من عقدين، جرت الجلسات المشتركة للكونغرس بهدوء، وهي إجراء شكلي تتم فيه المصادقة رسميا على الفائز في الانتخابات، لكن ترامب حض أعضاء الحزب الجمهوري على الاعتراض على النتيجة. ورفض الكونغرس الاعتراض الأول على فوز بايدن في أريزونا. كما رفض اعتراضا من الحزب الجمهوري على فوز بايدن في ولاية بنسلفانيا.

واعترض 121 نائبا من الحزب الجمهوري على النتيجة، بينما تراجع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ عن معارضتهم السابقة بسبب أحداث الكابيتول. وقالت السناتور كيلي لوفلر التي خسرت الانتخابات الفرعية الأخيرة في جورجيا، "الأحداث التي حصلت اليوم أجبرتني على إعادة النظر. ولا أستطيع الآن بضمير حي أن أعترض على المصادقة". وتراجع أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ عن الاعتراض على فوز بايدن في جورجيا وميشيغن.

وسعى زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل الذي لطالما كانت مواقفه متناسقة مع ترامب خلال رئاسته، إلى منع الاعتراضات، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات ليست حتى متقاربة. وقال قبل وقت قصير على أعمال العنف "الناخبون والمحاكم والولايات قالت كلمتها. إذا قمنا بنقضها فسنلحق الضرر بجمهوريتنا إلى الأبد". وأضاف "في حال أُبطلت نتيجة الانتخابات استنادا إلى مجرد ادعاءات من الخاسرين سيدخل نظامنا الديمقراطي في دوامة قاتلة".

لكن السناتور جوش هولي الذي قاد جهود الاعتراض على المصادقة وينظر إليه كمرشح جمهوري مستقبلي طامح للرئاسة، تمسك بموقفه حتى بعد اقتحام الكابيتول. وقال السناتور البالغ 41 عاما "التغيير لا يتحقق بالعنف"، مشددا على أنه يريد أن يعرض "عملية قانونية" تتيح لمؤيدي ترامب النظر في ادعاءاتهم بحصول تزوير في الانتخابات.

 

"عار"

أما السناتور ميت رومني، أحد أكبر منتقدي ترامب في الحزب الجمهوري، فقال إن أفضل طريقة لاحترام الناخبين هي "بقول الحقيقة لهم". وقال "أولئك الذين يستمرون في دعم هذه المناورة الخطيرة... سيُعتبرون إلى الأبد متواطئين في هجوم غير مسبوق على نظامنا الديمقراطي".

واعتبر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، المرجح أن يصبح زعيم الأكثرية في المجلس بعد انتخابات الثلاثاء، أعمال العنف بمثابة "محاولة انقلاب". وقال إنها ستدخل التاريخ الأمريكي على غرار الهجوم الياباني على بيرل هاربور. وأضاف "هذا الحشد في جزء كبير منه صنيعة الرئيس ترامب، حرضتهم كلماته وأكاذيبه"، مضيفا بأن ترامب سيلحق به "عار دائم".

واعتبر الرئيس السابق باراك أوباما أعمال العنف "مخزية" لكنها ليست "مفاجئة". وأضاف "سنخدع أنفسنا إذا قلنا إن ما حدث كان مفاجأة تامة"، ملقيا باللوم على قادة الحزب الجمهوري ووسائل الإعلام الموالية لهم لأنهم "غالبا ما كانوا غير راغبين في إخبار أتباعهم بحقيقة" أن بايدن حقق فوزا كبيرا في الانتخابات.

وشن الرئيس السابق الجمهوري جورج دبليو بوش هجوماً عنيفا على القادة الجمهوريين الذين أججوا حالة "التمرد" التي شهدها مبنى الكابيتول والتي تليق بـ"جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديمقراطية".

وأخيرا، صادق مجلسا الشيوخ والنواب الأمريكيان في جلسة مشتركة صباح الخميس، وبعد ساعات من اقتحام أنصار دونالد ترامب مبنى الكابيتول، على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة. وصادق نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الذي ترأس الجلسة المشتركة، على نتيجة الهيئة الناخبة بفوز بايدن بأصوات 306 من كبار الناخبين مقابل 232 لدونالد ترامب.

الديمقراطيون يستعدون لبدء إجراءات مساءلة ترامب

ويستعد أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي لبدء إجراءات مساءلة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب.

ويخطط ثلاثة من أعضاء الكونغرس - تيد ليو وديفيد سيسلين وجيمي راسكينل - لتقديم مواد مساءلة ترامب يوم الاثنين.

وتتضمن مسودة المساءلة اتهامات لترامب بارتكاب مخالفات وجرائم، إذ تقول إن تعليقاته أسفرت عن تصرفات غير قانونية عندما اقتحم أشخاص مقر الكونغرس أثناء اجتماع المشرعين للمصادقة على نتيجة الانتخابات.

وإذا صوت المجلس لتمرير مسودة المساءلة، ستنتقل الإجراءات إلى مجلس الشيوخ، ليتخذ قرارا بشأن إدانة ترامب.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن إجراءات مساءلة ترامب ستزيد من حالة الانقسام.

وفي غضون ذلك، قالت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إنها تحدثت إلى القائد العسكري الأمريكي البارز الجنرال مارك ميلي بشأن الاحتياطات اللازمة لمنع ترامب من الأمر بشن حرب أو ضربة نووية.

واتهم العديد من الأشخاص فيما يتعلق بأحداث العنف واقتحام مقر الكونغرس، ومن بينهم سياسي من ويست فرجينيا صور نفسه على الهواء وهو يدخل المبنى، ورجل احتل مقعد بيلوسي في مكتبها.

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إن ترامب شجع من وصفهم بأنهم الغوغاء والعصابات على اقتحام الكونغرس.

وأضاف بايدن أن مقتحمي الكابيتول يوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، كانوا "إرهابيين محليين".