انطلاق حملة تطعيم شامل في أوروبا ضد فيروس كورونا تزامنا مع القيود المشددة


https://www.saba.ye/ar/news3121737.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
انطلاق حملة تطعيم شامل في أوروبا ضد فيروس كورونا تزامنا مع القيود المشددة
[28/ ديسمبر/2020]

عواصم - سبأ : تقرير/ عبدالله المـراني

انطلقت في الدول الأوروبية حملة تطعيم شاملة ضد فيروس كورونا، معتمدة اللقاح الذي أنتجته شركتا "فايزر" الأمريكية، و"بيونتيك" الألمانية، تزامنا مع القيود المشددة فيها بسبب تدهور الوضع الوبائي.

ويأتي تدشين دول أوروبا برنامج تطعيم عابرا للحدود على نطاق غير مسبوق في إطار الجهود المبذولة للقضاء على جائحة (كوفيد-19) التي عرقلت اقتصادها وأودت بحياة أكثر من 1,7 مليون نسمة في أنحاء العالم.

ومثلت إيطاليا والتشيك أولى دول الاتحاد الأوروبي، التي انطلقت فيها حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، اليوم.

وكانت القارة التي يبلغ عدد سكانها نحو 450 مليونا قد أبرمت عقودا مع عدد من الموردين للحصول على أكثر من ملياري جرعة لقاح، وتهدف لتطعيم جميع سكانها البالغين خلال العام القادم.

ورغم أن دول أوروبا لديها أفضل أنظمة الرعاية الطبية والموارد الصحية في العالم، فقد دفع حجم الجهود الهائل دولاً للاستعانة بالأطقم الطبية المتقاعدة في حين خففت دول أخرى القواعد التي تحدد من هم المسموح لهم بالقيام بالحَقن.

وفي وقت سابق أعربت المفوضية الأوروبية عن أملها في أن تنطلق حملة التطعيم هذه ضد الفيروس في 27-29 ديسمبر الجاري.

وبدأت عدد من الدول الأوروبية حملة تلقيح شاملة ومن بين هذه الدول ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، واليونان، والنمسا، وإستونيا، وليتوانيا، وبولندا، وبلغاريا.. وكانت دول خارج الاتحاد الأوروبي هي بريطانيا وسويسرا وصربيا بدأت التطعيم بالفعل في الأسابيع الأخيرة.

كما بدأت المجر أمس السبت بإعطاء جرعات لقاح فايزر- بايونتيك للعاملين في الخطوط الأمامية بمستشفيات العاصمة بودابست، فيما ستبدأ إيرلندا، حملة التطعيم في 30 ديسمبر، وفي بلجيكا من المقرر أن تنطلق الحملة غدا الاثنين.

هذا ولم تستطع دول الاتحاد الأوروبي البدء في التطعيم الشاملة قبل الموافقة على الدواء من قبل الجهات الصحية المعنية في الاتحاد الأوروبي.. وقد سمحت المفوضية الأوروبية الاثنين الماضي، بدخول لقاح "فايزر - بيونتيك" إلى السوق الأوروبية، بعد تقييم إيجابي من وكالة الأدوية الأوروبية (EMA).

ويمثل توزيع جرعات (فايزر- بايونتيك) تحديات صعبة حيث يجب تخزين اللقاح في درجات حرارة منخفضة جدا تصل إلى حوالي 80 درجة تحت الصفر.

وتسلمت فرنسا أمس الشحنة الأولى من اللقاح المكون من جرعتين، وستبدأ الحملة في منطقة باريس الكبرى ومنطقة بورغوندي-فرانش-كومتيه.

من جهتها، أعلنت ألمانيا أن شاحنات في طريقها لتسليم اللقاح لدور رعاية المسنين التي تتصدر قائمة متلقي اللقاح اليوم .. وإلى جانب المستشفيات ودور الرعاية، سيتم استخدام صالات رياضية ومراكز اجتماعات أصبحت خاوية بسبب إجراءات الإغلاق.

أما إيطاليا، ستُستخدم أجنحة رعاية صحية مؤقتة تعمل بالطاقة الشمسية في ساحات المدن في أنحاء البلاد، وقد صممت على شكل زهرة الروزماري ذات الأوراق الخمسة، رمز الربيع.

وفي إسبانيا، يجري نقل الجرعات جوا إلى الجزر وإلى جيبي سبتة ومليلة في شمال أفريقيا.. وتنشئ البرتغال وحدات تخزين باردة من أجل أرخبيلي جزر الآزور وماديرا في المحيط الأطلسي.

