تجدد الصراع في إقليم تيغراي الأثيوبي ينذر بحرب أهلية


https://www.saba.ye/ar/news3116164.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
تجدد الصراع في إقليم تيغراي الأثيوبي ينذر بحرب أهلية
[15/ نوفمبر/2020]

أديس أبابا-سبأ:

يشتد الصراع حاليا بين قوات الحكومة الاتحادية الإثيوبية وقوات إقليم تيغراي المتمرد حيث دار بين الجانبين أمس السبت معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف الأسلحة والصواريخ وذلك بعد اتهامات متبادلة بمهاجمة قواعد عسكرية.

وفي هذا السياق، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، شعب إقليم تيغراي إلى إنقاذ نفسه من "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" التي وصفها بالشريرة والجشعة، مشيرا إلى أن السلطات ستمهل الجبهة 3 أيام لتسليم أسلحتها.

وقال أبي أحمد في رسالة موجهة للإثيوبيين في إقليم تيغراي المتمرد، إن "الجماعة غير الشرعية على وشك الموت لأنها محاصرة من كل الاتجاهات، وهي في حالة ارتباك وغير قادرة على توفير قيادة في جميع الجبهات"، مشيرا إلى أن "القوات الخاصة والميليشيات في الجبهة تتعرض للجوع والموت".

وحث أبي أحمد شعب تيغراي على الامتناع عن التضحية بأطفالهم، وإنقاذهم في أسرع وقت. وقال إن "أهل تيغراي لن يستفيدوا من إطالة عمر الجماعة الشريرة بالتضحية بأطفالهم"، مضيفا أنه "لا ينبغي لأحد أن يموت من أجل جماعة إجرامية، بل من أجل قضية والوطن والشعب".

وتأتي هذه المعارك إثر هجوم عسكري شنه رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، في منطقة تيغراي الشمالية المضطربة، في الرابع من نوفمبر الجاري، في حين نفت الحكومة الإريترية تورطها في هذا الصراع.

وأكد زعيم إقليم "تيغراي" الإثيوبي، ديبريتسيون غيبريمكاييل، اليوم الأحد، أن قواته قصفت مطار العاصمة الإريترية أسمرة، ليل أمس السبت، وفق حديث له مع وكالة "رويترز".

ونفى غيبريمكاييل قصف مدينة "مصوع" الإريترية، مشيرا إلى أن "قواته تقاتل قوات إريترية إلى جانب القوات الإثيوبية، على عدة جبهات، خلال الأيام القليلة الماضية"، حسب "رويترز".

وأعربت الأمم المتحدة، ومعها الاتحاد الإفريقي ومنظمات إنسانية، عن القلق من احتمال امتداد القتال إلى مناطق أخرى في إثيوبيا وزعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي، محذرة من تدهور الوضع الإنساني هناك.

وكان قائد القوات المتمردة في تيغراي، قد قال في 10 نوفمبر، إن إريتريا أرسلت وحدات إلى إثيوبيا لدعم القوات الاتحادية.

ولحقت أضرار بمطار مدينة جوندر في ولاية أمهرة المجاورة لتيغراي الجمعة جراء ما وصفته الحكومة الاتحادية بنيران صاروخية.

وقالت الحكومة إن صاروخا آخر استهدف مطار مدينة بحر دار، لكنه أخطأ الهدف.

وأفادت مصادر دبلوماسية إقليمية، في حديث لوكالة "رويترز"، مساء اليوم السبت، بسقوط عدة صواريخ على عاصمة إريتريا أسمرة، أطلقت من داخل أراضي إثيوبيا.

ونقلت "رويترز" عن 5 دبلوماسيين إقليميين أن أسمرة تعرضت لقصف بـ3 صواريخ على الأقل في تصعيد حاد للنزاع المستمر منذ 11 يوما بين الجيش الاتحادي الإثيوبي والقوات المحلية في ولاية تيغراي شمال إثيوبيا على الحدود مع إريتريا.

وأوضحت 3 مصادر دبلوماسية، حسب "رويترز"، أن صاروخين من أصل الـ3 على الأقل أصابا مطار أسمرة.

وفي السياق ذاته ،فر إثيوبيون من الحرب في منطقة تيغراي بشمال البلاد عبر نهر حدودي عبروه إلى السودان المجاور أمس السبت، بعضهم في قوارب وبعضهم عن طريق السباحة أو الخوض في المياه.

وفي حديثهم لـ"رويترز" في بلدة حمداييت الحدودية السودانية، سرد الفارون روايات عن الصراع المتصاعد في ولاية تيغراي حيث تقاتل القوات الحكومية مقاتلين موالين لزعماء محليين متمردين.

ويوجد في البلدة الصغيرة مخيم يضم ثمانية آلاف لاجئ، ووصل عدة مئات صباح السبت ويكتظ مئات آخرون على الضفة الصخرية لنهر تيكيزي.

وروى اللاجئون قصصا عن هجمات بالمدفعية وإطلاق نار في الشوارع مع امتداد القتال إلى ولاية أمهرة المجاورة.

