
بيروت- سبأ:
انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر العالمي السادس لاتحاد علماء المقاومة بمشاركة اليمن.. تحت عنوان "انتفاضة الأمة في مواجهة مؤامرات التطبيع ومشاريع التصفية".
وفي كلمته خلال أعمال المؤتمر الافتراضي والفضائي الذي ينعقد بمناسبة الذكرى الـ33 لانتفاضة الشعب الفلسطيني، بارك مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين عقد المؤتمر العالمي السادس لاتحاد علماء المقاومة.. داعيا بقية علماء الأمة الساكتين للتحرك الفاعل والصادق مع الله في نصرة قضايا الأمة.
وقال العلامة شمس الدين: "إن اليمن يدفع منذ 6 سنوات ضريبة مواقفه الصادقة تجاه فلسطين".. موضحا أن التجارب أثبتت أنه كلما اتجهت البوصلة نحو فلسطين وتحرير الأقصى كلما اتحدت المواقف في كثير من قضايا الأمة الإسلامية
وأضاف إن من يعتقدون بضرورة وجوب نصرة الشعب الفلسطيني وتحرير الأقصى الشريف هم أنفسهم من يناصرون سائر قضايا الأمة الإسلامية ولا يخشون في الله لومة لائم.
ولفت إلى أن من لهم موقف من الشعب الفلسطيني ولا يرون نصرة الشعب الفلسطيني ولا تحرير الأقصى أمراً ضروريا هم الذين يقفون في الموقف المغاير تماما وذهبوا لتبرير تطبيع بعض الأنظمة العميلة كالإمارات والبحرين.
وتابع قائلاً: "إن كان لأولئك أرباب من دون الله فإنه ليس لنا إلا رب واحد ولا وجهة إلا جهة العبودية لله سبحانه وتعالى والله غالب على أمره".. مضيفاً إنه لا قلق مهما كانت التحديات ومهما كانت الصعوبات وقد أثبتت التجارب أنه كلما ثبت الناس وأصر الناس على المقاومة كلما تحقق نصر الله.
وأشار مفتي الديار اليمنية إلى ما يحققه الجيش اليمني ولجانه الشعبية من انتصارات تلو الانتصارات كما تحققها حركات المقاومة الفلسطينية.
من جهته أكد رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في كلمته بافتتاح المؤتمر أن مقاومة الكيان الصهيوني تزداد ثباتاً ورسوخاً.. لافتاً إلى أنه بعد 33 عاماً على انتفاضة الحجارة الفلسطينية ثبت أن الحجارة أقوى من الرصاصة وأن الإيمان بالحق والمستقبل أقوى من جحافل الاحتلال.
وأدان حمود، كل أشكال التطبيع والاستسلام للعدو الصهيوني والاستكبار الأمريكي.. مشيراً إلى أن التطبيع جاء نتيجة فشل عدوان يوليو/ تموز 2006 وفشل محاولة القضاء على محور المقاومة من خلال التآمر على سورية التي تدعم المقاومة بكل ما لديها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت صراحة أنها دفعت مليارات الدولارات لتشويه صورة المقاومة وضرب سورية والعراق وليبيا.. مشدداً على أن محور المقاومة سيفشل كل المؤامرات ويحقق النصر.
بدوره دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، الشعب الفلسطيني وقواه الحية إلى عقد مراجعة نقدية وجدية لاتفاق "أوسلو" وإعادة الحسابات، والبحث الجدي في مآلات التعايش مع العدو.. لافتاً إلى أن الذين يعتقدون أن تحالفهم مع الكيان الصهيوني في مواجهة شعوبهم، يحميهم إلى الأبد، واهمون.
وأكد النخالة، في كلمته خلال المؤتمر، أن الهروب للأمام، كما فعلت السلطة بعد الحوارات الأخيرة ولقاء الأمناء العامين، والتحلل من الالتزامات الوطنية، لن يعيد شيئًا، وإنما سيكرس وقائع جديدة على الأرض، وسيعطي بعض الأنظمة العربية شرعية لما قامت به من عمليات التطبيع.
وأشار إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية في لحظة مراجعة، اعتبر تطبيع الإمارات والبحرين طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، فماذا جرى لتتحول طعنة الظهر إلى عناق وصمت على ما يجرى.
إلى ذلك استنكر مفتي الجمهورية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمة عبر "تقنية الفيديو": خلال المؤتمر تراكض البعض للتطبيع مع العدو الصهيوني بينما الأراضي العربية لا تزال مغتصبة ومئات الأحرار يقبعون في معتقلات الاحتلال والأقصى يستباح.. داعياً إلى توحيد الصفوف في مواجهة العدو الإسرائيلي بدلاً من التطبيع معه.
وقال حسون: أطل عليكم من أرض باركتها السماء وقدستها أقدام الأنبياء.. أحدثكم من أرض حاولوا منذ 10 سنوات تدمير جيشها وإذلال شعبها لكن سورية صمدت وانتصرت على المتآمرين وظلت حاضنة المقاومة وداعمتها الصادقة وستبقى مع المقاومة في نفس الخندق ولآخر نفس.
بدوره شدد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أن فلسطين محتلة وهي قضية حق و"إسرائيل" مغتصبة وهي الباطل وما ضاع حق وراءه مطالب.. مشيراً إلى أنه على الرغم من حجم التآمر منذ "وعد بلفور" عام 1917 فإن الأجيال المتتالية تقاتل وتعمل من أجل قضية الحق وتحرير فلسطين.
وأكد قاسم أن التطبيع كشف المستور وأظهر الخونة وأبرز المقاومين والداعمين ولم يعد الموقف الرمادي موجودا حيث أصبحت المواجهة مكشوفة.
وأشار إلى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يحمل تاريخاً وحاضراً مليئا بالجرائم والفوضى والتخريب ولا يمكن أن تستقر المنطقة والعالم بوجوده وعلينا أن نزداد قوة وتجهيزا لنحقق توازن الردع الذي يؤمن الدفاع والانتصار.
وشدد قاسم خلال كلمته في المؤتمر على أن فلسطين التي ارتوت بدماء الشهداء ستنتصر بقوة المقاومة.