دعوات للوحدة الفلسطينية وتصعيد المقاومة لمواجهة الضم


https://www.saba.ye/ar/news3101047.htm

وكاله الانباء اليمنيه سبأ | سبأنت
دعوات للوحدة الفلسطينية وتصعيد المقاومة لمواجهة الضم
[29/ يونيو/2020]

الضفة الغربية - سبأ :

يشكل اقتراب الموعد النهائي الذي أعلنه رئيس وزراء الكيان الصهيوني في الأول من يوليو المقبل لضم أجزاء من الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة فرصة جديدة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حاله الإنقسام برفض الخنوع وإستنهاض نهج المقاومة.

فبيانات الإدانة والاستنكار لا قيمة لها، وإذا لم يتغير ميزان القوى على الأرض الفلسطينية فلن يتغير أي شيء؛ ولهذا فإن المطلوب فلسطينيا هو أنهاء الانقسام بين السلطة الفلسطينية و فصائل المقاومة والاتفاق على أن يكون .. مشروع المقاومة .. هو عنوان المرحلة القادمة سواء ضم نتنياهو المستوطنات والأغوار أو لم يضمها؛ المقاومة الشعبية والتضحيات الفلسطينية هي التي ستقنع العالم بالحق الفلسطيني وترغمه على الاعتراف به .

وهو ما اتفقت عليه الفصائل الفلسطينية، اليوم، في ختام اجتماع لها بمشاركة حركتي فتح وحماس بغزة بإطلاق رؤية وطنية لمواجهة قرارات الضم وصفقة القرن الأمريكية، والدعوه إلى استراتيجية نضالية وطنية جديدة موحدة.

كما دعت الرؤية إلى سرعة تنفيذ واستكمال التطبيق الفوري لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بسحب الاعتراف بالاحتلال والتحلل من اتفاقيات أوسلو والتزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية وكل ما ترتب عليها.

وطالبت بتفعيل المقاومة الشاملة باعتبارها الأسلوب الأنجع لإدارة الصراع ومواجهة إجراءات الاحتلال على الأرض ومخططات تصفية القضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة "تصعيد المقاومة في كافة المناطق الفلسطينية من خلال برنامج وطني متصاعد لمواجهة قرارات الضم في المناطق المستهدفة في الضفة الفلسطينية".
ودعت الفصائل المشاركة في المؤتمر
الفلسطينيين إلى "اعتبار يوم الأربعاء المقبل يوم غضب شعبي رفضا لقرار الضم".

محللون سياسيون أكدوا أن التوجه الفلسطيني نحو الوحدة وإنهاء الإنقسام لمواجهة مشروع الضم ،وارتباطًا بذلك لمواجهة ولافشال "صفقة القرن" لن يكون سهلًا، وهو سيتعرض للكثير من الاستهدافات، من الأقربين قبل الغرباء، حيث يُعتبر الضم ركناً اساسياً من الصفقة، وافشاله سيضربها من أساسها.

ولمواجهه ذلك رأى المحللون أنه يتعين على قادة الشعب الفلسطيني، والممثل بالمقاومة وبالسلطة، توحيد الرؤية والموقف بكل ما في ذلك من امكانيات، وبقدر ما يتطلب ذلك من تسويات، لمحاولة خلق جبهة متماسكة، تستطيع الوقوف بوجه التهديدات والصعوبات المتعلقة بالقرار الدولي والاقليمي، والذي يضغط الآن ويستمر ضاغطًا في المستقبل، لتمرير الضم وبالتالي لتمرير "صفقة القرن"، للقضاء نهائيًا على القضية الفلسطينية.

و في سياق متابعة للمواقف الاقليمية والدولية المرتبطة بمشروع "صفقة القرن" بشكل عام أشار المحللون أنه، لا يبدو أن هناك أي طرف عربي أو اسلامي - غير محور المقاومة الممتد من إيران إلى سوريا و لبنان واليمن والعراق
- يأخذ الملف بجدية وبوفاء للقضية الفلسطينية .
وبينما استبعدوا أي تعويل أو دعم مرتقب أو منتظر من أي طرف عربي خليجي قوي، للوقوف مع القضية الفلسطينية، أكدوا على الأهمية الاستراتيجية الاساسية والتي أثبتت جدواها في مواجهة العدو بشكل عام، ومخططاته ومشاريعه بشكل خاص، وهي المقاومة بكل أشكالها، من المواجهة العسكرية الى رفض التطبيع الى رفض أي اقتراح أو مشروع غير واضح وغير مناسب للقضية المذكورة.

وعليه فالمقاومة الشعبية، كخيار استراتيجي لمواجهة المخاطر المستجدة، هي الخيار الصائب، وقد أكد صحة ذلك تاريخنا القريب عندما قام شارون أشرس رئيس حكومة في تاريخ الكيان الصهيوني، بنزع 21 مستوطنة من قطاع غزة، وأخلى منها أكثر من ثمانية آلاف مستوطن مسلح بل مدجج بالسلاح في شهر آغسطس 2005، ليس لأن واشنطن أو الأمم المتحدة طلبت منه الانسحاب ونزع المستوطنات فانصاع، بل لأن المقاومة الفلسطينية تصاعدت من دون توقف في قطاع غزة منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 ولم تترك لشارون خياراً سوى الانسحاب من مواقعه وسحب قواته الاحتلالية والمستوطنين ونزع مستوطناته بيده من قطاع غزة وهو الذي اعتاد على الإعلان في كل مناسبة قبل ذلك بأن «من ينسحب من مستوطنة نيتساريم داخل قطاع غزة هو مثل الذي ينسحب من تل أبيب».

نعم إنها مقاومة الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية التي فرضت نزع المستوطنات وعدم الاستيطان نهائياً في قطاع غزة وليس التفاوض مع خمس حكومات صهيونية منذ اتفاق أوسلو عام 1993 الذي فرض على السلطة الفلسطينية منع المقاومة بتنسيق “أمني” مع قوات الاحتلال مقابل أوهام وخيال.

وإذا كانت المقاومة اللبنانية قد دحرت على أرض لبنان جيش الاحتلال الصهيوني وألحقت الهزيمة النكراء به وأجبرته على سحب قواته وعملائه المدججين بالسلاح من جنوب لبنان عام 2000 من دون قيد أو شرط أو تفاوض للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي- الصهيوني، فإن المقاومة الفلسطينية أجبرت العدو الصهيوني بمقاومتها على نزع مستوطناته لأول مرة في تاريخ هذا الصراع ومن دون قيد أو شرط, ومثلما عملت المقاومة اللبنانية على زيادة قدراتها العسكرية بعد تحرير الجنوب عملت المقاومة الفلسطينية بعد دحر الاحتلال ونزع مستوطناته من القطاع على زيادة قدراتها الصاروخية والقتالية رغم الحصار غير المسبوق في تاريخ العالم.