ومع صعوبة الوصول إلى تيغراي وتعطل الاتصالات إلى حد كبير، كان من المستحيل التحقق من طبيعة الصراع أو التأكد من روايات اللاجئين.

وقال أحمد أبي إن القاذفات الحكومية قصفت أهدافا عسكرية في تيغراي بينها مخازن أسلحة وعتاد تسيطر عليها القوات التابعة لتيغراي.
ومع إعلان زعيم اقليم تيغراي الثلاثاء الماضي، أن إريتريا أرسلت قواتها عبر الحدود لدعم القوات الحكومية الإثيوبية لكنه لم يقدم دليلا على ذلك، نفى وزير خارجية إريتريا عثمان صالح محمد وقال:" نحن لسنا طرفا في الصراع".

وكانت وكالة "فرانس برس" أفادت أمس السبت، بأن قادة إقليم تيغراي في إثيوبيا هددوا بمهاجمة إريتريا.

جاء ذلك بعد توجيه الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي اتهامات لإريتريا بالمشاركة مع الجيش الإثيوبي في العملية العسكرية الجارية في الإقليم.

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن المدير العام لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، اللواء محمد تيسيما، قوله بأن "ادعاءات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بأن الجيش الإريتري يشارك في العملية العسكرية الجارية التي تقوم بها قوات الدفاع الوطني الإثيوبية في ولاية تيغراي لا أساس لها من الصحة".

ووقعت إريتريا وإثيوبيا اتفاق سلام قبل عامين لكن حكومة أسياسي أفورقي في أسمرة ظلت على عدائها لقيادة تيجراي بعد دورهم في الحرب المدمرة التي دارت رحاها بين 1998 و 2000.

وفي السياق نفسه، قال ديميقي ميكونين، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، في وقت سابق اليوم، إن العملية العسكرية الجارية في ولاية تيغراي ليست حربًا أهلية ولا نزاعًا مسلحًا.

وبحسب وكالة الأنباء الإثيوبية أكد ديميقي أن الحاصل في إثيوبيا وفي تيغراي تحديدا هو خطوة لإنفاذ القانون والنظام الدستوري.

وقال خلال ما أسماها إيضاحات قدمها للمجتمع الدبلوماسي والسفراء المقيمين في إثيوبيا إن العملية تهدف إلى تقديم الأفراد الذين خالفوا القانون، مشيرا إلى أن الجهود جارية لإنهاء العملية في أسرع وقت ممكن.

وفي المقابل ،أعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي، التي تحكم الولاية الجبلية الشمالية البالغ عدد سكانها أكثر من 5 ملايين نسمة، حالة الطوارئ المحلية ضد ما وصفته "بغزو من قبل الغرباء".فيما قالت وكالة الأنباء الإثيوبية، أمس السبت، إنه تم التبرع بأعداد من المواشي تقدر قيمتها بـ 4.8 مليون بر لقوات الدفاع الوطني التي تقاتل في منطقة تيغراي الشمالية.

والثلاثاء الماضي أعلنت وسائل إعلام رسمية إثيوبية، مقتل 550 "متطرفا" خلال الهجوم العسكري الذي شنه الجيش الإثيوبي ضد القوات الموالية للحكومة المحلية في منطقة تيغراي.

وقالت إذاعة "فانا" التابعة للدولة، أن 29 من أفراد القوات الخاصة والميليشيات التابعة لتيغراي استسلموا في المنطقة الشمالية المضطربة، دون أن تذكر خسائر من جانب القوات الفيدرالية.

وأشارت الإذاعة إلى مصادرة قوات الجيش الإثيوبي مئات البنادق والرشاشات والقنابل وأسلحة القنص وقذائف "آر بي جي" وجهاز راديو، بالإضافة إلى آلاف الطلقات والذخائر المختلفة.

ونقلت عن القائد العام للقيادة الشمالية، اللواء بيلاي سيوم، قوله إن حملة إنفاذ القانون تم تكثيفها على نطاق واسع، وإن قدرة الجيش على تنفيذ مهمته وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وذلك رغم تأكيد، متحدث باسم الحكومة الاتحادية في إثيوبيا، في وقت سابق من، أن مجمع القيادة الشمالية العسكرية الإثيوبية في عاصمة إقليم تيغراي المضطرب سقط في يد القوات المحلية.

وقال رضوان حسين المتحدث باسم فريق عمل حالة الطوارئ المشكل حديثا من أجل الصراع في تيغراي:تمكنوا من السيطرة على المجمع في ميكيلي بالكامل لأنه لم يكن لدينا هناك ما يكفي من الأسلحة والأفراد.

ومع توجيه ضربات وهجمات عسكرية متبادلة بين القوات الحكومية والقوات المتمردة في إقليم تيغراي بدأت سلسلة جديدة من الصراع في المنطقة وتسببت بمقتل المئات، وفرار لاجئين إلى السودان، وأثيرت من جديد مسألة الانقسامات العرقية في إثيوبيا.ويخشى البعض من إمكانية انزلاق الصراع في أثيوبيا إلى حرب أهلية في ظل العداء الشديد بين عرقية تيغراي وحكومة أبي أحمد.