التدخلات الأمريكية في لبنان تثير مخاوف الأوساط اللبنانية


https://www.saba.ye/ar/news3101981.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
التدخلات الأمريكية في لبنان تثير مخاوف الأوساط اللبنانية
[07/ يوليو/2020]

عواصم- سبأ: عبدالعزيز الحزي

أثارت التصريحات التحريضية التي أدلت بها السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا مخاوف الأوساط اللبنانية الرسمية والشعبية، وهو ما دفع وزارة الخارجية اللبنانية الى استدعاء السفيرة وتحميلها رسالة احتجاج رسمية على خلفية مخالفتها وتجاوزها العمل بالأصول الدبلوماسية، في وقت ترافقت معه الوقفات الاحتجاجية الرافضة للأملاءات الأمريكية.

واتهمت السفيرة الأمريكية في تصريحاتها حزب الله بأنه "حال دون إجراء إصلاحات اقتصادية يحتاج إليها الاقتصاد اللبناني".

وردا على تصريحات السفيرة الأمريكية في بيروت أصدر القضاء اللبناني حكما بمنع وسائل الإعلام من نشر أي تصريحات للسفيرة لمدة عام، ". واستدعى وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي، السفيرة الأمريكية للتباحث بشأن هذه التصريحات.

ورأت الأوساط المتابعة ان محورا أمريكا إسرائيليا ومعه بعض أنظمة الخليج يعملون على تسويق الفوضى والتوظيف الهدام في لبنان.

واستنكر تجمع العلماء المسلمين في لبنان التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا سيما محاولات سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا “إثارة فتن خطيرة” في البلاد.

وأوضح التجمع في بيان أمس الاثنين أن الولايات المتحدة تمارس الإرهاب على الشعوب في محاولة لتفرض عليها إما الانصياع لقراراتها وإملاءاتها أو التعرض للحصار الاقتصادي وتجويعها لإدخال البلاد في الفوضى.

وشدد التجمع على التمسك بالمقاومة داعياً إلى تنظيم فعاليات مختلفة للإعلان عن رفض التدخلات الأجنبية وخصوصاً للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية اللبنانية.

المشهد اللبناني وتطوراته السياسية والاقتصادية، ترافقت مع وقفات احتجاجية رافضة للأملاءات الأمريكية محملة واشنطن مسؤولية ما ألت اليه الأمور المالية ومن تدهور نتيجة الضغوطات والعقوبات الظالمة التي تفرضها ادارة ترامب على الاقتصاد اللبناني.

وشنت صحف ومواقع عربية انتقادات واسعة لتبعات تصريحات سفيرة الولايات المتحدة لدى لبنان، دوروثي شيا.

وقالت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية في أحدى افتتاحيتها إن "دوروثي شيا السفيرة الأمريكية في لبنان تتعاطى مع معظم اللبنانيين، حكومة وشعبا، كما لو أنّهم أتباع أو عبيد لحكومتها، توجه لهم الأوامر، وتتدخل في شؤونهم الخاصة، والأخطر من ذلك أنها تحاول بث الفتن لتفريق صفوفهم".

وأضافت: "السفيرة الأمريكية تجاوزت كل الأعراف الدبلوماسية عندما أدلت قبل يومين بتصريحاتٍ تعرضت فيها بشكل مسيء لحزب الله اللبناني الذي تضعه دولتها على قائمة الإرهاب عندما اتهمته بأنه ’دولة داخل دولة‘... نعم نتفق مع السفيرة بأن الفساد هو الوباء الأكثر فتكا بلبنان واقتصاده، ولكنه يتواضع أمام التدخلات الأمريكية في شؤونه الداخلية التي تحمي الفاسدين وتنشر الفتنة الطائفية في صفوفه، وإشعال فتيل الحرب الأهلية مجددا".

وقالت الصحيفة: "السفيرة الأمريكية ما كانت ستقدم عليها لو أنها كانت تدرك مسبقًا أن رد الدولة اللبنانية على مثل هذه التجاوزات سيكون أكثر صرامة، ولا يقتصر فقط على الاستدعاء إلى مقر وزارة الخارجية والاحتجاج على تصريحاتها الجارِحة والمحرضة، ضد ’حزب الله‘ الذي يشكل مكونا رئيسيا في النسيجين السياسي والاجتماعي اللبناني، وتتمثل في الحكومة والبرلمان معا".

ويعتقد خبراء لبنانيون، إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها سلة من الأهداف في لبنان، وأنها تفتح باب التدخلات الخارجية على مصراعيه، فمن ضمن الأهداف إضعاف "حزب الله" أو نزع سلاحه وكذلك الاكتشافات النفطية في المياه اللبنانية ضمن أهداف الجانب الأمريكي في لبنان، وأن أوروبا تسعى لذات الأهداف أيضا.

كما يرى الخبراء أن لتدخلات الأجنبية تلعب دورا فاعلا لناحية التدخلات بالسياسة الداخلية عبر الإيحاءات الخارجية الأمريكية الدائم بضرورة تعيين حكومة تكنوقراط بالكامل دون سياسيين وذلك يشير بشكل واضح إلى هذه التدخلات، وإلى الدور الأمريكي في تأزيم الأوضاع في لبنان".

ويرى الخبراء أن الأوضاع الأخيرة في لبنان فتح شهية الدول الأجنبية للتدخل في الأزمة اللبنانية، وأن الولايات المتحدة لها سلة أهداف في طليعتها بتر سلاح "حزب الله" لصالح الدول العبرية.

ومن الواضح أن الرهان على الدور الأمريكي في المنطقة عامة وفي لبنان خاصة أصبح مأزوماً، من ناحية، بمنطق الأزمة الشاملة للنموذج الرأسمالي العالمي، ومن ناحية أخرى بسبب تراجع المخطط الأمريكي الإقليمي وخاصة في سوريا. وهذا ما ينعكس بالضرورة على الساحة اللبنانية ويدفع بالولايات المتحدة إلى التوسع في نطاق تدخلاتها بالشؤون الداخلية في لبنان .