وقالت وزيرة الصحة البرتغالية مارتا تيميدو للصحفيين "ثمة بارقة أمل الآن، دون أن ننسى أن أمامنا معركة صعبة جدا".

وكانت السلطات الفرنسية، قد شددت على أنها لن تتوانى عن فرض إغلاق عام ثالث على مستوى البلاد، إذا استمرت أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا بالارتفاع.

وقال وزير الصحة الفرنسي أوليفبيه فيران: "نحن لا نستبعد أي إجراء قد يكون ضروريا لحماية السكان، وهذا لا يعني أننا اتخذنا قرارا، لكننا نراقب الوضع ساعة بساعة".

من جانب آخر توقعت منظمة الصحة العالمية ظهور وباء جديد في العالم.. واصفة الأمراض الفيروسية بأنها جزء من واقع الحياة، وحثت على الاستعداد لمواجهة التحديات الجديدة، وتخصيص الأموال للوقاية من حالات الطوارئ والرعاية الصحية الأولية.

وأشار المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أن وباء الفيروس التاجي كان يمكن التنبؤ به بعدة طرق، بما في ذلك مئات الرسائل والمراجعات الطبية.

وشدد غيبريسوس على أن عواقب الوباء أصبحت جذرية وقلبت العالم رأسًا على عقب في عام واحد. في المستقبل، سيتم الشعور بالعواقب في المقام الأول بالمعنى الاجتماعي والاقتصادي.

وتابع غيبريسوس قائلاً: "يخبرنا التاريخ أن الوباء الحالي لن يكون الأخير وأن الأوبئة حقيقة"، وأوصى بالاهتمام بتغير المناخ ومراعاة التفاعلات مع الحيوانات لوقف التهديدات الجديدة.

وفي وقت سابق، ذكرت منظمة الصحة العالمية إن السلالة "البريطانية" الجديدة من فيروس كورونا لم تظهر نفسها  بعد على أنها شكل أكثر خطورة من (كوفيد-19), ولا يزال الأمل في التطعيم قائما.

إلى ذلك اكتشف علماء بريطانيون أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي اكتشفت مؤخرا في البلاد، أكثر عدوى وتصيب الأطفال، بسبب قدرتها على اختراق الجسم والخلايا.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن البروفيسور، ويندي باركلي، من (امبيريال كوليدج لندن) القول: إن النسخة السابقة من الفيروس واجهت صعوبة في الارتباط بأنظمة الاستقبال (إيه سي إي2) ودخول الخلايا، ونتيجة لذلك، أصبح البالغون الذين لديهم المزيد من إنزيم (إيه سي إي2) في أنفهم وحلقهم هدفا أسهل للفيروس، وأصيب الأطفال بشكل أقل.

وأضافت باركلي: "ولكن من الأسهل على السلالة الجديدة من الفيروس القيام بذلك، لذا يمكن أن يكون الأطفال عرضة للإصابة بهذا الفيروس مثل البالغين".. مشيرة إلى أن هذا العامل يمثل السبب الرئيس لانتشار أسرع لفيروس كورونا الجديد.

وذكر أطباء بريطانيون في وقت سابق، أن السلالة الجديدة معدية بنسبة 70 في المائة وتنتشر بشكل أسرع.

وكشفت أحدث الإحصاءات العالمية المعلنة حول جائحة "كورونا"، أن حصيلة المصابين تجاوزت 80 مليونا و720 ألف إصابة، تعافى منهم ما يزيد على 56 مليونا و911 ألف مريض، فيما تجاوز عدد الوفيات جراء الفيروس نحو مليون و765 ألف وفاة.

وتواصل جائحة كورونا تفشيها في 218 دولة وإقليما ومنطقة حول العالم، ولا تزال أميركا تتصدر دول العالم قياسا بأعلى حصيلة وفيات وعدد إصابات إجمالي.

ويواجه العالم، منذ يناير 2020، أزمة صحية حادة ناجمة عن تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) الذي بدأ انتشاره من مدينة ووهان الصينية وأدى إلى خسائر ضخمة في كثير من قطاعات الاقتصاد خاصة النقل والسياحة والمجال الترفيهي، وانهيار البورصات العالمية وتسارع هبوط أسواق الطاقة.

وصنفت منظمة الصحة العالمية هذا التفشي بالـ(جائحة) يوم 11 مارس الماضي، وأصاب الفيروس حتى الآن أكثر من 80 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم.